حرية – (30/1/2023)
يفضل العديد من الأشخاص حول العالم احتساء أنواع مختلفة من القهوة، فلهذا المشروب العديد من الأشكال والنكهات التي تختلف من دولة إلى أخرى، بالإضافة لطريقة التحضير التي تزيده جمالية ونكهة.
تعد قهوة الزباد “كوبي لواك” أغلى قهوة في العالم، إذ يبلغ الكوب الواحد منها قرابة 50 دولاراً أمريكياً، أي أكثر من ألف دولار للكيلوغرام الواحد، وتصنع هذه القهوة من براز حيوان الزباد، وتشتهر هذه القهوة في إندونيسيا، فيما اشتهرت من قبل في الولايات المتحدة الأمريكية وشرق آسيا.
قصة حيوان الزباد والقهوة
الزباد من الحيوانات الثديية، يتميز بذيله الطويل الشبيه بالقرد، وعلامات الوجه مثل الراكون والخطوط أو البقع على جسده. يلعب دوراً مهماً في السلسلة الغذائية، حيث يأكل الحشرات والزواحف الصغيرة، بالإضافة إلى الفواكه مثل البن والكرز والمانجو، وتأكله بدورها الفهود والثعابين الكبيرة والتماسيح.
حسب “ناشيونال جيوغرافيك” كانت تجارة قهوة الزباد في البداية بشارة خير على هذا الحيوان في إندونيسيا، غالباً ما يُنظر إلى الزباد الآسيوي، الذي يداهم مزارع الفاكهة التجارية، على أنه آفة، لذا فإن النمو في صناعة قهوة الزباد “كوبي لواك” شجع السكان المحليين على حماية هذا الحيوان من أجل روثه الثمين.
تعمل إنزيمات الهضم عند الحيوان على تغيير بنية البروتينات في حبوب البن، الشيء الذي يساعد في إزالة بعض الحموضة، والذي يعطي فنجان قهوة أكثر نعومة.
اكتسبت هذه القهوة شعبية كبيرة في إندونيسيا، خاصة بعد النمو السياحي الذي شهده البلد في السنوات الأخيرة، إذ يرغب السياح في رؤية الحياة البرية، خاصة أن غالبية هذه الحيوانات محصورة في أقفاص مزارع البن الخاصة بإنتاج هذا النوع من القهوة.
قهوة البراز الإندونيسية
قهوة كوبي لواك مصنوعة من حبوب البن التي تفرز بالكامل من فضلات حيوان زباد النخيل الآسيوي، ويعتمد هذا النوع من القهوة على تنوع الحبوب التي يأكلها هذا الحيوان، إذ يتغذى على حبوب البن من نبات أرابيكا وروبوستا أو أي نبات قهوة آخر متاح لها.
حسب موقع “enjoy java” الأمريكي ترتبط هذه القهوة بشكل كبير بالطريقة التي تمر بها، رغم أن الكثير من الناس يفضلون النكهة عندما تكون مصنوعة من حبوب أرابيكا المفرغة.
لصناعة هذه القهوة يتم جمع الفضلات وغسل حبوب البن وتحميصها وطحنها ثم تخميرها لإنتاج ما أصبح أغلى قهوة في العالم.
الشيء الذي يجعل هذا النوع من القهوة باهظ الثمن هو أن حيوان الزباد يأكل القهوة الأكثر نضجاً، الشيء الذي يجعل منها أفضل أنواع القهوة، بالإضافة إلى التخمر الذي تمر به الحبوب في الجهاز الهضمي.
تستغرق عملية الهضم ما بين 24 إلى 36 ساعة، تقوم فيها الإنزيمات بتفكيك بعض بروتينات الفاصوليا، ما يؤدي إلى تغيير المذاق والتركيب الكيميائي للمنتج النهائي، كما تلعب ندرة إنتاجها دوراً في ارتفاع أسعار بيعها في جميع أنحاء العالم.
حسب موقع “theguardian” ففي السنوات الأخيرة بدأ سعر القهوة في الانخفاض بسبب مزارع تربية حيوان الزباد المتخصصة في صناعة هذا النوع من القهوة، إلا أن هذه المزارع تتعرض للعديد من المساءلات القانونية من قبل منظمة حقوق الحيوان بسبب ما يتعرض له حيوان الزباد داخلها.
فبعد جولة قامت بها المنظمة في المزارع المتخصصة في صناعة هذا النوع من القهوة عثر على عدد كبير منها في حالة صحية غير جيدة بسبب النظام الغذائي غير المتوازن، حسب ما ذكرت ناشيونال جيوغرافيك.
الأمان وقصة أغلى قهوة في العالم
يقال إن قهوة كوبي لواك آمنة للشرب، إذ يتم القضاء على الجراثيم أثناء عملية الغسيل والتحميص، لكن بالإستناد لمقال نشرته مجلة “time” يمكن أن تنمو بعض الفطريات بسبب قهوة الزباد، إذ لا توجد أدلة كافية عما تناوله حيوان الزباد خلال تلك الفترة وخاصة خلال الليل.
يتناول الحيوان مواد أخرى غير حبوب القهوة، الشيء الذي يجعل من الصعب التأكد من أن القهوة خالية من المواد المضرة بعد الغسل والتحميص، كما أن صحة الحيوان وحالته النفسية تؤثر بشكل كبير على جودتها.
كان أول من شرب قهوة الزباد عمال مزارع البن في آسيا، إذ لم يسمح لهم بصنع قهوتهم من حبوب القهوة المعالجة، ما دفعهم إلى جمع براز حيوان الزباد البري وتحميصها، ومن ثم طحنها لشرب القهوة.
حالياً يشرب الناس قهوة الزباد “كوبي لواك” إما لأنهم لا يستطيعون مقاومة المشاركة في الطبيعة الغريبة لقصة قهوة الزباد، أو مفاخرة بشرب أغرى نوع من القهوة في العالم، فيما يحبها البعض الآخر لمذاقها الأقل مرارة من القهوة العادية، كما أنها تحتوي على نسبة أقل من الكافيين.