حرية – (7/2/2023)
أخبار زلزال تركيا وسوريا، هزّ خبر الزلزال الذي وقع فجر أمس الإثنين متخذًا من جنوبي تركيا مركزًا له، العالم نتيجة آثاره المدمرة على تركيا وسوريا على حد سواء، حيث فاق عدد ضحاياه حتى الآن 3600 قتيل، من دون أن تسلم الدول المجاورة من هزاته الارتدادية.
صُنّف زلزال تركيا بأنه الأقوى منذ عقود، فقد بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وقد تبعه عدد من الهزات الارتدادية التي كان من بينها زلزال ثان بلغت قوته 7.5 درجة على مقياس ريختر، ما تسبب في صدع يمتد طوله لما يزيد على 100 كيلومتر بين الصفيحة الأناضولية والصفيحة العربية، وقد وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه الكارثة الأسوأ التي تتعرض لها بلاده.
خبير الزلازل الهولندي
وبينما يسابق عمال الإغاثة الزمن لانتشال العالقين تحت الأنقاض، لفتت تغريدة لـخبير الزلازل الهولندي فرانك هوجربتس الأنظار، توقع خلالها حصول الزلزال بتفاصيله وذلك قبل ثلاثة أيام من وقوع الكارثة، حيث كتب “عاجلًا أم آجلًا، سيحدث زلزال بقوة 7.5 درجة مئوية في جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان”.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا تغريدة خبير الزلازل الهولندي بشكل واسع، منهم من تساءل إن بالإمكان اكتشاف حدوث أي زلزال وكيف السبيل إلى ذلك، في حين عبّر آخرون عن استهجانهم لعدم اهتمام المراكز المعنية بالزلازل في البلدان الواردة في التغريدة بتحذير مواطنيها، ليكونوا على استعداد لمواجهة الكارثة.
حركة الكواكب والقمر ووقوع الزلزال
بعد إصابة توقعه، غرد الخبير الهولندي معبّرًا عن تضامنه مع المتضررين من الزلزال “الكبير”، شارحًا إلى أنه استند في توقعه على “هندسة كوكبية دقيقة” وكتب “على غرار عامي 115 و526، هذه الزلازل تسبقها عادة هندسة كوكبية حساسة، كما حدث في 4 و5 فبراير”.
وأشار في تغريدة أخرى إلى أن وجود ارتباط بين حركة الكواكب والقمر ووقوع الزلزال، كاتبًا “نعم، هناك مقاومة كبيرة داخل المجتمع العلمي فيما يتعلق بتأثير الكواكب والقمر.
لكن لا يوجد بحث موسع “يدحض” ذلك. إنه مجرد افتراض. في الواقع، تشير ورقة علمية في Nature إلى غير ذلك”.
تنبؤات غير علمية
تغريدات الخبير الهولندي التي لفتت أنظار العالم، “غير مبنية على أسس علمية”، بحسب مديرة “المركز الوطني للجيوفيزياء” في لبنان، مارلين البراكس التي تقول: “أولًا لم يحدد خبير الزلازل الهولندي تاريخ معين لوقوع الهزة، ثانيًا ما كتبه يصلح نشره في أي زمان، فعلميًّا الدول التي ذكرها تمتد على فالق خطير للزلازل”.
وتشدد البراكس في حديث لموقع “الحرة” على أنه “لا أحد يمكنه أن يتوقع توقيت حدوث زلزال، وعلميًّا لم يتم إثبات أن هناك أي رابط بين ظواهر محددة ووقوع هزة في البر، لكن يمكن معرفة فيما إن ضربت هزة البحر من خلال تراجع مياهه ما ينذر باحتمال حصول تسونامي”.
كلام البراكس أكده الاختصاصي في الزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور طوني نمر، بالقول “علميًّا ما قاله خبير الزلازل ليس واقعيًّا، فلا يوجد أي جهاز يمكنه تحديد توقيت حصول أي زلزال، مطمئنًا إلى أنه لن نشهد تسونامي كون الزلزال لم يضرب البحر بل البر”.
وأضاف: “لا شك أننا سنشهد في الأيام المقبلة هزات ارتدادية خفيفة” مشبهًا الزلزال بالضغط على قطعة إسفنجية، “عند رفع اليد عنها لا بد من أن تهتز لتعود إلى طبيعتها”.
هل يمكن التنبؤ بمكان حدوث الزلزال
كذلك أشارت مؤسسة الأبحاث العلمية الزراعية في لبنان Lari في بيان إلى أنه “لا يمكن بتاتًا التنبؤ بحدوث زلزال وقوته، وفي حال حدوثه لا يمكن التنبؤ بعدد الهزات الارتدادية وقوتها كما أنه لا يمكن التنبؤ بمكان حدوث الزلزال، حتى في اليابان البلد المتطور جدًّا في دراسة الهزات لا يستطيعون فعل ذلك، ولا علاقة للزلازل والهزات بالأحوال الجوية، فما يحدث تحت القشرة الأرضية أي هزات وزلازل غير مرتبط بما يحدث فوقها من أحوال الطقس، فلا يجب الهلع أنه سيحدث زلازل بسبب أمطار غزيرة وثلوج أو رياح”.
وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطًا زلزاليًّا هو من بين الأعلى في العالم، إذ تتموضع على خط صدع عميق، وقد شهدت عددًا كبيرًا من الزلازل والهزات الأرضية، منها في عام 1999 اعتبر ثاني أكبر زلزال في التاريخ التركي، حيث بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، واستمر 45 ثانية، ومؤخرًا ضرب زلزال منطقة دوزجة في نوفمبر من العام 2022، وقبلها منطقة الازيع نها في يناير 2020.