حرية – (17/1/2023)
أطلق بائع كتب سابق، كان يعمل في مكتبة الساقي، التي تُعد أكبر مكتبة عربية في لندن وأُغلقت نهاية عام 2022، حملة تبرعات لإنشاء مكتبة جديدة عربية ومساحة مجتمعية، هدفها جذب العرب وغيرهم، وستركز بشكل أساسي على الشباب.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت إن مكتبة الساقي التي افتُتحت في بايزواتر عام 1978، وكانت تبيع كتباً عن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باللغة الإنجليزية، وعن جميع الموضوعات باللغة العربية، أغلقت أبوابها يوم 31 ديسمبر/كانون الثاني 2022.
مديرة المكتبة سلوى غاسبارد، قالت إنه كان “قراراً صعباً اضطُرت لاتخاذه بسبب التحديات الاقتصادية الأخيرة، مثل الزيادات الحادة في أسعار الكتب باللغة العربية”.
عقب إغلاق المكتبة، أطلق محمد مسعود، بائع كتب فلسطيني كان يعمل في المكتبة، حملة تبرعات لإنشاء مكتبة جديدة تحمل اسم “مقام”، قائلاً إن “هذه التبرعات لأجل حلم”.
تمكّن حتى الآن من جمع قرابة 6000 جنيه إسترليني (حوالي 7300 دولار) من المبلغ المستهدف البالغ 90 ألف جنيه إسترليني (حوالي 110 آلاف دولار).
نقلت الصحيفة عن مسعود قوله إن “مكتبة مقام ستكون ملاذاً لمن يحبون اللغة العربية ويبحثون عن الانتماء، وسترحب بأي شخص بغض النظر عن خلفيته الثقافية ليستمتع بالفن والأدب العربي، سواء كان على معرفة به أم لا، مساحة يمكن فيها للعرب وغير العرب أن يتعلموا ويستمتعوا بهذه اللغة الرائعة والغنية”.
أشار مسعود إلى أنه منذ انتقاله إلى لندن عام 2020، شهد إغلاق عدد من الأماكن التي تركز على الثقافة والمجتمع العربي، وهو حريص على “إنشاء مكان يستضيف إبداعنا لأجيال أطول بكثير”.
أضاف مسعود أن مكتبة مقام ستكون “مكاناً آمناً لكل هذه العقول المبدعة”، وأنها “ستحمي وتطور المشهد الأدبي في المملكة المتحدة وأوروبا”.
“مقام”، بحسب موقع حملة التبرعات، “هدفها التركيز بشكل خاص على أصوات الأجيال الشابة من الكتاب والقراء الذين هُمشوا واستُبعدوا من صناعة النشر”، من منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا.
فضلاً عن أن “مقام” ستكون مكتبة لبيع الكتب، ستكون أيضاً مساحة مجتمعية، ويرغب مسعود في شراء مخزون فائض من الكتب وإكماله بمجموعته الكبيرة.
بحسب صفحة جمع التبرعات، فإن الغرض من إنشاء هذه المكتبة توفير “مساحة لمشاركة الأفكار والقصص، والاستمتاع بالأدب والخط والتطريز”، وذكر الموقع أيضاً أنها “ستكون ملاذاً يمكنك الجلوس فيه مع كتابك المفضل ومشروب ساخن. منزل بعيد عن المنزل، للطلاب والكتاب والعاملين والقراء من جميع مناحي الحياة، على أمل الاستفادة من ثروة التراث الثقافي الذي تقدمه مقام”.
من المقرر أن يُخصص أول 25 ألف جنيه إسترليني (حوالي 30 ألف دولار) من التبرعات لشراء مخزون الكتب، وإنشاء موقع إلكتروني وشراء وحدة تخزين، في حين سيؤمّن مبلغ 50 ألف جنيه إسترليني (حوالي 61 ألف دولار) إيجار نصف عام.
أما مبلغ الـ75 ألف جنيه إسترليني (91713 دولاراً) فسيُخصص لتعيين فريق وتكاليف التشغيل والتخزين لمدة 6 أشهر، فيما سيغطي مبلغ الـ90 ألف جنيه إسترليني إيجار عام وميزانية التشغيل الكامل والفعاليات لمدة 12 شهراً من فتح المكتبة.