حرية – (7/3/2023)
وصل وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إلى العراق، الثلاثاء، في زيارة غير معلنة قال مسؤول إنها تهدف إلى إظهار التزام واشنطن بـ”الحفاظ على وجودها” في البلد العربي.
وكتب أوستن في تغريدة “هبطنا في بغداد”، مضيفاً “أنا هنا لإعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق فيما نمضي قدماً نحو عراقٍ أكثر أمناً واستقراراً وسيادةً”.
وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع للصحفيين مشترطا عدم الكشف عن اسمه “ما سيسمعه (العراقيون) منه هو تعهد بالحفاظ على وجود قواتنا، لكن الأمر لا يتعلق فقط بالأداة العسكرية. الولايات المتحدة مهتمة بقدر كبير بشراكة استراتيجية مع حكومة العراق”، بحسب وكالة رويترز.
وما زالت قوات أميركية تتمركز في العراق في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وعلى الرغم من هزيمة التنظيم في العراق في العام 2017، إلا أن المتطرفين لا يزالون يتبنون هجمات دموية متفرقة من وقت لآخر في البلاد، ولا يزال التحالف الدولي يسعى إلى درء قدرتهم على الصعود مجدداً.
وأواخر العام 2021، أعلن العراق “انتهاء المهمة القتالية” للتحالف الدولي، والإبقاء فقط على قوات أجنبية تقوم بدور استشاري وتدريبي.
وتأتي زيارة أوستن في إطار جولة إقليمية باشرها في الأردن حيث التقى الملك عبدالله الثاني.
“أمن العراق” وملف المخدرات
ناقش لويد وملك الأردن وفق بيان للبنتاغون “سلسلة من المخاوف المشتركة، لا سيما الوضع الأمني في العراق المجاور، والتدفق غير القانوني للمخدرات في المنطقة”، وهو ملف يثير كذلك قلق العراق الذي بات ممراً لتهريب حبوب الكبتاغون ومادة الكريستال.
وفي حين يملك العراق موارد نفطية هائلة، لكنه لا يزال يعاني من تهالك في بنيته التحتية ومن فساد مزمن.
كذلك، تعاني البلاد من حالة عدم استقرار سياسي مزمنة، فرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، الذي سمته كتل سياسية لها علاقات قوية مع إيران وتملك الغالبية في البرلمان، وصل إلى السلطة أواخر العام 2022 بعد مفاوضات مطوّلة وأكثر من عام على الانتخابات التشريعية في أكتوبر 2021.
ويطالب السياسيون المقربون من إيران، لا سيما الكتل الممثلة لفصائل الحشد الشعبي، مراراً برحيل كل القوات الأميركية من العراق، ومع ذلك، فإن هذا الخطاب تراجع مؤخراً منذ وصول السوداني إلى السلطة.
وتجري السفيرة الأميركية في العراق، ألينا رومانوفسكي، لقاءات كثيرة مع مسؤولين عراقيين، ورحّبت هذا الأسبوع بـ”العلاقة القوية” بين واشنطن وبغداد.
وتشهد بغداد في الأسابيع الأخيرة حركةً دبلوماسية واسعة مع استقبال المسؤولين العراقيين توالياً وزراء خارجية السعودية وإيران وروسيا، ثمّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مطلع مارس.
ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة حينها بدور العراق “المحوري” في “الاستقرار الإقليمي”، و”التزام الحكومة تحقيق تقدّم في الحوار والدبلوماسية”.
وتتوسط بغداد في مفاوضات غير مسبوقة بين إيران والسعودية، الخصمان الإقليميان، ولكن بعد عدة لقاءات مثمرة لا تزال المحادثات بين الطرفين متعثرة حتى الآن.