حرية – (19/2/2023)
لم يحقق روبوت الدردشة الذي أطلقه عملاق محركات البحث “غوغل”، في وقت سابق من فبراير الجاري، النتائج المرجوة في مواجهة الروبوت المنافس “تشات جي بي تي” الذي يتقدم بسرعة صاروخية في عالم الإنترنت.
ودفعت النتائج المخيبة من إطلاق الروبوت “بارد” (Bard)، المدير التنفيذي لـ”غوغل”، سوندار بيتشاي، إلى توجيه مذكرة داخلية إلى الموظفين يدعوهم فيها إلى تخصيص 2 إلى 4 ساعات يوميا لتحسين مستوى “بارد”.
وقال بيتشاي إن الأمر سيكون عبارة عن رحلة طويلة.
وجاء هذا التطور الذي كشفت عنه شبكة “سي أن بي سي” الأميركية، إثر التأثير المحدود الذي أحدثه الروبوت المنتظر بعد إطلاقه في 6 فبراير الجاري، علاوة على البيانات غير الدقيقة التي قدمها للمستخدمين، نتيجة سلسلة من الأخطاء فيه، وهو ما أدى إلى انخفاض سعر سهم الشركة 9 %.
وبالفعل، يواظب موظفو “غوغل” على اختبار روبوت المحادثة، بغية أن يكون دقيقا مثل منافسه “تشات جي بي تي”.
وكانت “غوغل” تعتقد أن السوق العالمية لن تخرج من تحت عباءة محركها العملاق، الذي حقق نجاحا كبيرا خلال أكثر من 20 عاما، لكن روبوت الدردشة “تشات جي بي تي” تمكن من سرقة الأضواء منها في أشهر معدودة.
والفرق بين محرك البحث “غوغل” و”تشات جي بي تي” هو أن الأول يعطيك نتائج بحث متفرقة عن الموضوع الذي تبحث عنه، تصل الآلاف في معظم الأحيان وبعضها لا يكون ذا صلة بما تريد.
لكن على الطرف الآخر، يبدو “تشات جي بي تي” أكثر دقة من الأول علاوة على قدرته على منح إجابات مفصلة، بما يختصر الوقت والجهد على المستخدمين.
وكانت “غوغل” تعتقد أن طوق النجاة سيكون مع “بارد”، لكن الأمر لم يكن كذلك، بسبب الأخطاء الكثيرة فيه، ورد موظفون في “غوغل” الأمر إلى التسرع الذي سيطر على المدير التنفيذي بيتشاي، وفق ما نقلت عنه شبكة “سي أن بي سي” الأميركية.
لكن تسرع بيتشاي قد يبدو مفهوما في ظل الشعبية المتزايدة التي يحظى بها “تشات جي بي تي”، إذ حقق 100 مليون مستخدم نشط خلال شهرين فقط، ويعود ذلك لعدة أسباب:
“غوغل” الموقع الأكثر زيارة في الإنترنت منذ أكثر من 20 عاما، فيما يهدد الروبوت الجديد هذه المكانة.
تقدم “غوغل” نفسها بوصفها شركة رائدة في الذكاء الاصطناعي، لكن الروبوت الذي أطلقته هذا الشهر يناقض تلك الحقيقة، خاصة عندما قدم إجابات غير دقيقة عن موضوع شهير مثل التلسكوب “جيمس ويب”.
وبالطبع الإعلانات مهمة، فالموقع الأكثر زيارة في العالم سيجلب إعلانات بمليارات الدولارات، لكن بمجرد فقدان هذا الموقع، سيؤدي ذلك إلى تراجع ضخم في مداخيل الإعلانات.
يعتمد مستخدمو “غوغل” على البحث عن موضوعاتهم من دون طرح أسئلة، كما في “تشات جي بي تي”، ولذلك لن يتعدى بحثهم الصفحة الأولى من النتائج التي يجلبها “غوغل”، في المقابل تظهر أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي” تغير مفهوم البحث الشائع منذ عقدين تقريبا، أي على شكل نتائج متفرقة، فيمكن أن تأتي النتائج على شكل حوار مكتوب بصيغة متماسكة.
في النهاية، قد تصبح “غوغل” مثل شركات سادت ثم بادت مثل نوكيا، التي تزعمت السوق لفترة طويلة من الزمن، معتمدة على رصيدها بين أوساط المستخدمين ورفضها الاعتراف بوجود منافسين حقيقيين، وهو ما أدى في النهاية إلى تهاوي نفوذها لصالح شركات جديدة.