حرية – (12/2/2023)
يشكل “يوم اليد الحمراء”، الذي يحييه العالم في الـ12 من فبراير/شباط من كل عام صرخة عالمية مدوية في وجه تجنيد الأطفال في الصراعات.
هذه الأزمة التي لا تزال مستمرة حتى الآن، من قبل دول وجماعات، ومليشيات مثل الحوثي الانقلابية في اليمن، وغيرها التي تعتمد على عسكرة الأطفال وحشدهم لجبهات القتال وغسل وتفخيخ عقولهم بالأفكار الطائفية.
بدايته
بدأ يوم اليد الحمراء أو ” اليوم العالمي لمكافحة استغلال الطلاب كجنود” عام 2002، عندما دخل البروتوكول الاختياري بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة حيّز التنفيذ في 12 فبراير/شباط 2002.
وتم اعتماد هذا البروتوكول من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في مايو/أيار 2000، لضمان عدم اشتراك أفراد قواتها المسلحة الذين لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر اشتراكاً مباشراً في الأعمال الحربية.
وصدقت عليه 172 دولة، والتزمت جميعها بعدم تجنيد أي شخص دون سن 18 في ساحة المعركة، وقد كان البروتوكول منارة في تأسيس إجماع عالمي على أن الأطفال لا مكان لهم بالحرب.”
ودعا البيان الدول الأعضاء على نحو مشترك بالالتزام بمنع وإنهاء تجنيد الأطفال في قواتهم المسلحة وتجريم تجنيد الأطفال واستخدامهم.
وتكفل تلك الدول الأطراف عدم خضوع الأشخاص الذين لم يبلغوا الـ18 من العمر للتجنيد الإجباري في قواتها المسلحة.
وحال سماح الدول الأطراف بالتطوع في قواتها المسلحة الوطنية دون سن الثامنة عشرة فإنها يجب أن تضمن أن هذا التجنيد تطوعاً حقيقياً، وبموافقة مستنيرة من الآباء أو الأوصياء القانونيين للأشخاص، وضرورة أن يحصل هؤلاء الأشخاص على المعلومات الكاملة عن الواجبات التي تنطوي عليها هذه الخدمة العسكرية؛
كما يمنع البروتوكول أن تقوم المجموعات المسلحة خارج القوات المسلحة لأي دولة في أي ظرف من الظروف بتجنيد أو استخدام الأشخاص دون سن الثامنة عشرة في الأعمال الحربية.
ويحث الدول الأطراف على اتخاذ جميع التدابير الممكنة عملياً لمنع هذا التجنيد والاستخدام، بما في ذلك اعتماد التدابير القانونية اللازمة لحظر وتجريم هذه الممارسات.
إضافة إلى اتخاذ الدول الأطراف كل التدابير الممكنة عملياً لكفالة تسريح الأشخاص المجندين أو المستخدمين في الأعمال الحربية في نطاق ولايتها بما يتناقض مع هذا البروتوكول، أو إعفائهم من الخدمة، وتقديم المساعدة الملائمة لهم لشفائهم جسدياً ونفسياً وإعادة إدماجهم اجتماعيا.
أهداف اليوم
ويهدف “يوم اليد الحمراء”، إلى الدعوة للعمل ضد تجنيد الأطفال ودعم الأطفال الذي يضطرون لهذا العمل.
وكان الأطفال قد خضعوا خلال في السنوات الأخيرة للاستغلال في النزاعات المسلحة بعدد من الدول بينها اليمن والكونغو الديمقراطية، ورواندا، وأوغندا، والسودان، وميانمار، وغيرها.
والسبب الأهم وراء تجنيد الأطفال كجنود هو قدرتهم القليلة على التمييز بين الحق والباطل، وبين الواقع والمغامرة، لأنه حتى عمر معين، فإن إدراك الأطفال لن يكون كاملا عن حتمية الموت وشدة فعل قتل إنسان.
كما أنهم يفتقرون للقدرة على تحديد الأخطار بشكل صحيح أو تقييم المخاطر في حالات محددة. كما أنه من السهل التأثير على الأطفال واستغلالهم كتابعين لقضية معينة.
“تجنيد الأطفال” في القانون الدولي
وحدد القانون الدولي مفاهيم استخدام الأطفال عسكريا، بعدد من المعايير وتشمل القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف المعتمدة عام 1977.
وأوضح أن “الأطفال دون سن الـ15 عاماً لا يجب السماح لهم بالانضمام للقوات المسلحة أو الجماعات، ولا يجب أن يسمح لهم بالمشاركة في الأعمال العدائية”.
كما تنص اتفاقية “أسوأ أشكال عمل الأطفال”، التي اعتمدتها منظمة العمل الدولية عام 1999، على أن “التجنيد القسري أو الإجباري للأطفال لاستخدامهم بالنزاعات المسلحة، هو أحد أسوأ أشكال عمل الطفل”.
فعاليات ونتائج
وتطلق في مثل هذا اليوم من كل عام مناشدات للقادة السياسيين وتقام فعاليات بجميع أنحاء العالم للفت الانتباه إلى مصير الجنود الأطفال، الذين يجبرون على العمل كجنود بالحروب.
ومنذ عام 2002، نفّذت عدد من الدول والتحالفات الإقليمية فعاليات لمنع تجنيد الأطفال، وتم إطلاق سراح ما لا يقل عن 170 ألف طفل من القوات المسلحة والجماعات المسلحة منذ بداية تطبيق البروتوكول.
وأزيلت عدد من الدول من القائمة السوداء لتجنيد الأطفال من بينها سيراليون وليبيريا والكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار، لاهتمامها منذئذ بتسريح الأطفال من الجيوش ونزع السلاح، وإعادة دمجهم كجزء مهم في السلام.
الحوثي مستمر بالتجنيد
وكانت تقارير دولية أكدت تورط مليشيات الحوثي في تجنيد عشرات الآلاف من الأطفال في عمليات.
ودعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” في اليمن إلى العمل على حماية الطفولة من مختلف التهديدات، وأخطرها أنشطة مليشيات الحوثي الإرهابية، ومناهجها التي تُمجد فكرة حمل السلاح لدى الأطفال وتدعوهم للقتال.
وطالب اليونيسيف إلى مواجهة جرائم تجنيد مليشيات الحوثي للأطفال، وتبني برامج لإعادة تأهيلهم وادماجهم في المجتمع.
وبحسب آخر إحصائية حكومية والتي تزيد الأرقام الحقيقية للتجنيد عنها فإن مليشيات الحوثي المدعومة من إيران جندت 35 ألف طفل منذ الانقلاب في 21 سبتمبر/أيلول 2014.