حرية – (21/1/2023)
سجلت محافظة ديالى شرقي العراق ولأول مرة منذ العام 2003 تصدير أكثر من 40 ألف طن من التمور إلى عدة دول آسيوية وأفريقية، وسط توقعات بوصول التصدير إلى 100 ألف طن.
وبعد استتباب الأمن وطرد الجماعات المسلحة وآخرها تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) من المحافظة بدأ الاهتمام بأشجار النخيل، خصوصا وأن ديالى من المحافظات الزراعية في العراق.
وقال رعد التميمي رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى ، إن أكثر من 40 ألف طن من 17 صنفا من التمور العراقية صدرت خلال الأشهر الخمسة الماضية إلى أسواق 16 دولة بينها دول أفريقية وآسيوية خاصة الهند وباكستان، بالإضافة إلى أسواق عربية متعددة منها الكويت والإمارات.
تصدير التمور بديالى قد يصل إلى 100 ألف طن في غضون الأشهر القليلة المقبلة بحسب توقعات التجار
وأضاف أن 70 في المئة من التمور المصدرة هي صنف الزهدي فضلا عن أصناف أخرى نادرة، لافتا إلى أن عملية التصدير تجري عبر موانئ البصرة من قبل شركات وتجار بعضهم عرب وأجانب.
وتوقع التميمي أن يصل تصدير التمور بديالى إلى 100 ألف طن في غضون الأشهر القليلة المقبلة، خاصة مع تدفق شحنات التمور من المزارعين والتي آخرها ألف طن قبل أيام.
ولقيت خطوة تصدير محافظة ديالى لهذه الكميات من التمور استحسان وتشجيع الشركة العراقية لتصنيع وتسويق التمور التي وصفت ديالى بأنها من المحافظات المتميزة في تصدير مختلف أنواع التمور.
وقال طه العكيلي مدير فرع بغداد بالشركة العراقية لتصنيع وتسويق التمور “شركتنا لديها عدة فروع ومن ضمنها فرع ديالى الذي يعتبر من الفروع النشطة في تقديم أنواع التمور الفاخرة كالزهدي والخستاوي والخضراوي والقرنفلي والساير”.
وأشاد العكيلي بجهود محافظة ديالى في الاهتمام بالتمور وتصديرها، قائلا “في الحقيقة محافظة ديالى نشطة في توريد التمور”.
وقال حسين هادي موظف في الشركة العراقية لتصنيع وتسويق التمور “التمور العراقية بدأت تتعافى وبدأت تعود تدريجيا بعد ركود نتيجة الحروب وأعمال العنف”.
وأضاف “هناك دعم وبدأنا نعمل بصورة صحيحة، وتأتينا التمور من عدة محافظات ومنها ديالى المشهورة بالتمور والتي كانت ومازالت لديها أجود أنواع التمور وهي تعتبر مصدرا مهما من مصادر التمور في العراق”.
وقال حميد خيرالله تاجر تمور إن ما تم تصديره من تمور في ديالى هو الأكبر بعد العام 2003، مبينا أن التصدير فتح بوابة مهمة للمئات من المزارعين في تحقيق إيرادات جيدة لسد التكاليف.
وأوضح أن التصدير خلق ما يعرف بالاستثمار الزراعي في بناء بساتين النخيل النموذجية والتي تزرع فيها أصناف نادرة عليها إقبال في الأسواق الخارجية ومنها البرحي.
وأضاف أن التمور العراقية ذات جودة عالية وهناك أكثر من 30 صنفا نادرا في بساتين ديالى، لكن ما ينقصها هو التسويق وفتح أبواب تصدير هذه الأصناف النادرة.
أما المزارع فيصل العزاوي، والذي يملك مزرعة تبلغ مساحتها 23 دونما (الدونم يساوي تقريبا 2500 متر مربع في العراق) من النخيل، والذي ظهرت عليه علامات الارتياح فقال إن تصدير التمور فتح بوابة مهمة وساهم بزيادة إيراداتنا نتيجة تحسن سعر التمور التي كانت تباع بأسعار زهيدة جدا بالسنوات الماضية.
وأوضح أن التصدير غطى نسبة جيدة من تكاليف الإنتاج، معتبرا ذلك بأنه من المؤشرات الإيجابية التي تدفعه لزيادة الاعتناء بما تبقى من أشجار النخيل خاصة التي تعرضت لأضرار بالغة في السنوات الماضية بسبب الإهمال والآفات والجفاف والحروب.
وأدى تصدير التمور إلى تحسن مدخولات المزارعين بسبب ارتفاع أسعار التمور بنسبة 15 في المئة حسب المزارع حسين النداوي، الذي أكد أنه يستعد لإنشاء مزرعة نموذجية للنخيل تضم ثلاثة أصناف عليها طلب في الأسواق.
وأضاف النداوي “هناك نحو ثماني مزارع نموذجية أنشأت أخيرا في ديالى خاصة بإنتاج تمور ذات أصناف مهمة لغرض التصدير بشكل مباشر”، مؤكدا أن هذا الأمر يعطي دلالة على ولادة قطاع اقتصادي قد يشكل طوق نجاة لقطاع النخيل بعد انتكاساته الكبيرة بعد 2003.
وتعرضت بساتين النخيل في ديالى لإهمال كبير نتيجة الغزو الأميركي للعراق وانتشار الجماعات المسلحة فيها التي استخدمتها كقواعد ومقرات لها.
وتضم بساتين ديالى قرابة 90 صنفا من التمور بينها 30 صنفا توصف بالنادرة، فضلا عن وجود أصناف من التمور لا توجد إلا في ديالى، وفقا للخبير الزراعي علاء حسن.
وقال حسن إن القرنفل الأسود أشهر أصناف التمور في ديالى وأشجاره تنتشر بأعداد قليلة جدا في بلدتي مندلي وقزانية، يتراوح سعر الكيلوغرام منه بين 30 إلى 35 ألف دينار (أكثر من 20 دولارا) ويطلق عليه سيد التمور أو هدية الملوك لندرته، فضلا عن أصناف أخرى نادرة. وأضاف أن التصدير مهم جدا لأنه يساهم بتغطية التكاليف مع تحقيق أرباح محدودة حاليا.
وتابع “مع الوقت هناك تغير بأنماط الزراعة واعتماد أصناف نادرة ويجب الترويج لها لجذب الأسواق والشركات إليها لشرائها، وهذا هو المهم لتطوير استثمار بساتين النخيل في ديالى التي تصل مساحتها حاليا إلى أكثر من 90 ألف دونم”.