حرية – (14/1/2023)
أصدرت الشركة العامة للبريد في العراق طوابع بريدية لمناسبة إقامة بطولة “خليجي 25″، وتعد أول مجموعة طوابع ذات خصوصية بصرية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، ولذلك طرحت في البصرة قبل المحافظات العراقية الأخرى، ولاقت اهتماماً من قبل هواة جمع الطوابع.
ثلاث فئات
وقال نائب محافظ البصرة ضرغام الأجودي لـ”اندبندنت عربية”، إن “الشركة العامة للبريد والتوفير التابعة لوزارة الاتصالات أصدرت مجموعة طوابع بناءً على مقترح من الحكومة المحلية في البصرة لمناسبة استضافة بطولة خليجي 25″، موضحاً أن “الدفعة الأولى تتألف من 13 طابعاً، ومن المؤمل أن تليها دفعة ثانية”.
وأشار الأجودي إلى أن “الطوابع الجديدة من ثلاث فئات: فئة (2000 دينار – 1.6 دولار)، وفئة (1000 دينار – 66 سنتاً)، وفئة (500 دينار – 33 سنتاً)”، مضيفاً أن “البعض منها يمت بصلة مباشرة إلى البطولة من خلال التركيز على تميمتها وشعارها، وأعلام منتخبات الدول المشاركة، والملاعب التي تقام فيها المباريات، والبعض الآخر تناول شخصيات ومعالم تعكس جوانب مهمة من هوية البصرة الثقافية وعمقها الحضاري ومكانتها الريادية”.
معالم وشخصيات
ومن الطوابع الجديدة طابع يصور ما تبقى من الركن الشمالي لثاني مسجد بني في الإسلام، وطابع لبيوت الشناشيل التي تجسد نمطاً فريداً من العمارة البصرية التراثية، وطابع لكاسر الأمواج الغربي في ميناء الفاو الكبير الذي صنفته موسوعة غينيس للأرقام القياسية في عام 2020 كأطول كاسر أمواج في العالم.
وثمة طابع عن بيئة الأهوار تظهر فيه زوارق تدعى محلياً (مشاحيف)، وطابع آخر عن النخيل، والبصرة كانت حتى أواخر سبعينيات القرن الماضي المدينة الأولى عالمياً في زراعة النخيل وإنتاج التمور.
طوابع تكرم مبدعيْن من العراق
وإحياءً لذكرى الفنان فؤاد سالم حمل أحد الطوابع صورته واسمه مع عبارة “رائد الأغنية العراقية”، وهو من مواليد البصرة عام 1945، وذاع صيته فنياً خلال الفترة الذهبية للغناء العراقي في السبعينيات، وبسبب مواقفه السياسية منع من الغناء، ثم تعرض إلى الملاحقة والاعتقال، وفي عام 1982 غادر العراق إلى الكويت، ومنها انتقل إلى سوريا التي استقر فيها حتى فارق الحياة عام 2013.
محمد خضير
بينما يحتفي طابع آخر بالأديب محمد خضير بوصفه أحد أشهر الأدباء العراقيين الأحياء، وقد برع في كتابة القصة، ومن أبرز مؤلفاته “المملكة السوداء” عام 1972، و”في درجة 45 مئوي” عام 1978، و”حدائق الوجوه” في عام 2008، وفي ضوء منجزه الإبداعي ظفر بعدة جوائز ثقافية، منها جائزة سلطان العويس الثقافية عام 2004، وجائزة القلم الذهبي من اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين عام 2008.
في متناول الهواة
وبحسب أحد أبرز هواة جمع الطوابع في البصرة ومؤلف موسوعة الطوابع العراقية عبدالوهاب الخفاجي فإن “الطوابع الجديدة تستمد أهميتها من أهمية البطولة الكروية، فضلاً عن كونها أول مجموعة ذات خصوصية بصرية تصدر دفعة واحدة في تاريخ الدولة العراقية”، موضحاً أن “العراق شهد إصدار 2608 طوابع منذ تاريخ إصدار أول طابع في عام 1917 ولغاية أواخر العام الماضي 2022، ومن ضمنها طوابع متفرقة لم تصدر مجتمعة لأماكن وشخصيات من البصرة”.
وما يجعل الطوابع الجديدة في متناول الهواة ويشجع على اقتنائها أنها زهيدة الثمن، في حين تشهد مزادات الطوابع في العراق أحياناً بيع وشراء طوابع باهظة الثمن نسبياً، بما فيها طوابع عراقية قديمة ونادرة، ولعل أغلاها سعراً بسبب ندرته وقدمه طابع من فئة 25 روبية صدر في عام 1931، ويحمل صورة الملك فيصل الأول وهو يرتدي العقال المقصب (العقال الحجازي المضلع)، إذ يصل ثمن هذا الطابع إلى أكثر من ثلاثة ملايين دينار (2000 دولار).