حرية – (12/3/2023)
“معجزة تحققت” هكذا وصفت حالة توأم ولدا في مستشفى في كندا، ودخلا موسوعة الأرقام القياسية “غينيس”، باعتبارهما الأخف وزنا والأقل عمرا عند الولادة.
وأوردت شبكة “سي أن أن” أن الأبوين شاكينا راجيندرام (35 عاما) وكيفين ناداراجاه (37 عاماه) أبلغهما الأطباء أن التوأم المنتظر لن يتمكنا من البقاء على قيد الحياة بعد الولادة، بعد أن كان لزاما أن تلد بينما لم يمض على حملها سوى 21 أسبوعا و 5 أيام فقط، أي قبل موعد الولادة بنحو أربعة أشهر.
وللحصول على فرصة ولو ضئية، كان يجب إبقاء التوأم في الرحم لمدة يوم ونصف على الأقل.
وتقول المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) إن الولادة قبل الأوان تزيد من مخاطر الوفاة أو الإعاقة الخطيرة، وقد يعاني الأطفال المولودين قبل الأسبوع 37 من الحمل من مشكلات في التنفس والجهاز الهضمي ونزيف في المخ، فضلا عن مشاكل في النمو.
وتزداد المشكلات بشكل خاص للأطفال المولودين قبل الأسبوع السادس والعشرين من الحمل ويقل وزنهم عن 700 غرام.
ووجدت دراسة أن الأطفال المولودين في عمر 22 أسبوعا، الذين يتلقون علاجا طبيا لديهم معدلات بقاء تتراوح من 25 في المئة إلى 50 في المئة.
ويشير تقرير “سي أن أن” إلى أن الأبوين انتقلا إلى مستشفى ماونت سايناي المتخصص في تورنتو المتخصص في هذا النوع من الولادة، وكانت الأم عازمة على إبقاء حملها بضعة ساعات أخرى.
وبعد ساعة واحدة فقط من منتصف ليل 4 مارس 2022، في الأسبوع 22 من الحمل، ولدت “أديل” بوزن أقل من 330 غراما، ثم انضم إليها شقيقها أدرايل بعد 23 دقيقة بوزن أقل من 420 غرام.
لكنهما ولدا في الوقت المناسب تماما ليكونا مؤهلين لتلقي الرعاية والتغذية ودعم الأعضاء الحيوية، ولو كان قد ولدا قبل ذلك بساعة واحدة، ربما لم يتمكنا من البقاء على قيدة الحياة.
ووصفت الأم ما حدث بأنه “معجزة”.
وكانا الطفلان بحجم “كف اليد” ووزنهما مثل علبة صودا، ويمكن رؤية أعضائهما بسبب جلدهما الشفاف.
واستخدم الأطباء إبرة بحجم أقل من 2 مليمتر، أي بحجم إبرة حياكة رفيعة، لإمدادهما بالتغذية.
ودخل الاثنان موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتبارهما التوأم الأخف وزنا المولودين قبل الأوان.
وقال الدكتور براكش شاه، طبيب الأطفال العام في مستشفى ماونت سيناي: “في مرحلة ما، سألنا أنفسنا: “هل هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله ؟ “كان يعانيان من ألم شديد وكان جلدهما يتقشر.. .قد تكون هناك أشهر أو حتى سنوات من العلاج المؤلم والصعب، ومخاطر طويلة المدى مثل مشكلات نمو العضلات، والشلل الدماغي، وتأخر اللغة، والعمى، والصمم”.
لكن عزم الوالدين منحهما الأمل.
وقال الأبوان إن الطفلين “كان مقاتلين وقررنا منحهما فرصة في الحياة” رغم إدراكهما أنه سيتعين عليهما المرور بالألم واللحظات صعبة، حتى عندما يكونا بالغين”.
وبالفعل، خلال ستة أشهر في المستشفى بعد الولادة، كانت هناك انتكاسات ولحظات صعبة، حتى أنه طلب منهما أحيانا التوقف عن رعايتهما، لكن استمرت المعركة.
وبعد 161 يوما، خرجت “أديا من المستشفى، وعادت لمنزلها في 11 أغسطس ثم انضم شقيقها إليها بعد ستة أيام، دون الحاجة إلى جهاز للأكسجين أو أنابيب تغذية، بينما يستمران في إجراء فحوص متخصصة وأنواع مختلفة من العلاج عدة مرات في الشهر، لكنهما “سعيدان وبصحة جيدة”، وفق الأم.
قالت راجيندرام: “على عكس ما كان متوقعا منهما، فإنهما سعيدان ونشيطان ويتنفسان ويتغذيان بمفردهما، ويلعبان ويثرثران طوال الوقت، وينامان جيدا”.
ويأمل الأبوان أن تلهم قصتهما العائلات الأخرى والعاملين في مجال الصحة لإعادة تقييم مسألة جدوى الولادة قبل 22 أسبوعا من الحمل، حتى مع مخاطر الوفاة أو الإعاقة.