حرية – (7/2/2023)
قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده تواجه أكبر كارثة ليس في تاريخ الجمهورية التركية فحسب وإنما في المنطقة والعالم، في الوقت الذي أظهر الكثير من الدول من أنحاء العالم تضامناً واسعاً ودعماً لتركيا في مواجهة الكارثة.
وأعلن إردوغان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في 10 ولايات تضررت من الزلزالين اللذين وقعا فجر أمس (الاثنين) في كهرمان ماراش، هي ولايات: كهرمان ماراش، وهطاي، وأضنة، وعثمانية، وأديامان، ومالاطيا، وإيلازغ، وغازي عنتاب، وشانلي أورفا، وديار بكر.
وقال إردوغان، في كلمة خلال وجوده في مقر إدارة الطوارئ والكوارث التركية في أنقرة اليوم (الثلاثاء)، إن «إعلان حالة الطوارئ جاء استناداً إلى المادة 119 من الدستور التركي، وإنه تم إعلان الولايات العشر المتضررة من الزلزال، مناطق منكوبة». وتستمر حالة الطوارئ حتى 7 مايو (أيار) المقبل.
وأضاف إردوغان أن الفرق المختصة أنقذت حتى الآن أكثر من 8 آلاف شخص من تحت الأنقاض، مشيراً إلى أنه تم تعليق الدراسة في عموم البلاد حتى 13 فبراير (شباط) الحالي، وحتى 20 من الشهر نفسه في الولايات المنكوبة.
وتابع إردوغان: «خصصنا 100 مليار ليرة (5.26 مليارات دولار) في المقام الأول تحت تصرف مؤسساتنا للمساعدات الطارئة وأنشطة الدعم، وحتى الآن أرسلنا ألف سيارة إسعاف و241 فريق إنقاذ طبياً وطنياً وطائرتَي إسعاف و5 آلاف عامل في مجال الصحة إلى المناطق المتضررة من الزلزالين، وأرسلنا أيضاً 54 ألف خيمة و102 ألف فراش ومستلزمات أخرى».
وقال إردوغان: «يعمل حالياً 53 ألفاً و317 عنصراً في عمليات البحث والإنقاذ والعدد يتزايد من تركيا وخارجها، دولتنا بجميع مؤسساتها وكوادرها بدأت العمل في المناطق المتضررة من الزلزال».
وأضاف: «آلاف العناصر الخبيرة من قوات الدرك على رأس عملها في منطقة الكارثة بالإضافة إلى 26 طائرة شحن وسفن وقوارب خفر السواحل».
وأكد إردوغان أن تركيا تواجه إحدى كبرى الكوارث ليس في تاريخ الجمهورية فحسب بل في المنطقة والعالم.
وأظهر الكثير من دول العالم التضامن مع تركيا في مواجهة كارثة الزلزال. وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوكطاي، إن 70 دولة عرضت على بلاده المساعدة في مواجهة كارثة الزلزالين.
وقررت مصر إرسال مساعدات إغاثة عاجلة تضامناً مع تركيا في مواجهة تداعيات كارثة الزلزال. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان مساء (الاثنين)، إن وزير الخارجية سامح شكري أجرى اتصالاً مع نظيره التركي مولود جاويش أغلو، لتقديم العزاء لحكومة وشعب تركيا في ضحايا الزلزال المروع، ونقل خالص التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين.
وقالت وكالة «الأناضول» التركية، التي نقلت بيان الخارجية المصرية، إن مصر قررت توجيه مساعدات إغاثية عاجلة تضامناً مع الدولة التركية والشعب التركي الشقيق في مواجهة تداعيات تلك الكارثة، متمنياً نجاح جهود الإنقاذ الجارية، وعبّر جاويش أوغلو عن شكر بلاده للتضامن الذي أظهرته مصر مع تركيا في هذه الكارثة المروعة.
وأعلنت سامانثا باور رئيسة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تكليف فريق إنقاذ للمساعدة في عمليات الإنقاذ الجارية. وقالت، في بيان، إنه تم إعداد فريق استجابة للكوارث سيعمل بالتنسيق مع السلطات التركية لبدء جهود الإغاثة في منطقة الزلزال. وأكدت التزام الولايات المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة إلى المتضررين في تركيا وسوريا.
ووصل إلى تركيا فريق ياباني مكون من 18 شخصاً للمشاركة في عمليات الإنقاذ. ووصلت طائرة الفريق الياباني إلى مطار إسطنبول، والذي انتقل إلى طائرة أخرى للتوجه إلى ولاية أضنة. وقالت وزارة الخارجية اليابانية، في بيان: «قررت اليابان تقديم مساعدات إنسانية طارئة آخذةً في الاعتبار البُعد الإنساني والعلاقات الودية مع تركيا».
وأعلنت أستراليا ونيوزيلندا تقديم مساعدات إنسانية بملايين الدولارات لضحايا الزلازل المدمِّرة في تركيا وسوريا. وأعرب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، ونظيره النيوزيلندي كريس هيبكنز، في مؤتمر صحافي مشترك في العاصمة الأسترالية كانبيرا (الثلاثاء)، عن أعمق تعازيهما للعائلات التي فقدت أحباءها. وقال ألبانيز: «هناك آلاف القتلى، وعشرات الآلاف من الجرحى خلال هذه المأساة».
وأضاف أن هذه الزلازل المتعددة التي ضربت المنطقة «لها تأثير مدمر»، معلناً تقديم حكومته 10 ملايين دولار أسترالي (نحو 7 ملايين دولار أميركي) مساعدة إنسانية» للمتضررين في سوريا وتركيا.
وأوضح أن المساعدات المالية ستقدَّم عبر الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومن خلال الوكالات الإنسانية.
بدوره، أعلن هيبكنز أن بلاده ستسهم بمبلغ 1.5 مليون دولار نيوزيلندي (نحو 950 ألف دولار أميركي) لإغاثة المنكوبين جراء الزلازل.
وأعلنت الحكومة القطرية (الثلاثاء)، تخصيص 10 آلاف منزل متنقل سيتم إرسالها إلى المناطق المتضررة من كارثة الزلزال في تركيا وسوريا. وقالت «الخارجية» القطرية، في بيان مقتضب، إنه «في إطار الجهود القطرية المتواصلة للمساهمة في إغاثة المتضررين من كارثة الزلزال في سوريا وتركيا، خصصت دولة قطر 10 آلاف منزل متنقل سيتم إرسالها إلى المناطق المتضررة».
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد أصدر تعليمات (الاثنين)، بتدشين جسر جوي إلى تركيا يحمل فريقاً من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي، ومجهَّز بآليات متخصصة في عمليات البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى مستشفى ميداني ومساعدات إغاثية وخيام ومستلزمات شتوية.
وأرسلت باكستان فرق بحث وإنقاذ ومساعدات إغاثية إلى تركيا في إطار التضامن معها. وأفاد بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء الباكستانية (الثلاثاء)، بأنه تم إرسال فريق بحث وإنقاذ مكون من 50 شخصاً، و25 طناً من المواد الإغاثية عبر طائرة للخطوط الجوية الباكستانية، كما تم إرسال فريق بحث وإنقاذ ومعدات وفريق مكون من أطباء وفنيين عبر طائرة للقوات الجوية الباكستانية إلى مطار أضنة جنوب تركيا، الذي حوّلته السلطات إلى قاعدة لوجيستية لتلبية احتياجات المناطق المنكوبة.
ومن المقرر وصول 7 أطنان من المواد الإغاثية، مساء (الثلاثاء)، إلى مطار إسطنبول، تتضمن خياماً وبطاطين ومواد أخرى على متن طائرة عسكرية باكستانية من طراز «سي 130».
وشهدت أذربيجان إطلاق حملات مساعدات من أجل إغاثة المتضررين. ونظَّم الهلال الأحمر الأذربيجاني حملة اسم «تركيا نحن معك»، دعا فيها الشعب إلى تقديم المساعدات لتركيا.
من جانبهم، بدأ رجال أعمال أتراك في أذربيجان حملة إغاثية. ومن المنتظر إيصال المساعدات في أقرب وقت إلى المناطق المتضررة في تركيا، كما أرسلت وزارة الدفاع الأذرية فريقاً من الأطباء العسكريين إلى تركيا، وأكثر من 400 شخص ومساعدات إنسانية للمشاركة في جهود البحث والإنقاذ.
وشهدت كازاخستان حملة تضامن كبيرة مع الشعب التركي إثر الزلزالين، انطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت شعار «نحن معكم».
وتحركت صباح (الثلاثاء)، طائرة من كازاخستان باتجاه غازي عنتاب وعلى متنها فريق بحث وإنقاذ مؤلَّف من 41 شخصاً ومركبات خاصة لهذا الغرض.
وانطلقت سفينتان من الشطر الشمالي من قبرص (الثلاثاء)، تحملان مساعدات إنسانية، في إطار التضامن مع تركيا. وتحمل السفينتان نحو 200 طن من المساعدات الإنسانية، تشمل أدوية وأغذية وبطاطين وملابس وخياماً وأجهزة تدفئة.