حرية – (6/3/2023)
لطالما كانت روايات اللعنات والخرافات القديمة تسبّب الكثير من الخوف والقلق بين الناس على مدى قرون، لذلك كان يتم توارثها وتناقلها من باب أخذ العبرات وتوخي الحذر.
وهناك لعنات تراوحت بين الكوارث غير المفهومة التي قد تصيبك إذا ما فتحت مقبرة أحد أشهر فراعنة مصر القديمة، وذلك من أجل حمايتها من النهب واختراق خصوصيتها، وصولاً إلى خرافات حيكت حول الكثير من الأحداث الواقعية لكي تبرر نتائجها المأساوية.
في هذا التقرير نستعرض أبرز وأشهر الخرافات واللعنات عبر التاريخ، والقصص المزعومة وراءها، وما إن كان هناك أي وجه للحقيقة فيها.
1- لعنة مقبرة الفرعون المصري توت عنخ آمون
في عام 1922، كان المستكشف الإنجليزي هوارد كارتر يقود رحلة استكشافية عثر فيها على قبر الملك المصري القديم توت عنخ آمون وجميع الثروات التي كانت بها.
لكن بعد فتح القبر، بدأت أحداث غريبة وغير سارة تحدث في حياة المشاركين في الرحلة بصورة متتابعة. ويعتقد البعض أنه كان هناك نقش ينذر بالخطر على مدخل المقبرة، والذي كان يقول: “الموت يأتي على أجنحة لمن يدخل قبر الفرعون”، وقد نُقشت تلك التعويذة التحذيرية على قبر الملك الفرعوني لكي يُلعن ويُطرد كل من يزعج أو يقتحم مثواه الأخير.
قصة اللورد جورج هربرت، إيرل كارنارفون الخامس الذي مول الرحلة الاستكشافية من جيبه الخاص على وجه الخصوص هي الأكثر غرابة.
حيث جاء الإيرل إلى القاهرة وتوفي على ما يبدو بسبب الالتهاب الرئوي بعد مضاعفات لدغة من البعوض. ويُزعم أنه في اللحظة المحددة لوفاة كارنارفون، انطفأت جميع الأضواء في المدينة في ظروف غامضة في القاهرة، وفي إنجلترا، كما سقط كلبه ميتاً في الوقت ذاته.
بالإضافة إلى ذلك، توفي أيضاً العديد من الأشخاص المشاركين في الحملة، بما في ذلك مساعد كارتر ووالد مساعده وبعض أقارب كارتر. ومع ذلك، يبدو أن كارتر نجا من اللعنة بنفسه، وفقاً لموقع Unnatural Mystry Museum للأحداث الخارقة للطبيعة.
2- لعنة “البؤس الدائم” على دولة المجر
إذا كنت تؤمن باللعنات والفأل السيئ، فيجب أن تشعر بالراحة أنك لم تنشأ في المجر أيضاً. إذ يُعتقد أن هذا البلد موطن “لعنة توران”، وهي الخرافة التي تفترض أن المجر وشعبها قد تعرضوا للبؤس الدائم من قبل تعويذة خبيثة ألقيت عليهم لعدة قرون.
بدأت القصة تحديداً عام 1000م عندما أصدر الملك الطاغية ستيفن الأول، الذي حكم حتى وفاته عام 1038، مرسوماً يقضي بضرورة اعتناق شعبه المسيحية بالإجبار.
القرار لم يلاقِ قبولاً بين العامة في ذلك الوقت، لذا قرر شامان مشهور بالتواصل مع الأرواح وممارسة السحر والشعوذة، والذي كان يُعتقد أن لديه قوى خارقة لأنه ولد بستة أصابع في يد واحدة، قرر أن يقاوم الأوامر، فألقى لعنة لمدة ألف عام على جميع المجريين.
في السنوات والعقود التي تلت الواقعة، وقعت المجر في الجانب الخطأ من التاريخ، مثلاً دعمها للنازيين ثم اضطهادهم من قبل القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.
ويُعتقد أيضاً أن المجريين عانوا من مستويات متزايدة من اليأس الشخصي والبؤس، كما تشير بعض المصادر إلى معدل الانتحار المتضخم في المجر خلال الجزء الأكبر من القرن العشرين.
فبحسب موقع Lester للإحصاءات، كان لدى البلاد أحد أعلى معدلات الانتحار في العالم فعلاً. ولكن باعتبار أن الألف عام انتهت، فقد تكون اللعنة انتهت الآن.
3- لعنة مقبرة الملك البولندي التي خنقت جميع من زارها
في عام 1973، افتتحت مجموعة من علماء الآثار مقبرة الملك البولندي كازيمير الرابع جاجيلون التي تعود للقرن الخامس عشر في كراكوف، ببولندا.
وكما هو الحال مع افتتاح قبر الملك توت قبل 50 عاماً من هذا التاريخ، فقد قامت وسائل الإعلام الأوروبية بتضخيم الحدث وتسليط الضوء عليه، وزعم أن الباحثين المعنيين قالوا مازحين إنهم كانوا يخاطرون بحياتهم بالتعرض للعنة عندما فتحوا القبر.
وبعد الافتتاح، بدأ بعض أعضاء الفريق يموتون بعد فترة وجيزة بشكل مفاجئ، ما أثار حالة من الذعر، وتكهنت بعض وسائل الإعلام أن ذلك كان بسبب لعنة فعلاً.
في وقت لاحق، اكتشف الخبراء آثار فطريات قاتلة داخل المقبرة وجدوا أنها يمكن أن تسبب أمراض الرئة عند استنشاقها. وكان هذا سبب وفاتهم الحقيقي لا اللعنة المزعومة.
4- ألماسة الأمل من الهند
في ستينيات القرن السادس عشر، اشترى تاجر الأحجار الكريمة الفرنسي جان بابتيست تافيرنيير ماسة كبيرة من أصل غير معروف خلال رحلة له إلى الهند.
ومع ذلك، بحلول القرن العشرين، ظهرت أسطورة في الولايات المتحدة وأوروبا مفادها أن تافيرنيير سرق الألماس من تمثال إلهة هندوسية في الهند.
وزعمت الصحف والصائغون الذين نشروا هذه القصة أن الألماس ملعون ويجلب الحظ السيئ لمن يملكه أو لمن ترتديه.
وبحلول عام 1839، كان من المفترض أن الألماسة آلت في النهاية بحوزة هنري فيليب هوب، وهو جامع هولندي مقيم في لندن، الذي أطلق على الجوهرة اسم “ألماسة الأمل”. لكن بعد ذلك بفترة وجيزة، بدأت الصحف الأوروبية والأمريكية في الادعاء بأن ألماسة الأمل تحمل لعنة وأن الرجل يخاطر بحياته.
لكن الحقيقة أنه، بحسب ما ورد في موقع History التاريخي، استخدم صائغ المجوهرات الفرنسي بيير كارتييه هذه القصص لتعزيز قيمة الألماسة عندما باعها إلى الوريثة الأمريكية إيفلين والش ماكلين في أوائل عام 1910.
وبعد وفاتها، ذهبت الألماسة إلى شركة مجوهرات أمريكية، وعرضتها قبل التبرع بها عام 1958 لمؤسسة سميثسونيان، حيث لا تزال تُعرض حتى اليوم.
5- لعنة الرؤساء الأمريكيين
لعنة تيبيكانوي، أو لعنة تيكومسيه، هي تفسير واسع الانتشار لسبب وفاة كل رئيس أمريكي ينتخب (أو يُعاد انتخابه) في الفترة من 1840 إلى 1960.
وتقول الشائعات إن زعيم الأمريكيين الأصليين تيكومسيه أطلق اللعنة عندما هزمت قوات ويليام هنري هاريسون قواته في معركة تيبيكانوي.
- تم انتخاب وليام هنري هاريسون رئيساً عام 1840، ثم أصيب بنزلة برد أثناء تنصيبه، والتي سرعان ما تحولت إلى التهاب رئوي توفي على إثره في 4 أبريل/نيسان عام 1841، بعد شهر واحد فقط في المنصب.
- تم انتخاب إبراهام لنكولن رئيساً عام 1860، وأعيد انتخابه بعد 4 سنوات. قُتل لينكولن في 14 أبريل/نيسان 1865 وتوفي في اليوم التالي.
- انتخب جيمس جارفيلد رئيساً عام 1880، والذي أُطلقت عليه النار في يوليو/تموز عام 1881، وتوفي بعدها بعدة أشهر بسبب المضاعفات.
- انتخب ويليام ماكينلي رئيساً عام 1896، وأعيد انتخابه في عام 1900. ثم في 6 سبتمبر/أيلول 1901 أطلق عليه النار، فمات بعدها بـ8 أيام.
- بعد 3 سنوات من انتخاب وارن جي هاردينغ رئيساً عام 1920، توفي فجأة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- انتخب فرانكلين روزفلت رئيساً عام 1932، وأعيد انتخابه في أعوام 1936 و1940 و1944. على الرغم من أن صحته لم تكن جيدة، إلا أنه توفي فجأة عام 1945 بسبب نزيف دماغي أو سكتة دماغية.
- انتخب جون كينيدي رئيساً عام 1960، واغتيل في دالاس بعد ذلك بثلاث سنوات فقط.
- انتخب رونالد ريغان رئيساً عام 1980، وعلى الرغم من إطلاق النار عليه عام 1981، إلا أنه نجا. ويقول البعض إن هذا الحادث كسر اللعنة.
- بعدها جاء جورج دبليو بوش رئيساً عام 2000، وهرب من اللعنة واستمر في الخدمة لولاية ثانية في منصبه.