حرية – (5/3/2023)
رغم الهجمات الروسية المتواصلة على الأراضي الأوكرانية، خاصة بلدة باخموت في شرق البلاد، وتوقع الكثير من الخبراء العسكريين وقوع هجوم روسي عنيف في الربيع، فإن موسكو لا تزال تفتقر إلى المواد التي تحتاجها في الحرب.
ووفقاً لصحيفة «التلغراف» البريطانية، يعتقد المحللون أن روسيا تخسر يومياً عدداً هائلاً من قذائف المدفعية أثناء تقدمها في باخموت، مشيرين إلى أن إمدادات الطائرات المسيرة من طراز كاميكازي الإيرانية «يبدو أنها قد نفدت» أيضاً.
ويقول المحللون إن هناك مخاوف من حدوث أمر ما قد يغير قواعد اللعبة بسرعة ويؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها فيما يتعلق بالحرب، وهذا الأمر هو تزويد الصين لروسيا بالأسلحة.
وتدرس بكين، التي أعلنت أن صداقتها مع موسكو «لا حدود لها»، عن كثب ما إذا كان ينبغي لها أن تلعب دوراً أكثر نشاطاً لدعم روسيا في الحرب وتبدأ في إرسال المعدات والأسلحة للقوات الروسية المتعثرة.
ويمكن لمثل هذا القرار أن يرجح كفة الحرب لصالح روسيا، كما أنه قد يمكن المصنعين الصينيين من اختبار وتقييم أسلحتهم بشكل حاسم وواقعي للتأكد من فاعليتها في أي صراع مستقبلي، كغزو تايوان على سبيل المثال.
وحذرت الولايات المتحدة الصين الأسبوع الماضي من إمداد روسيا بالسلاح.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: «إذا شاركت الصين في توريد أسلحة فتاكة لدعم العدوان الروسي أو التحايل المنهجي على العقوبات لمساعدة روسيا، فستكون هذه مشكلة خطيرة بيننا». وأضاف: «لن نتردد، على سبيل المثال، في استهداف الشركات أو الأفراد الصينيين الذين ينتهكون عقوباتنا أو ينخرطون بطريقة أخرى في دعم المجهود الحربي الروسي».
ومع ذلك، قال تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، بعد الاطلاع على بيانات تابعة للجمارك الروسية إنه تم بالفعل شحن المعدات الملاحية وقطع غيار المقاتلات النفاثة وتكنولوجيا التشويش وغيرها من المعدات العسكرية من الصين إلى روسيا.
ويقول جون كيندي، المسؤول في مؤسسة «راند» RAND للأبحاث السياسية: «إن الصين لديها الكثير لتقدمه لروسيا، لا سيما في مجال الصواريخ والأسلحة الموجهة، رغم أن الإمدادات الأساسية مثل قذائف المدفعية والطائرات من دون طيار من المرجح أيضاً أن تكون على رأس قائمة الإمدادات لديها». وأضاف: «الغرب قلق حقاً بشأن التقدم الذي أحرزته الصين في مجال الأسلحة الموجهة، والأنظمة المضادة للسفن، وما إلى ذلك».
وأصبحت آلة الحرب الصينية متطورة بشكل متزايد، بأسلحة وتكنولوجيا تضاهي تلك التي تمتلكها دول حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وفي عام 2021. وردَّ أن الصين اختبرت إطلاق قذيفة تفوق سرعتها سرعة الصوت في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى تكثيف السباق لتطوير طرق لوقف الأسلحة التي تنتقل بسرعات لا تقل عن 5 ماخ (6120 كم/ الساعة)، التي يصعب اتخاذ إجراءات مضادة سريعة لاعتراضها.
وتعمل الصين على تنمية قاعدتها التصنيعية ببطء وثبات بمرور الوقت، وتطوير الأسلحة جنباً إلى جنب مع المنتجات المدنية.
وعلى مدار سنوات عديدة، اشترت بكين منتجات روسية، وصنعت نسخاً منها خاصة بها، وقد أصبحت شركات الأسلحة والدفاع الصينية من بين أكبر الشركات في العالم.
ونما الإنفاق الدفاعي الصيني بنسبة 5.1 في المائة في عام 2021 إلى 293 مليار دولار، مقارنة بانخفاض 1.7 في المائة في الإنفاق الدفاعي العالمي.
ويتبع جيش التحرير الشعبي خطة كبرى تضمن له الفوز بأي حرب محتملة بحلول منتصف القرن، وفق تحليل أجراه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
هذه الخطة، التي بدأت في عام 2013. تشمل دمج الذكاء الصناعي في عملية صنع القرار بحلول عام 2035. وقد شرعت بكين في بناء أسطول من السفن الحربية، مع أكثر من اثنتي عشرة طرادة (سفينة حربية كبيرة) ومدمرة وحاملة طائرات.
وتقوم بكين الآن أيضاً ببناء أسطول من المقاتلات الشبحية شبيهة بالأنواع التي يمتلكها الغرب حالياً.
ويقول الخبراء إنه إذا نجحت روسيا في إقناع بكين بالمخاطرة السياسية ومدها بمختلف الأسلحة علناً في الوقت الحالي، فإن هذه الآلة الحربية الصينية ستغير قواعد اللعبة وتؤدي إلى انتصار روسي سريع في ساحة المعركة.