حرية – (26/1/2023)
“الذكاء الاصطناعي سيقضي على الجنس البشري بأكمله”.. بهذه الجملة حذر خبراء جامعة أكسفورد من خطورة التطور السريع والمرعب بدون قيود لـ مجال الذكاء الاصطناعي عالميا.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أرجع خبراء جامعة أكسفورد البريطانية أسباب هذا التصريح المروع إلى أن الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence سيصبح أكثر ذكاءً من البشر بحلول نهاية القرن الحالي مما يشكل تهديدا كبيرا.
ووصف خبراء أكسفورد من لجنة العلوم والتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بـ “الخارق”، وذلك خلال تحقيق حكومي حول “المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن استخدامه بطريقة أخلاقية ومسؤولة”.
تنظيم عالمي للذكاء الاصطناعي
ودعا مايكل أوزبورن، أستاذ التعلم الآلي، في تحذيره من “سباق التسلح” بين الدول القومية وشركات التكنولوجيا إلى “تنظيم عالمي” لمنع هذه الشركات من إنشاء أنظمة خارجة عن السيطرة يمكن أن تنتهي بـ “القضاء على الجنس البشري بأكمله”.
وفي نفس السياق، أجبرت جامعات أسترالية على تغيير الطريقة التي تجري بها الاختبارات والتقييمات وسط مخاوف من استخدام الطلاب لبرامج الذكاء الاصطناعي في كتابة الأوراق والمقالات وتقديمها على أنها نتاج جهودهم.
استخدام الذكاء الاصطناعي
ووفقًا لصحيفة «جارديان» البريطانية، أضافت مؤسسات كبرى في استراليا قواعد جديدة تنص على أن استخدام الذكاء الاصطناعي هو بمثابة غش، مع القبض على بعض الطلاب يستخدمون البرنامج بالفعل، لكن أحد خبراء الذكاء الاصطناعي يقول إن الجامعات تخوض سباق تسلح «لا يمكنها الفوز به أبدًا»، وحظر أي برنامج غير واقعي مع وصول برامج أكثر تطورًا.
وكان قد تم حظر برنامج «تشات جي بي تي» لمنظمة «أوبن إيه أي»، والذي ينشئ نصًا حول أي موضوع يجري الاستعلام عنه، عبر جميع المدارس العامة في نيويورك بسبب «تأثيره السلبي على تعلم الطلاب» واحتمال الغش.
العودة لاختبارات الورقة والقلم في جامعات استراليا
والآن في استراليا، أفادت ثماني جامعات رائدة في مجال البحث في البلاد عن مراجعتها الطريقة التي ستجري بها التقييمات في عام 2023، بما في ذلك «الاختبارات الخاضعة للإشراف، وزيادة استخدام الاختبارات بالورقة والقلم، والاختبارات للوحدات ذات مخاطر نزاهة منخفضة»، مضيفة «إن إعادة تصميم التقييم أمر بالغ الأهمية وعمل مستمر في جامعاتنا، حيث نسعى إلى استباق تطورات الذكاء الاصطناعي».
وتشير أحدث سياسة للنزاهة الأكاديمية لجامعة سيدني إلى أن «إنشاء محتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي شكل من أشكال الغش»، مضيفة: «لكننا نعلم أيضًا أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يساعد الطلاب على التعلم، ومن الأدوات التي نستخدمها في العمل في المستقبل، لذلك نحتاج إلى تعليم طلابنا كيفية استخدامه بشكل شرعي».
ومن جهتها، غيرت الجامعة الوطنية الأسترالية تصميمات التقييم بالاعتماد على الأنشطة المختبرية والعمل الميداني وتحديد امتحاناتها مع تقديم المزيد من العروض الشفوية.
وفي جامعة نيو ساوث ويلز بسيدني، أفاد أستاذ في الذكاء الاصطناعي أن المعلمين كانوا في «اجتماعات أزمة»، فيما أكد المتحدث باسم الجامعة أنهم كانوا على دراية باستخدام الطلاب برامج الذكاء الاصطناعي في كتابة الأوراق التي قدموها على أنها من نتاجهم، قائلًا: «استخدام الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة يقوض النزاهة الأكاديمية ويمثل قضية مهمة لجميع مؤسسات التعليم والتدريب على الصعيدين الوطني والدولي».