حرية – (14/1/2023)
أزمة الغاز هي حديث الساعة في إيران، بعد أن أعلن المسؤولون عن تعطيل الدوائر الحكومية والجامعات والمراكز في معظم المحافظات، وعلى رأسها العاصمة طهران، بأمل التخفيف عن إمدادات الغاز التي يبدو أنها باتت عاجزة عن تلبية احتياجات البلاد.
وانتقدت بعض الصحف الصادرة في طهران اليوم السبت (14 كانون الثاني 2023) أن أزمة الطاقة وشح الغاز في المحطات والمصانع والشركات عطلت بعض المرافق في إيران.
وأشارت صحيفة “جهان صنعت” إلى هذه الأزمة ووصفت طريقة إدارة المسؤولين للوضع في إيران بـ”الكارثية”، وقالت إن المسؤولين لا يعرفون ماذا عليهم فعله سوى اللجوء إلى تعطيل البلاد، فيما عنونت “شرق” بالقول: “العصر الجليدي للغاز”، في إشارة إلى ندرة الغاز واحتمالية أن تعود البلاد إلى العصور القديمة في التعامل مع برد الشتاء وقسوته. أما صحيفة “اترك” فنشرت صورة لخريطة إيران والمدن التي أعلن عن تعطيل الدوائر الحكومية فيها، وكتبت: “نصف البلاد معطلة”.
أما الصحف الموالية للحكومة، اتهمت المنتقدين بأنهم يسعون إلى تشويه عمل الحكومة، وتطرقت في المقابل إلى أن الشتاء هذا العام غير مسبوق، كمحاولة لتبرير عجز الحكومة في التعامل مع الأزمة.
من جانب آخر أجرت صحيفة “مستقل” مقابلة مع عدد من الخبراء والمتخصصين حول أسباب أزمة الطاقة في إيران بالرغم من أن البلد تعد من الدول الرئيسية في امتلاك الطاقة، حيث رأى المختص في شؤون الطاقة نرسي قربان نجاد أن حل أزمة الغاز في إيران يعتمد على حل الأزمة التي تواجهها طهران على صعيد السياسة الخارجية.
وقال نرسي قربان إن ما تحتاجه إيران هو إمكانية الاستثمار الخارجي في قطاع الطاقة وكذلك التكنولوجيا اللازمة للحفاظ على صناعة الغاز، مؤكدا أنه وفي ظل الظروف الحالية والعقوبات المفروضة على إيران وكذلك العزلة الدولية التي تعيشها لا تستطيع البلاد الحصول على هذه الاستثمارات والتكنولوجيا المطلوبة.
وأضاف الباحث أن استمرار الوضع الراهن وبقاء إيران في عزلتها الدولية لعام قادم وحرمانها من الاستثمارات في قطاع النفط والغاز سيضع إيران في أزمة غازية غير مسبوقة.
كما رأى المحلل في شؤون الطاقة هادي بيكي نجاد أن حل أزمة الطاقة في إيران لا يتيسر إلا من خلال الاستثمار الخارجي.