حرية – (31/12/2022)
بوتين يؤكد لشي رغبته بتعزيز التعاون العسكري مع الصين ويحشد الجنود بإعفائهم وعوائلهم من الضرائب .
بعد أن أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ بمقاومة البلدين في مواجهة “الضغوط” الغربية عبر اجتماع بالفيديو جرى بينهما، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة قلقة بسبب مساندة الصين لروسيا وسط استمرار موسكو في الحرب ضد أوكرانيا.
وقال متحدث باسم الوزارة “تدعي بكين الحياد لكن سلوكها يوضح أنها ما زالت تستثمر في علاقات قوية مع روسيا”، مضيفاً أن واشنطن “تراقب أنشطة بكين عن قرب”. وفقاً لـ”رويترز”.
تعزيز التعاون العسكري بين بكين وموسكو
وفي بداية اللقاء الذي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، عبر الفيديو، الجمعة 30 ديسمبر (كانون الأول)، أعلن الأول أنه يتوقع زيارة الأخير إلى روسيا خلال ربيع عام 2023. فيما أكد أنه يريد تعزيز التعاون العسكري مع بكين وأشاد بمقاومة البلدين في مواجهة “الضغوط” الغربية، فيما أبلغ شي نظيره الروسي أن الطريق إلى محادثات السلام بشأن أوكرانيا لن يكون سهلاً وأن بكين ستواصل التمسك “بموقفها الموضوعي والعادل” بشأن هذه القضية، وفقاً لتلفزيون الصين المركزي.
وقال بوتين “في سياق ضغوط غير مسبوقة واستفزازات من الغرب، نحن ندافع عن مواقفنا المبدئية”. وأشار إلى أن “التنسيق بين موسكو وبكين على الساحة الدولية يخدم إقامة نظام دولي عادل وقائم على القانون الدولي”.
كما أكد أن “التعاون العسكري والفني الذي يسهم في أمن بلداننا والحفاظ على الاستقرار في المناطق الرئيسة له مكانة خاصة” في التعاون الروسي الصيني. ثم أوضح الرئيس الروسي أن القوتين “تعتزمان تعزيز التعاون” بين قواتهما المسلحة.
وفي مواجهة عقوبات غربية قاسية على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا، سعت موسكو في الأشهر الأخيرة إلى تعزيز علاقاتها مع آسيا، خصوصاً مع الصين، التي امتنعت مع ذلك عن دعم الهجوم الروسي على أوكرانيا.
شي من جانبه أشاد بـ”الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي” الروسي الصيني اللذين “يظهران في هذا العصر الجديد النضج ومقاومة الضغوط”، بحسب ما نقل عنه الكرملين بالروسية.
وأكد “نحن مستعدون لتعزيز التعاون الاستراتيجي مع روسيا، وتبادل فرص التنمية، لنكون شركاء شاملين لصالح شعب بلدينا ولمصلحة الاستقرار في العالم”.
ولدى الإشارة إلى الاجتماع بين شي جينبينغ وفلاديمير بوتين، قال التلفزيون الوطني الصيني بحماس، “الصين مستعدة للعمل مع روسيا وجميع القوى التقدمية في جميع أنحاء العالم لمواجهة القطب الواحد والحمائية والترهيب”.
وتقدم موسكو وبكين نفسيهما كثقل جيوسياسي موازن للولايات المتحدة وحلفائها. وأجرتا عدة مناورات عسكرية مشتركة في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك مناورات بحرية هذا الأسبوع في بحر الصين الشرقي. كما تحاول روسيا زيادة إمداداتها من الغاز للاقتصاد الصيني، المستهلك الرئيس للمحروقات، في وقت يبدي فيه الأوروبيون تصميماً على التخلص من اعتمادهم على الطاقة الروسية.
روسيا تعفي جنودها في أوكرانيا من الضرائب
وفي السياق، أعلنت السلطات الروسية، الجمعة، أنها قررت إعفاء الجنود وموظفي الدولة المنتشرين في أوكرانيا من الضريبة على الدخل، في إطار جهودها الرامية إلى حشد التأييد لعمليتها العسكرية.
ويتعلق الإجراء الجديد بجميع الروس الذين يقاتلون في المناطق الأوكرانية الأربع التي أعلنت روسيا ضمها، على رغم أنها ما زالت لم تسيطر عليها بالكامل وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا.
وأشار الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى إعفاء وارد في قانون لمكافحة الفساد نشرت السلطات الروسية تفاصيله مساء الخميس.
وجاء في المرسوم أن عناصر الجيش والشرطة والقوات الأمنية وغيرهم من موظفي الدولة الذين يخدمون في المناطق الأربع لن يتعين عليهم بعد اليوم تقديم معلومات بشأن “دخلهم ومصاريفهم وأصولهم”.
كما يمنحهم المرسوم الحق في تلقي “مكافآت وهدايا” إذا كانت “ذات طابع إنساني” وتم تلقيها في إطار العملية العسكرية في أوكرانيا.
ويطبق المرسوم على أزواج هؤلاء وأطفالهم ويتم العمل به بأثر رجعي من تاريخ 24 فبراير (شباط) 2022، يوم أطلقت روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وأطلق الكرملين سلسلة حوافز للروس لدفعهم إلى القتال في أوكرانيا، من حوافز مالية وصولاً إلى تسهيلات مصرفية وأخرى مرتبطة بالعقارات، بينما تعهد بتقديم مساعدات مالية للعائلات في حال مقتل أو إصابة أحبائهم.
وكثيراً ما يدان في روسيا جنود ومسؤولون بارزون مقربون من المجمع الصناعي العسكري للبلاد في قضايا فساد يتم الكشف فيها عن عمليات اختلاس لمبالغ كبيرة.
أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من السلاح
في المقابل، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الدول الأعضاء إلى إمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة، وفقاً لمقابلة نشرت الجمعة.
وقال ستولتنبرغ لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “أدعو الحلفاء إلى بذل مزيد من الجهد. من مصلحتنا الأمنية جميعاً التأكد من انتصار أوكرانيا وأن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لن يفوز”.
وأضاف أنه ربما من الأهم أن تتلقى أوكرانيا ما يكفي من الذخيرة للأنظمة الموجودة بالفعل، مضيفاً أن الحاجة إلى الذخيرة وقطع الغيار “هائلة”.
وفي الأسبوع الماضي، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب وجهه إلى مجموعة من القادة الغربيين، مجموعة واسعة من الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي للمساعدة في جهود مواجهة الهجوم الروسي.
كما أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن مساعدات عسكرية إضافية بنحو ملياري دولار، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي باتريوت، الذي يوفر الحماية ضد الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.
وذكر ستولتنبرغ في المقابلة أن الدعم العسكري لأوكرانيا هو أسرع طريق للسلام.
وقال “نعلم أن معظم الحروب تنتهي على طاولة المفاوضات، وربما هذه الحرب أيضاً، لكننا نعلم أن ما يمكن أن تحققه أوكرانيا في هذه المفاوضات يعتمد بشكل وثيق على الوضع العسكري”.
وتسببت الحرب المستمرة منذ 11 شهراً في مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين من منازلهم، وتركت مدناً في حالة خراب، وزعزعت الاقتصاد العالمي مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.
طائرات مسيرة انتحارية
من جانبه أعلن قال الجيش الأوكراني الجمعة أن روسيا أطلقت 16 طائرة مسيرة انتحارية إيرانية الصنع، بعد يوم من إطلاق موسكو عشرات الصواريخ في أحدث هجوم يستهدف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.
وذكر سلاح الجو الأوكراني أن الدفاعات الجوية تمكنت من تدمير جميع الطائرات المسيرة، التي ذكر أنها أرسلت من ناحيتي الجنوب الشرقي والشمال.
وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف على “تيليغرام” إن سبع طائرات مسيرة كانت تستهدف العاصمة، مضيفاً أنه تم تدمير خمس منها داخل المدينة واثنتين قبل بلوغ كييف.
وذكر سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف أن مبنى حكومياً في المدينة تهدم، مشيراً إلى أنه لم ترد أي أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين.
وشنت روسيا هجمات عدة بطائرات مسيرة وصواريخ على أوكرانيا منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) تسببت في أضرار جسيمة للبنية التحتية للطاقة، وأجبرت السلطات على قطع التيار الكهربائي في حالات الطوارئ.