حرية – (5/2/2023)
يمارس نحو 600 صياد سعودي، هوايتهم بصيد الحبارى في وضح النهار، وأمام شرطة البيئة، إذ تشهد محمية طبيعية في شمال شرق البلاد مسابقة فريدة لصيد تلك الطيور عبر صقور الصيادين الجارحة.
وقيَّدت السعودية الصيد والاحتطاب في السنوات الماضية ضمن خطة أوسع للحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي فيها، وكان تحديد محميات واسعة في مختلف مناطق المملكة لتنمو فيها النباتات وتتكاثر فيها الحيوانات، أبرز ملامح تلك الخطة.
لكن في محمية الإمام تركي بن عبد الله المَلكية التي تمتد بين مناطق الحدود الشمالية والجوف وتبوك وحائل والقصيم، خصص القائمون على المحمية الطبيعية الشاسعة، مساحة محددة تبلغ ألفي كيلومتر مربع لتكون محمية مخصصة للصيد المستدام.
ففي محمية الصيد تلك، تقدم آلاف الصيادين بطلب للمشاركة في مسابقة تجري للمرة الأولى لصيد الحبارى، حيث تقام هناك دون أن تؤثر على خطط تكاثر الحبارى المستمرة في المحمية الكبرى.
وتم اختيار 600 صياد فقط عبر القرعة، للمشاركة في المسابقة، ليبدؤوا منذ مطلع فبراير/شباط الجاري على مدى عشرة أيام هوايتهم في صيد الحبارى عبر الصقور المدربة المرافقة لهم دون اعتراض من شرطة البيئة.
ولا تنتهي المسابقة بفوز من صاد أكثر عدد من الحبارى، بل يحصل الصيادون على حظوظ أكبر في الفوز عند مراعاتهم نظافة المحمية والحفاظ على نباتاتها واقتصار الصيد على الطيور المسموح صيدها فقط.
وتشكل محمية الصيد الجديدة حلًّا وسطًا بين الصيادين الذين لا يمكنهم التخلي عن هواية الصيد المتوارثة من الأجداد، وبين خطط المملكة في الحفاظ على الغطاء النباتي والتنوع الفطري وحماية الكائنات الحية من الانقراض بسبب الصيد والاحتطاب الجائر.
ويقول القائمون على محمية الصيد، إنها توفر بدائل مستدامة لممارسة نشاط الصيد المنظم بأعداد محددة دون الإضرار بالحياة الفطرية، والحد من الصيد غير القانوني، بهدف تقليل الأثر على الكائنات الفطرية، وإحياء الموروث الشعبي، وإنشاء وجهة سياحية متكاملة تجمع بين الحياة البرية وتجارب المغامرة التي تثري تجربة الزوّار والسيّاح.