عبد الامير التعيبان الدبي
بالغ شيعة العراق كثيرا باحلامهم عند سقوط النظام البائد عام 2003 وكانت مخيلتهم تتزاحم بالصور الوردية ، لكن سرعان ما أخذت هذه الاحلام تتبخر بعد ان تعرضت لحرارة المؤامرات الكونية على هذا الشعب المظلوم بقيادة امريكا وحلفاؤها من جهة وخصومهم من جهة اخرى الذين اتخذوا من العراق ساحة للصراع المفتوح لكن الملفت للنظر ان الاعلام والمكونات الاخرى العراقية تقول ان الحكم هو حكم شيعي لكن الواقع ان حكم الشيعة كان حكما شكليا صوريا تغلبت عليه الارادات الدولية وكانت اقوى منه وساعدها في هذا الاستقواء النخب السياسية التي ربطت صمودها وبقائها في الساحة السياسية بدولة تدعم وجودها فاصبح الواقع غير المعلن واصبح الشيعة بدل من ان يكونوا حكاما فعليين اصبحوا هم وحدهم من يدفع فاتورة الحكم دون ان يمارسوه ممارسه فعليه تعطيهم حرية رسم السياسة للبلد واتخاذ القرارات المصيرية وان من دفع الفاتورة دماء الآلاف من الشهداء دفاعا عن العراق بين ضحايا ارهاب وبين محاربة داعش وبدلا من ان تتزين شوارعهم باوراد الحدائق وقطع الدلالة على المشآت والمصانع تزينت بقطع نعي سوداء تحمل صور شباب في ريعان الصبا قضوا نحبهم دفاعا عن العراق وبدلا من افواج سياحية تشاهد حضارات العالم كانت بديلها افواج من الارامل واليتامى وبدلا من اطفال يعيشون حياة العز والرفاهية اصبح اطفالهم يتسابقون على العمل في تقاطعات الطرق واكلتهم افة المخدرات فأين الخلل في كل ما يحدث ؟
اعتقد ان الكثير من السياسيين الحاليين والسابقين حاولوا ان يقدموا شئ لاهلهم لكنهم فشلوا والسبب الرئيسي في هذا الفشل لا يتمثل بعدم قدرتهم على الحكم لكن السبب فرقتهم وعدم توحيد كلمتهم وصفوفهم فكانت النتيجة بدل ان يحكم الشيعة اصبح حكم حزب او تيار او تجمع والاغرب من ذلك ودون استثناء فالاقطاب الشيعية انفسها لا يسعدها نجاح سياسي شيعي لا ينتمي لخطهم لان ذلك سيحسب لحزبه او له شخصيا لذلك ادعوا من كل قلبي اخوتي الاكارم ممن بيدهم الحل والعقد ان يوحدوا كلمتهم ويضعوا نصب اعينهم مصلحة اهلهم قبل احزابهم وتياراتهم لاني لا اشك ولو للحظه في صدق نواياهم لكن اسجل الف اعتراض على تقاطعاتهم وصراعاتهم المعلنه والمخفية لان نتاج هذا الصراع يدفع فاتورته فقراء الشيعة الذين تعدت نسبتهم التي تحت خط الفقر ال45% والله من وراء القصد
الشيخ والنائب السابق
عبد الامير التعيبان الدبي