حرية – (15/3/2023)
تتمتع الطائرة المسيرة الأميركية المتطورة التي أسقطت فوق البحر الأسود بقدرات خارقة، ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا مطولا حول المسيرة التي ضربتها طائرة حربية روسية فوق البحر الأسود وأسقطتها، الثلاثاء.
وقال الجنرال جيمس بي هيكر، وهو مسؤول عسكري كبير يشرف على عمليات القوات الجوية في المنطقة، في بيان إن الطائرة كانت “تقوم بعمليات روتينية في المجال الجوي الدولي” عندما صدمتها طائرة روسية من طراز SU-27، ووصف ذلك بـ”التصرف غير الآمن وغير المهني من قبل الروس”.
وقالت الصحيفة إن الطائرة من نوع “ريبر” (MQ-9 Reaper)، وهي طائرة استطلاع مسيرة، تستخدمها القوات الجوية الأميركية لجمع المعلومات الاستخباراتية وإجراء مهام المراقبة والبحث والإنقاذ والضربات الدقيقة على أهداف عالية القيمة وحساسة.
ولفتت إلى أن هذه الطائرات “قامت بمهام فوق العراق وأفغانستان وسوريا ودول أخرى، ويتم تشغيلها عن بعد بواسطة فريقين من قاعدتين من أصل 20 قاعدة في 17 ولاية، أحدهما يقود المهمة ويتحكم في الطائرة المسيرة، بينما يشغل الآخر أجهزة الاستشعار ويوجه الأسلحة”.
ويمكن للطائرة حمل ثمانية صواريخ موجهة بالليزر و16 صاروخا من طراز Hellfire وما يصل إلى 1300 باوند (590 ليتر) من الوقود. وهذا يسمح لها بالتحليق في الهواء لمسافة 1150 ميلا (1850 كيلومتر) والطيران على ارتفاع يصل إلى 50000 قدم.
وتعاقدت القوات الجوية الأميركية مع شركة “جنرال أتوميكس” لصناعة أكثر من 360 ريبر منذ بدء البرنامج في عام 2007. وتبلغ تكلفة طائرة ريبر مسيرة حوالي 30 مليون دولار.
ويبلغ طول ريبر 36 قدما (11 مترا) ويبلغ طول جناحيها 66 قدما (20 مترا) وحمولتها 3750 باوند (1700 كيلوغرام)، وتحتوي على أجهزة استشعار وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وجهاز يعمل بالليزر لتحديد الأهداف.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إسقاط ريبر، التي تعتبر العمود الفقري لأسطول الاستطلاع الجوي للجيش الأميركي، قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين واشنطن وموسكو، حيث اتهم المسؤولون الأميركيون القوات الروسية المتورطة في الحادث بالتصرف بشكل خطير”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أميركيين قولهم إن “الطائرة كانت تحلق في مهمة استطلاع عندما اعترضتها طائرتان مقاتلتان روسيتان من طراز Su-27 على بعد 75 ميلا جنوب غرب شبه جزيرة القرم الأوكرانية، والتي تستخدمها روسيا كقاعدة لشن ضربات مدمرة”.
وقال مسؤول عسكري أميركي كبير إن الطائرة ريبر MQ-9 أقلعت من قاعدتها في رومانيا صباح الثلاثاء في مهمة استطلاع مقررة بانتظام، والتي تستغرق عادة حوالي تسع إلى 10 ساعات، ولفت إلى أن الطائرة غير مسلحة.
وأضاف المسؤول العسكري أن “الحادث أذهل المسؤولين العسكريين الأميركيين وهم يشاهدونه عبر فيديو من الطائرة المسيرة إلى مركز عمليات في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا”.
وقال ديفيد أ. ديبتولا، وهو جنرال متقاعد من سلاح الجو، إنه ما لم يكن لدى MQ-9 جهاز استشعار فريد “لن تكون هناك خسارة كبيرة إذا استولى عليها الروس”.
وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني للصحيفة: “لقد فقدت MQ-9s فوق اليمن وليبيا وأفغانستان وسوريا، وبالتأكيد تم استغلال أو مشاركة أجزاء منها”.
وذكرت نيويورك تايمز أنه “يمكن أن تصل سرعة الطائرة المسيرة ريبر إلى 275 ميلا (442 كيلومتر) في الساعة، وتم تصميمها لرحلات طويلة، مع بعض الطرز القادرة على الطيران لمدة تصل إلى 34 ساعة.
وأشارت إلى أنه “بينما يمكن لريبر إسقاط القنابل وإطلاق الصواريخ، إلا أن سرعتها البطيئة ونقص الأسلحة الدفاعية تجعل من السهل نسبيا إسقاطها”.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن الولايات المتحدة ستستدعي، بعد ظهر الثلاثاء، السفير الروسي في واشنطن بعد اصطدام مقاتلة روسية بمسيرة أميركية فوق البحر الأسود، فيما نفى الجيش الروسي حدوث ذلك.
وأبلغ برايس الصحفيين، في إفادة هاتفية، أن السفيرة الأميركية في موسكو نقلت رسالة قوية إلى وزارة الخارجية الروسية، وأن مسؤولين أميركيين أبلغوا الحلفاء والشركاء بالحادث.
ومن جانبه، نفى الجيش الروسي التسبب بإسقاط المسيرة الأميركية فوق البحر الأسود، إذ قالت وزارة الدفاع في بيان إن طائراتها المقاتلة لم تحتك بالمسيرة وإنها تحطمت بسبب “مناورة حادة”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن “المقاتلين الروس لم يستخدموا أسلحتهم على متن الطائرة ولم يحتكوا بالطائرة وعادوا بسلام إلى قواعدهم”.