حرية – (23/1/2023)
حمزة مصطفى
شخصيا لا أعرف لا خالد جاسم القطري ولا يعقوب السعدي الأماراتي. عدم معرفتي بهما كونهما يعملان في مجال الإعلام الرياضي بينما المجال الذي أعمل فيه هو الإعلام السياسي. خالد جاسم معروف بالنسبة لي عبر قناة “الكأس” التي لا أتابعها ولا أتابع مجلسه فيها كوني لست معنيا بالرياضة لا من قريب ولا من بعيد. خالد جاسم معروف لأن برنامجه معروف في أوساط المتابعين للشؤون الرياضية في العراق. اما الزميل يعقوب السعدي فأسمع به أول مرة. لكن ما أن إقيمت بطولة كأس الخليج العربي (خليجي البصرة 25) حتى “طك” أسم كل من خالد جاسم ويعقوب السعدي وتحولا من مقدمي برامج رياضية لهم مجالسهم ومجالسيهم الى حديث المجالس والمواقع والكروبات والوكالات العراقية.
فعلى مدى إسبوعي البطولة تحول خالد ويعقوب الى أيقونة محبة وود في قلب كل عراقي من اقصى شمال العراق الى اقصى جنوبه. وفي الوقت الذي لايمكن مصادرة جهود آخرين في الوصل والتواصل والتعبير عن الحب والمودة التي بدا إنها كانت مفقودة أو معلقة لهذا السبب أو ذاك لكن ما عبر عنه خالد ويعقوب عبر البرامج التي قدموها ومقاطع الفيديو التي نشرت لهما والتي حازت إعجاب العراقيين إنما إختزل كل صور ومعاني التواصل التي بدا إنها لم تكن مفقودة ولامقطوعة ولكنها كانت تبحث عن مناسبة تجمع ولاتفرق لكي تظهر على حقيقتها. فما كان يقال أن هناك تقصيرا إعلاميا وربما سياسيا على صعيد العلاقة بين العراق ومحيطه الخليجي خصوصا والعربي عموما لاينبغي النظر اليها من زاوية التقصير فقط على فرض وجوده. صحيح كان هناك قدر من تشويه للصورة متعمدا أو غير متعمد أو حذر أو حتى خوف لأسباب معروفة خصوصا بعد عام 2003 لكن ما أن أطلق أول حكم أول صافرة لإنطلاق البطولة حتى بدا المشهد مختلفا تماما.
من هذه الزاوية لاينبغي النظر للأمر وكإنه عبارة عن إكتشاف قارة جديدة كانت مجهولة إسمها العراق. فلا خالد جاسم كريستوفر كولمبس ولا يعقوب السعدي ماجلان بل هما عاشقان للعراق قبل أن يحطا الرحال على أرض بصرته الفيحاء لمدة إسبوعين. لكن الذي حصل إنهما حين جاءا الى البصرة بكل هذا الحب وجدا من جسده في الطرف المقابل وبنفس الكيفية وهم العراقيون الذين قابلوهم بأكبر كمية من الكرم والمحبة والإشتياق العفوي. لقد بدا أن الجميع مشتاق للجميع وهو ما فاضت به مشاعر الجميع والتي لخصتها عبارة ـ أغنية .. عين غطا وعين فراش.