حرية – (26/1/2023)
يعد كوكب الزهرة “فينوس” ثاني أقرب الكواكب إلى الشمس بعد كوكب عطارد، كما أنه أقرب الكواكب في المجموعة الشمسية إلى الأرض، وغالباً ما يطلق عليه لقب “توأم الأرض”، لأنه تقريباً يشبه كوكبنا في الحجم والكثافة.
معلومات عن كوكب الزهرة
في فيديو نشرته وكالة ناسا مطلع يناير/كانون الثاني 2023، بينت فيه سبب وصف كوكب الزهرة بأنه “توأم الأرض الشرير”، مضيفةً أن هناك كثيراً من القواسم المشتركة بينهما.
ويوضح الفيديو، الذي تقدمه مديرة علوم الكواكب بوكالة ناسا، لوري غليز، أن كوكب الزهرة يتمتع بتأثير “الاحتباس الحراري الجامح”، بسبب مجموعة من الغازات في غلافه الجوي.
ولكوكب الزهرة غلاف جوي سميك وسام مليء بثاني أكسيد الكربون، وهو محاط دائماً بسحب كثيفة صفراء من حامض الكبريتيك التي تحبس الحرارة، مما يتسبب في ظاهرة “الاحتباس الحراري الجامح”، ويقال إنّ رائحة الغيوم على كوكب الزهرة مثل رائحة البيض الفاسد.
كما أنه الكوكب الأكثر سخونة في نظامنا الشمسي، على الرغم من أن عطارد أقرب إلى الشمس، حيث تبلغ درجات الحرارة في الزهرة نحو 900 درجة فهرنهايت (475 درجة مئوية)، حتى إنه أكثر سخونة من كوكب عطارد الأقرب إلى الشمس، وهي درجات عالية كافية لإذابة الرصاص.
وتعتبر غليز وفقاً لما نقله موقع “الحرة”، أن “كوكب الزهرة مكان مجنون لكنه مثير للاهتمام، ولذا نريد أن نفهم سبب اختلاف كوكب الزهرة عن الأرض”.
الزهرة هو أول كوكب يتم اكتشافه بواسطة مركبة فضائية
كان كوكب الزهرة أول كوكب تم اكتشافه بواسطة مركبة فضائية ودُرس بشكل مكثف في وقت مبكر من تاريخ استكشاف الفضاء، وذلك عندما حلقت Mariner 2 التابعة لناسا بنجاح في كوكب الزهرة المغطى بالغيوم، وأجرت فيه مسحها ضوئياً في 14 ديسمبر/كانون الأول 1962.
ومنذ ذلك الحين بدأت الرحلات الاستكشافية إلى سطحه، ولكن الحرارة الشديدة لم تترك المركبات الفضائية تعمل على سطحه إلا بضع ساعات فقط.
حققت المركبة الفضائية السوفييتية “فينيرا 7” أنجح عمليات الإنزال على سطح كوكب الزهرة حتى الآن، لكنها لم تصمد طويلاً بسبب الحرارة الشديدة والضغط الساحق.
فيما نجا المسبار الأمريكي، وهو أحد رواد فينوس Multiprobes التابع لناسا، لمدة ساعة تقريباً بعد اصطدامه بالسطح في عام 1978.
تشمل بعثات الزهرة الأكثر حداثة “فينوس إكسبريس” التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (التي دارت من عام 2006 حتى عام 2016) ومركبة أكاتسوكي فينوس كلايمت أوربيتر اليابانية (التي تدور في مدار الزهرة منذ عام 2016).
في حين قام المسبار الشمسي باركر التابع لوكالة ناسا برحلات طيران متعددة على كوكب الزهرة.
البابلييون أول من تتبعه !
يمكن إرجاع دراسات كوكب الزهرة إلى البابليين القدماء في عام 1600 قبل الميلاد، والذين قاموا بتتبع حركة العديد من الكواكب والنجوم.
أقدم وثيقة فلكية مسجلة هي يوميات بابلية لظهور كوكب الزهرة على مدى 21 عاماً، وفقاً لما ذكره موقع Space.
فيما لعب كوكب الزهرة دوراً جاداً في أساطير الحضارات القديمة، وضمن ذلك حضارات المايا والإغريق، ويأتي اسم “فينوس” من إلهة الحب والجمال الرومانية.
شمسه تشرق من الغرب وتغرب من الشرق
كوكب الزهرة لديه ضغط هواء ساحق على سطحه- أكثر من 90 مرة من ضغط الأرض- ومشابه للضغط الذي ستواجهه على بعد ميل واحد تحت المحيط على الأرض.
بينما كوكب الزهرة يدور حول محوره للخلف، مقارنة بمعظم الكواكب الأخرى في النظام الشمسي.
هذا يعني أن الشمس، على كوكب الزهرة، تشرق من الغرب وتغرب في الشرق، عكس ما نشهده على الأرض، (إنه ليس الكوكب الوحيد في نظامنا الشمسي مع مثل هذا الدوران غريب الأطوار فأورانوس يدور مثله أيضاً).
اليوم فيه أطول من سنته !
يدور كوكب الزهرة ببطء شديد على محوره، فاليوم الواحد على كوكب الزهرة يستمر 243 يوماً على الأرض.
بينما يدور الكوكب حول الشمس أسرع من الأرض، لذا فإن سنة واحدة على كوكب الزهرة تستغرق فقط نحو 225 يوماً من أيام الأرض، مما يجعل يوم كوكب الزهرة أطول من عامه، وفقاً لما أكدته وكالة ناسا NASA.
كوكب الزهرة كوكبٌ يافع
يبلغ متوسط عمر سطح كوكب الزهرة أقل من مليار عام، وربما يصل عمره إلى 150 مليون عام فقط، وهو صغير نسبياً من منظور جيولوجي.
هذا لغز كبير للعلماء، فهم لا يعرفون بالضبط ما الذي جعل كوكب الزهرة يظهر في المجموعة الشمسية.
هل كوكب الزهرة صالح للحياة؟
الزهرة مكان غير محتمل للحياة كما نعرفها، لكن بعض العلماء يفترضون أن الميكروبات قد توجد في الغيوم حيث يكون الجو أكثر برودة والضغط مشابهاً لسطح الأرض.
وقد لوحظ وجود الفوسفين، وهو مؤشر محتمل للحياة الميكروبية، في السحب.
كوكب الزهرة ليس له أي قمر
كوكبا الزهرة وعطارد هما الكواكبان الوحيدان في نظامنا الشمسي اللذان ليس لهما قمر خاص بهما.
من المفهوم إلى حد ما، سبب عدم وجود قمر لعطارد، لأن قربه من الشمس له تأثير سلبي على أي شيء قريب، وهو أصغر من بعض الأقمار المعروفة مثل كوكب المشتري جانيميد وزحل تيتان.
ومع ذلك، جادل الباحثون بأن سبب عدم امتلاك كوكب الزهرة قمراً ليس بهذه البساطة.
هناك نوعان من النظريات: الأولى هي أن كوكب الزهرة كان له قمر وقد ابتلعته جاذبية الشمس.
بينما النظرية الثانية تُعرف الثانية باسم “نظرية التأثير المزدوج”، والتي تنص على أن جرماً سماوياً كبيراً ضرب كوكب الزهرة منذ مليارات السنين وخلق قمراً، بطريقة مشابهة لكيفية حصول الأرض على رفيقها القمري.
ولكن بعد عدة ملايين من السنين، ضرب جسم أكبر، كوكب الزهرة، مما تسبب في دوران رجعي، وإضعاف قوى المد والجزر وإرسال القمر بعيداً عن كوكب الزهرة، وعدم رؤيته مرة أخرى.