حرية – (11/3/2023)
في بيان صادر عن إيران والسعودية والصين، أعلنت طهران والرياض الاتفاق على “استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران”.
وجاء في البيان الذي تم التصول إليه أن الاتفاق تضمن “تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
البيان جاء تتويجاً لمحادثات جرت في بكين واستمرت أربعة أيام من السادس إلى العاشر من مارس/آذار ولم يكشف عنها. ومن المقرر أن يلتقي وزيرا الخارجية لكلا البلدين لتنفيذ هذا القرار وإجراء التمهيدات اللازمة لتبادل السفراء.
“العالم لا يقتصر على قضية أوكرانيا”
من جانبه، قال كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي إن المحادثات الناجحة بين إيران والسعودية في بكين نصر للحوار والسلام، وذلك بعدما قادت الصين تحولاً دبلوماسياً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط.
يأتي الاتفاق بعد قطيعة دبلوماسية استمرت سبع سنوات، هددت الاستقرار والأمن في منطقة الخليج وساعدت في تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط من اليمن إلى سوريا.
ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في اختتام الحوار بين السعودية وإيران “هذا نصر للحوار، ونصر للسلام، ويقدم أنباء طيبة عظيمة في وقت يشهد فيه العالم كثيرا من الاضطرابات”.
واتفاق اليوم التاريخي نصر دبلوماسي للصين في منطقة تهيمن على سياستها الولايات المتحدة. ويأتي ذلك أيضا في وقت تدعو فيه الصين إلى الحوار بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا وسط اتهامات من الغرب بأن بكين لم تفعل ما يكفي بشأن هذه القضية.
وقال وانغ “بصفتها وسيطا يتمتع بحسن النية وموثوقا به، أدت الصين واجبها بكل أمانة باعتبارها الدولة المضيفة”. وذكر أن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم وستظهر تحليها “بالمسؤولية” بصفتها دولة كبرى. وأضاف “العالم لا يقتصر فقط على قضية أوكرانيا”.
ترحيب سعودي وإيراني
قال مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد بن محمد العيبان “يأتي ترحيب قيادة المملكة بمبادرة فخامة الرئيس شي جين بينغ انطلاقاً من نهج المملكة الثابت والمستمر منذ تأسيسها في التمسك بمبادئ حسن الجوار والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وانتهاج مبدأ الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات “.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: “السياسة مع دول الجوار، كونها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية، تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح والجهاز الدبلوماسي يعمل بنشاط للتحضير لمزيد من الخطوات على الصعيد الإقليمي”.
واشنطن: الضغوط جاءت بإيران لطاولة المفاوضات
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي اليوم إن السعودية أبقت واشنطن على اطلاع بشأن محادثاتها مع إيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية لكن الولايات المتحدة لم تشارك فيها بصورة مباشرة.
وقال كيربي إن خارطة الطريق التي أُعلنت اليوم كانت فيما يبدو نتيجة لعدة جولات من المحادثات التي عُقد بعضها في بغداد وسلطنة عمان، موضحاً أن الولايات المتحدة أيدت هذه العملية باعتبار أنها تسعى لإنهاء الحرب في اليمن وما وصفه بالعدوان الإيراني.
وأضاف “السعوديون أبقونا بالفعل على اطلاع بشأن هذه المحادثات التي كانوا يجرونها، تماماً مثلما نبلغهم بأنشطتنا، لكننا لم نشارك بصورة مباشرة”.
وعبر عن اعتقاد البيت الأبيض بأن الضغط الداخلي والخارجي، الذي تضمن ردعا سعوديا فعالا لهجمات إيران ووكلائها، أتى بإيران في نهاية الأمر إلى طاولة المفاوضات. وقال “ندعم أي جهود من شأنها تخفيف حدة التوترات هناك وفي المنطقة. نعتقد أن هذا في مصلحتنا، وهو شيء عملنا عليه من خلال مزيجنا الفعال من الردع والدبلوماسية”.
انتقاد إسرائيلي
من جانبه، نقل باراك رافيد مراسل الشؤون السياسية لموقع “والا” العبري عبر تغريدة على حسابه بموقع تويتر أن مسؤول إسرائيلي كبير قال في إيجاز مع المراسلين الذين سافروا مع رئيس الوزراء نتنياهو إلى روما إن الاتفاق بين السعودية وإيران هو نتيجة ضعف الولايات المتحدة والغرب والحكومة الإسرائيلية السابقة تجاه إيران.
مصر تتابع باهتمام
أعلنت مصر اليوم أنها “تتابع باهتمام الاتفاق” الذي تم الإعلان عنه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.
وأعربت مصر عبر بيان أصدرته وزارة الخارجية “عن تطلعها لأن يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي، وتطلعات شعوب المنطقة في الرخاء والتنمية والاستقرار”.
عُمان والإمارات وقطر: خطوة لدعم استقرار المنطقة
قال وزير خارجية عمان بدر البوسعيدي إن بلاده ترحب “بنتائج المحادثات التي استضافتها الصين بين الأشقاء في السعودية وإيران واتفاقهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية وتفعيل التعاون الأمني والاقتصادي والثقافي. نؤمن بأن هذه الخطوة ستعزز الأمن والاستقرار في المنطقة وتعمل على توطيد العلاقات بين الدول والشعوب”.
فيما كتب المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش على تويتر “نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمن الدور الصيني في هذا الشأن. الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة نحو ترسيخ مفاهيم حسن الجوار والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أكثر استقرارا للجميع”.
وفي قطر، أجرى رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية، اتصالين بنظيريه الإيراني والسعودي للترحيب بالاتفاق.
حزب الله: “تحول جيد”
قال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية إن استئناف العلاقات بين إيران، التي تدعم جماعته، والسعودية “تحول جيد”.
وقال نصر الله في كلمة بثها التلفزيون “هذا تحول جيد… ولا يكون على حساب شعوب المنطقة بل لمصلحة شعوب المنطقة وثقتنا مطلقة أن هذا لا يكون على حسابنا”.
وحذر نصر الله من أن النتائج الكاملة لهذه الخطوة ما زالت غير معروفة لكنه قال “نحن سعداء”. وأضاف “تطور مهم بالتأكيد إذا مشي بمساره الطبيعي، هذا طبعا ممكن يفتح آفاق بكل المنطقة ومن جملتها في لبنان”.