حرية – (18/1/2023)
أكدت بريطانيا، أمس الثلاثاء، أن قرارها تزويد أوكرانيا بالدبابات لدعم جهود كييف الحربية ضد روسيا “واجب أخلاقي”، في حين أعلنت الولايات المتحدة أن مزيداً من المساعدات العسكرية في طريقها إلى هناك.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقد بواشنطن، أكد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أن بلاده ستزود كييف بالأسحة الثقيلة والعتاد، بما يشمل المدفعية والأسلحة المزودة بالرؤية الليلية.
كما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن واشنطن تهدف من تزويد أوكرانيا بالسلاح إلى “جعلها قادرة على الانخراط في عملية التفاوض”. وأضاف “أتوقع أن تسمعوا مزيداً من الإعلانات في الأيام المقبلة”.
ويجري كليفرلي زيارة إلى الولايات المتحدة وكندا، لتنسيق المواقف حيال الوضع في أوكرانيا.
وأفادت الخارجية البريطانية أن كليفرلي سيسعى خلال الزيارة لحض الحلفاء الغربيين على تقديم مزيد من الدعم العسكري للجيش الأوكراني في المرحلة المقبلة.
وتأتي الزيارة بينما تتعالى أصوات داخل الجيش البريطاني، محذرة من أن هذا الدعم سيؤثر على قدرات الجيش البريطاني نفسه.
وقال كليفرلي أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن “ما على بوتين أن يفهمه هو أنه سيكون لدينا الثبات الاستراتيجي للبقاء إلى جانبهم حتى تنفيذ المهمة. وأفضل ما بإمكانه أن يفعله لحفظ حياة جنوده هو الإدراك بأننا سندعم الأوكرانيين حتى تحقيق النصر”.
وحذر “كل هذا يكلف كثيراً من الأرواح وأكثر بكثير من حيث المال إذا سمحنا لهذه الحرب بأن تكون حرب استنزاف طويلة”. وتابع “هناك أكياس جثث عائدة من الجبهة لروس وكذلك لأوكرانيين. لذا فإن الواجب الأخلاقي هو وضع نهاية لهذا”.
والسبت، أعلنت لندن تسليم كييف دبابات “تشالنجر 2” مما سيمثل أول شحنة دبابات ثقيلة من صنع غربي لأوكرانيا.
تعليق عمليات البحث في دنيبرو
وعلقت أوكرانيا، الثلاثاء، عمليات البحث عن ناجين في دنيبرو، تحت أنقاض مبنى سكني دمره صاروخ روسي، في قصف يعد من الأعنف في الحرب خلف 45 قتيلاً ونحو 20 مفقوداً وفقاً لآخر حصيلة.
وأسهمت هذه الضربة في تعزيز الجهود الأوكرانية للتفاوض في شأن الحصول على مزيد من المعدات العسكرية الغربية، مع عقد أول لقاء مباشر في بولندا، الثلاثاء، بين قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني ورئيس الأركان الأميركي مارك ميلي.
وأعلن حاكم المنطقة فالنتين ريزنيتشينكو، بعد ظهر الثلاثاء، مقتل 45 شخصاً بينهم ستة أطفال في قصف الروسي للمبنى السكني. وكانت الحصيلة السابقة تحدثت عن سقوط 44 قتيلاً و20 مفقوداً و79 جريحاً.
وفي وقت سابق ذكرت أجهزة الإنقاذ الأوكرانية على “تيليغرام” أن “عمليات البحث والإنقاذ في موقع الضربة الصاروخية في مدينة دنيبرو انتهت”. وهذه الضربة هي من الأعنف على موقع مدني منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا قبل حوالى 11 شهراً.
وقال كيريلو تيموشينكو المسؤول في الرئاسة الأوكرانية، إن صاروخاً أصاب، السبت، مبنى في دنيبرو (شرق)، مما أدى إلى تدمير “أكثر من 200 شقة”. وانهار المبنى كلياً محتجزاً تحت الأنقاض عشرات الأشخاص.
طوال أربعة أيام حاولت فرق الإنقاذ العثور على ناجين، مستخدمة رافعات وكلاباً مدربة. وأفادت أنها تمكنت من إنقاذ 39 شخصاً.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، أنه “سيتم التعرف على كل مذنب بارتكاب جريمة الحرب هذه وسيحاكم”.
مسؤولية أوكرانيا
من جهتها نفت روسيا كما في المرات السابقة أن تكون ضالعة في هذه الضربة وحملت أوكرانيا المسؤولية. وتحدث الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الإثنين، عن “مأساة” قد يكون سببها نيران المضادات الجوية الأوكرانية.
واستهدف المبنى خلال عمليات قصف جديدة وكثيفة لمنشآت الطاقة الأوكرانية، في حملة أطلقها الكرملين في أكتوبر (تشرين الأول) لإغراق الأوكرانيين في العتمة والبرد بعدما منيت روسيا بسلسلة هزائم عسكرية.
روسيا تنفي عملية تبادل للأسرى
وقالت مفوضة حقوق الإنسان الروسية تاتيانا موسكالكوفا، الثلاثاء، إنها لم تتحدث إلى نظيرها الأوكراني دميترو لوبينتس في تركيا، الأسبوع الماضي، في شأن تبادل محتمل للأسرى.
وكان مسؤول تركي قد قال، إن أوكرانيا قدمت إلى روسيا قائمة تضم 800 شخص، وإن المسؤولة الروسية قدمت قائمة تضم 200 شخص ليتم تبادلهم.
وقالت موسكالكوفا عبر “تيليغرام” “خلال مفاوضاتي مع دميترو لوبينيتس في أنقرة، لم يكن هناك أي حديث عن التبادلات، وأؤكد دائماً أن هذه القضايا من اختصاص وزارة الدفاع الروسية”.
وأضافت “علاوة على ذلك، أعتقد أن مثل هذا التبادل غير المتكافئ لا يمكن اعتباره عادلاً”.
أنظمة “باتريوت”
أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الثلاثاء، عزمه المشاركة في الجهود الألمانية والأميركية لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي صاروخي متطورة من طراز “باتريوت”.
وقال روته للرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقاء في البيت الأبيض “لدينا النية للانضمام إلى ما تقومون به مع ألمانيا في مشروع نظام الدفاع الجوي باتريوت”.
وتمتلك هولندا أنظمة “باتريوت” الأميركية الصنع التي تستخدم لإسقاط الصواريخ، لكن لم يكن واضحاً ما إذا كان روته يقصد إرسال بطارية “باتريوت” إلى أوكرانيا أم مجرد دعم لوجيستي؟
وندد روته خلال محادثاته في البيت الأبيض بالقصف الروسي الذي دمر مبنى سكنياً في مدينة دنيبرو، السبت، قائلاً “هذه صور مروعة، وأعتقد أنها تعزز تصميمنا على الوقوف إلى جانب أوكرانيا”.
كما أبلغ روته الرئيس الأميركي أنه بحث قضية أنظمة “باتريوت” مع المستشار الألماني أولاف شولتز، في وقت سابق الثلاثاء.
وعلى الرغم من التصريح غير الواضح لرئيس الوزراء الهولندي أعلن الرئيس الأوكراني في كلمته اليومية عن تلقيه “أنباء مهمة جداً” من روته.
وقال “سيتم توفير بطارية باتريوت أخرى لأوكرانيا. شكراً مارك”، مضيفاً أن هذا يعني “ثلاث بطاريات باتريوت مضمونة”.
من جانبه، أشاد بايدن بمساهمة هولندا في التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا، قائلاً إن “روسيا تواصل العمل بطرق غير معقولة”.
وأعلن البيت الأبيض، أن بايدن تحادث هاتفياً، الثلاثاء، مع شولتز حيث “ناقشا دعمهما الثابت لأوكرانيا وأدانا الهجوم الروسي”.
ضغوط على ألمانيا
وواجه المستشار الألماني، الثلاثاء، ضغوطاً متزايدة في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي من قادة أوروبيين للسماح بتسليم أوكرانيا، بما في ذلك من دول أخرى مجهزة بها، دبابات “ليوبارد2” وهو ما تطالب به كييف منذ أسابيع.
ودعا قادة فنلنديون وليتوانيون وبولنديون شولتز الذي من المقرر أن يلقي كلمة في دافوس، الأربعاء، إلى السماح بتسليم كييف دبابات ثقيلة ألمانية الصنع.
وأعلن الرئيس البولندي أندريه دودا الذي أكدت بلاده استعدادها تسليم كييف دبابات “ليوبارد 2” “نأمل ونحاول تنظيم دعم أكبر لأوكرانيا”. وأضاف “نأمل أن تشارك ألمانيا مُصنِّع هذه الدبابات في ذلك أيضاً”.
ومن المقرر عقد اجتماع في شأن الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، الجمعة، في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا.
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خلال كلمة ألقتها خلال اجتماع في دافوس، الثلاثاء، إن أوروبا ستستمر في دعم أوكرانيا “طالما كان ذلك ضرورياً”.
وأعلن الرئيس الأوكراني، الثلاثاء، أن كييف تلقت أيضاً دفعة أولى بقيمة ثلاثة مليارات يورو من مبلغ 18 ملياراً قدمه الاتحاد الأوروبي.
وتأتي طلبات المساعدة الأوكرانية في الوقت الذي ضاعف فيه الجيش الروسي ومجموعة فاغنر المسلحة الجهود في شرق أوكرانيا لاحتلال مدينة باخموت ومحيطها، وهي معركة دامية دائرة منذ الصيف.
وتدور معارك عنيفة بالمدفعية حول مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألفاً قبل الحرب وباتت الآن مدمرة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ويقول إيفان المسعف العسكري الأوكراني “إنها معركة فردان هناك” في إشارة إلى المعركة المروعة خلال الحرب العالمية الأولى بين الفرنسيين والألمان في شرق فرنسا.