حرية – (22/1/2023)
أسقط الطيار الأميركي، رويس ويليامز، أربع طائرات ميغ سوفيتية في 30 دقيقة، وأبقى الأمر سرا لمدة 50 عاما، وفقا لتقرير مطول يسرد الوقائع، نشرته “سي أن أن”، السبت.
وفي أحد أيام نوفمبر الباردة عام 1952، أسقط ويليامز أربع طائرات مقاتلة سوفيتية، وتلقى الطيار السابق بالبحرية والبالغ من العمر 97 عاما الآن “نيفي كروس” (Navy Cross)، وهو ثاني أعلى وسام عسكري للخدمة في حفل أقيم، الجمعة، في كاليفورنيا.
وقال وزير البحرية، كارلوس ديل تورو، الجمعة، إن من بين المقترحات العديدة التي راجعها للمرشحين لجوائز البحرية، فإن إنجازات ويليامز “برزت فوق كل العروض الأخرى. وكان من الواضح جدا بالنسبة لي أن أفعاله كانت غير عادية حقا، وأكثر انسجاما مع المعايير التي تتوافق مع ميدالية أعلى”.
وفي 18 نوفمبر 1952، كان ويليامز يقود طائرة F9F Panther – أول مقاتلة نفاثة تابعة للبحرية الأميركية – في مهمة خلال الحرب الكورية.
وأقلع من حاملة الطائرات USS Oriskany، التي كانت تعمل مع ثلاث حاملات أخرى في بحر اليابان، المعروف أيضا باسم البحر الشرقي، على بعد 100 ميل (160 كلم) من ساحل كوريا الشمالية.
وتلقى ويليامز، الذي كان يبلغ من العمر 27 عاما حينها، وثلاثة طيارين مقاتلين آخرين أوامر بالقيام بدورية جوية قتالية فوق الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية، بالقرب من نهر يالو، الذي يفصل كوريا الشمالية عن الصين. وإلى الشمال الشرقي توجد روسيا، التي كانت آنذاك جزءا من الاتحاد السوفيتي، والتي دعمت كوريا الشمالية في الصراع.
وعندما كانت الطائرات الأربع التابعة للبحرية الأميركية تحلق في دوريتها، عانى قائد المجموعة من مشاكل ميكانيكية وعاد مع طيار آخر إلى الحاملة. وترك ذلك وليامز والطيار الثاني وحدهما في المهمة.
ثم دهشا بعد تحديد سبع طائرات مقاتلة سوفيتية من طراز MiG-15 متجهة نحو السفن الحربية الأميركية.
وعندها أمر القادة الطيارين التابعين للبحرية الأميركية بوضع طائرتيهما بين طائرات ميغ والسفن الحربية الأميركية.
وأثناء القيام بذلك، استدارت أربع طائرات ميغ سوفيتية نحو ويليامز وفتحت النار، كما يتذكر.
وقال إنه أطلق النار على ذيل ميغ وأصابها، وبعد إصابتها انسحبت من التشكيلة السوفيتية المكونة من أربع طائرات. وفي تلك المرحلة، أمره القادة الأميركيون على متن الحاملة بعدم الاشتباك مع السوفييت، على حد قوله.
لكنه أصر على مواصلة الاشتباك مع الطائرات السوفيتية، واستمر ذلك أكثر من نصف ساعة من القتال الجوي، وأسقط ثلاث طائرات أخرى، وأطلق ويليامز 760 طلقة من رشاش عيار 20 ملم محمول على متن طائرته.
ولفت إلى أن السوفييت أصابوا طائرته أيضا، مما أدى إلى بعض الأعطال والمشاكل، وعلى ظهر حاملة الطائرات، أحصى طاقم البحرية 263 حفرة في طائرة ويليامز، وكانت في حالة سيئة للغاية، حيث تم دفعها من الحاملة إلى البحر.
ووصلت أخبار بطولات ويليامز إلى القمة، حيث كان الرئيس آنذاك، دوايت أيزنهاور، من بين كبار المسؤولين الأميركيين المتحمسين للتحدث إلى الطيار، و”بعد المعركة، تمت مقابلة ويليامز شخصيا من قبل العديد من كبار قادة البحرية، ووزير الدفاع، وكذلك الرئيس، وبعد ذلك تم توجيهه بعدم الحديث عن مشاركته لأن المسؤولين يخشون أن يتسبب الحادث في زيادة التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي”.
وتم تصنيف سجلات معركة ويليامز العنيفة من قبل المسؤولين الأميركيين على أنها سرية وأقسم على المحافظة على هذه السرية، مما يعني أن الأمر سيستغرق أكثر من خمسة عقود قبل أن يتم الكشف عنها.
وتقول سي أن أن “عندما اتصلت به الحكومة أخيرا وأخبرته أنه تم رفع السرية عن مهمته، كان أول شخص قال ويليامز إنه أخبره هو زوجته”.