حرية – (28/2/2023)
سالم الساعدي
التواضع من الصفات المحمودة التي يحبها الله عز وجل قبل البشر والتي حث عليها عباده وهي التَنزل عن المراتب لمن يراد تعظيمهم، وهي صفة وعلامة لايمان الناس ذكراً كان أم أنثى والتواضع هي أن لا يرى الإنسان لنفسه حالاً او مقاماً يُفَضل فيه عن بقية الناس.
كل هذه المقدمة عن التواضع مشترطة بأن تكون خالصة لله ليس فيها غايات ومآرب أخرى
وما نراه من تصنع للتواضع الأغلب الأعم هو لدى كبار القوم ومن يعملون في السياسة، فالتصنع عند كبار القوم أترف وأعقد، وقد شمل التعقيد والتصنع والتكلف كل مناحي حياتهم، فقد أنتشرت هذه الظاهرة بين كبار القوم بصورة مخيفة في الوقت الحاضر، بعد أن كان في الحضارات القديمة مقتصرة على بعض الملوك والأمراء، وإن هذا النوع من التصنع لها غايات وأهداف فهي ليست حقيقتهم كما يزعمون لذلك عندما نراى تعاملهم مع الناس ليس بمستوى واحد يتعاملون مع الناس حسب ما تقتضيه مصالحهم كلً حسب وضعه الاجتماعي وحسب المصلحة ألتي يحتاجونها منه، لذلك عندما وصفنا التواضع في المقدمة ووضعنا له الأسس لكي نقيس هذا التواضع هل هو حقاً تواضع حقيقي ناتج عن أخلاق ومبادئ وتربية أم تصنعاً من أجل غاية، وبما أن تعاملهم مختلف إذا ً خلف هذا التصنع هي غايات وأهداف ومآرب في هذه النفوس وهي واضحه للمجتمع،
إن حقيقة المتصنعين هي الكبر والتكبر والتعاظم والتعالي وحتى الغطرسة ، وهي من أخطر الأمراض الاخلاقية وأشدها فتكاً بالإنسان، وأدعاها إلى مقت الناس له وازدرائهم به ونفرتهم منه.
حقيقتهم هي يرون أنفسهم متفوقين ومتقدمين على غيرهم ونسوا أنهم صنيعة لاشخاص او لربما مؤسسات
إن ما في داخلهم ولا يظهروه للناس هو العجب!! وكل هذه الافعال من قلوب امتلأت بالظلم بعد أن خفت فيها نور الايمان ، قلوب لا تعرف الانصاف والعدالة ، قلوب استحوذ عليها الشيطان فانساها ذكر الله، وأن حقيقتهم هي نكران المعروف والفضل والمواقف لا يرون لاحد عليهم حق وفضل فقط يرون فضلهم على الناس، تصنعهم التواضع هو من أجل البقاء على رأس الهرم وفي السلطة ومن اجل ارضاء الناس ليكسبوا ودهم في المراحل القادمة هذه هي الحقيقة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ
صدق الله العلي العظيم