حرية – (23/2/2023)
جرفت أمواج الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية خلال الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 20 حوتا ضخما إلى الشواطئ، فأثارت هذه الظاهرة مخاوف وقلق العلماء بشأن خطر انقراض تلك الثديات، ما جعلهم يبحثون عن الأسباب المحتملة لحدوثها.
وقالت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، المهتمة بشؤون علم المحيطات والطقس والمناخ، إن 22 حوتا كبيرا جرفت إلى الشواطئ الأمريكية منذ الأول من ديسمبر 2022 حتى اليوم، وشملت المجموعة 15 حوتا أحدب و3 حيتان عنبر، وحوتَين شمال الأطلسي الصائب، وحوت الهركول الشمالي، وحوت منك.
مخاوف بشأن انقراض الحيتان
وأشارت NOAA إلى أن عدد الحيتان التي ماتت بعد جرفها إلى الشواطئ في أول شهرين من عام 2023 يعادل عدد تلك التي جرفت عام 2022 بأكمله، مبدية قلقها: “على الرغم من متابعة وفيات الحيتان بشكل مكثف منذ عام 2016، إلا أن هذا العدد من الوفيات في وقت مبكر من السنة أمر مقلق وغير طبيعي”.
ما سبب موت الحيتان؟
يقول علماء الأحياء البحرية إن لا سبب واحدا مسؤولا عن موت كل تلك الحيتان، على الرغم من أن معظم التي تم تشريحها بعد وصولها إلى الشواطئ كانت مريضة أو مصابة.
وأكد العلماء أنه خلال عمليات تشريح بعض الحيتان التي انجرفت لشواطئ نيوجيرسي، تبين أنها توفيت بعد إصابتها بجروح عميقة سببها مراوح السفن البحرية أو الحصر في شباك الصيادين أو مخلفات البشر.
من جانبها، أكدت NOAA أن الرياح وأنماط المد والجزر غير الطبيعية والتيارات القوية يمكن أن تزيد من فرص جرف الحيتان إلى الشواطئ، مشيرة إلى أن الأزمة ستتفاقم خلال السنوات القادمة إثر التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض.
في المقابل، ألقى عدد من العلماء اللوم على الضوضاء الناتجة عن معدات المسح التابعة لمنشآت توربينات الرياح البحرية التي تولد الكهرباء، على الرغم من عدم وجود دليل علمي يؤكد أن تلك الضوضاء تعيق قدرة الحيتان على التنقل أو التواصل.
أحجام الحيتان
في السياق ذاته، استكشفت دراسة جديدة الأسس الجينية لـ”العملقة” في الحيتان، وحددت 4 جينات يبدو أنها لعبت أدوارا حاسمة في تلك الضخامة.
وقال الباحثون إن هذه الجينات لم تساعد فحسب في ضخامة الحجم، لكن أيضا في تخفيف العواقب السلبية التي قد تهدد حياة الحيوانات، مثل زيادة خطر الإصابة بالسرطان وانخفاض النسل.
وأكدت عالمة الوراثة ماريانا نيري من جامعة إستادوال ديكامبيناس في البرازيل، وهي مؤلفة مشاركة في الدراسة التي نشرت في مجلة “ساينتفيك ريبورتس”، الخميس، أن “حجم الجسم نتيجة معقدة للعديد من الجينات والمسارات والعمليات الفيزيائية والبيئية”.
ويمكن أن يصل طول الحيتان الزرقاء إلى حوالي 30 مترا، والحيتان الزعنفية حوالي 24 مترا، وحيتان العنبر والحيتان ذات الرأس المقوس إلى نحو 18 مترا، والحيتان الحدباء والحيتان الصائبة حوالي 15 مترا، والحيتان الرمادية حوالي 13.5 مترا.
وبعد تقييم 9 جينات بما في ذلك بعض الجينات المرتبطة بزيادة حجم الجسم في الثدييات الأخرى، وجد الباحثون أن 4 منها يبدو أنها لعبت دورا فيما يتعلق بالحيتان الكبيرة.