حرية – (12/1/2023)
يبدو أن المشهد العراقي مقبل على تصعيد جديد مع توجه التيار الصدري لإنهاء فترة الاعتكاف والعودة مجددا للدفاع عن نفوذه الذي بات مهددا في ظل عملية تجري بصمت من خصومه لتحجيم حضوره في مفاصل السلطة التنفيذية، بحسب صحيفة العرب اللندنية.
وذكرت الصحيفة في تقرير (12 كانون الثاني 2023) أن التيار اتخذ من إقامة صلاة موحدة في العاصمة بغداد وفي بقية المحافظات الأخرى (باستثناء البصرة) يوم الجمعة المقبل مدخلا للتحضير لهذه العودة، التي من شأنها أن تقلق خصومه من الإطار التنسيقي ولاسيما زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
وكان التيار الصدري الذي فاز في الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر 2021 قد انسحب بشكل مفاجئ من العملية السياسية في سبتمبر الماضي بعد أشهر من التجاذبات وصراع الإرادات بينه وبين الإطار التنسيقي الذي يشكل المظلة السياسية للقوى الموالية لإيران.
وأضافت الصيحفة أن هذا الانسحاب الصدري مكّن الإطار من الإمساك بزمام الأمور وتشكيل حكومة برئاسة محمد شياع السوداني، وتتحضر قوى الإطار لتعزيز وضعها عبر العمل على وضع قانون انتخابي جديد بديل عن القانون الحالي الذي تحمّله تلك القوى المسؤولية عن تراجعها الكبير في الانتخابات التشريعية.
ويرى مراقبون أن قرار التيار الصدري الرجوع إلى المشهد في هذا التوقيت لا يخلو من حسابات سياسية، لاسيما وأنه يتزامن مع اقتراب مرور مئة يوم على تشكيل حكومة السوداني، وبالتزامن مع أزمة مالية نتيجة تذبذب سعر العملة المحلية أمام الدولار.
وذكر مراقبون للصحيفة إن من الدوافع الأخرى التي جعلت التيار يتحرك مجددا عملية تجري لضرب أيّ وجود للتيار في مفاصل السلطة التنفيذية، والذي تقول مصادر إنها بواعز من زعيم ائتلاف دولة القانون.
ويوضح هؤلاء أن الصدر يرى بأن استمراره في سياسة الانكفاء ستكلفه كثيرا سياسيا وحتى شعبيا، وبالتالي فإن التحرك أصبح ضروريا للدفاع عن وجود التيار واستمراريته، مشيرين إلى أن اختيار العودة عبر تنظيم جمعة موحدة هو إشارة منه إلى أن هذه العودة لن تكون عبر بوابة السياسة بل عبر الشارع.
ونشر التيار وثيقة أكد من خلالها أنه “بمناسبة الذكرى السنوية للفتح المبين واللسان الناطق بسم الله ورسوله وأمير المؤمنين، إقامة صلاة الجمعة المباركة في عموم العراق، والتي أخرجت من الظلمات الى النور، على يد ولي أمير المسلمين الشهيد السعيد محمد الصدر (والد مقتدى الصدر) والتي تزامنت مع الولاية المباركة لمولاتنا الزهراء (عليها السلام)”.
ووفق الوثيقة فقد تقرر “أن تكون الجمعة المقبلة جمعة موحدة في عموم المحافظات، وكلٌ في محافظته وبأن تكون الجمعة الموحدة في محافظة بغداد في مدينة الصدر” معقل الصدريين. ويعتقد المراقبون أن الدعوة إلى الصلاة الموحدة تمهد لتحرك أقوى في الشارع في المستقبل خاصة وأن التيار الصدري لديه قدرة كبيرة على تحريك الشارع واستقطاب الأنصار في محطات سابقة.
ويشير مراقبو الصحيفة أيضا إلى أن الساحة السياسية تبدو مقبلة على تطورات ساخنة، حيث أن الصدر لن يتوانى عن القيام باستعراضات قوة في الشارع، وهذه الاستعراضات لن تكون رسائلها موجهة فقط إلى الخصوم المحليين بل وأيضا إلى إيران التي لن ينسى لها الصدر أنها كانت السبب الرئيسي في إجباره عن التخلي عن إنجازه الانتخابي، وخروجه من العملية السياسية من الباب الصغير.