حرية – (21/3/2023)
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي ستدعم تركيا بمليار يورو (1.07 مليار دولار) لإعادة الإعمار بعد زلزال الشهر الماضي المدمر.
كان زلزال السادس من فبراير (شباط) وتوابعه أسوأ كارثة طبيعية تتعرض لها تركيا في العصر الحديث، وأودى بحياة أكثر من 56 ألف شخص في كل من تركيا وسوريا المجاورة.
وقالت فون دير لاين، في مؤتمر يهدف إلى حشد الدعم للناجين، “الملايين مشردون حالياً ويعيشون في خيام مع استمرار الشتاء”.
وأضافت “يتعين إعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات وفقاً لأعلى معايير السلامة الخاصة بمواجهة الزلازل، يجب إعادة إصلاح شبكات المياه والصرف الصحي وغيرها من البنية التحتية الأساسية، تحتاج الخدمات العامة والشركات إلى رأس مال لتبدأ من جديد”.
وأشارت إلى أن المفوضية ستنفق 108 ملايين يورو أخرى على المساعدات الإنسانية والتعافي المبكر في سوريا، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي ورئيس النظام السوري بشار الأسد على خلفية الحرب التي اندلعت بالبلاد في 2011.
وقدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “إجمالي العبء المالي لكارثة الزلزال” في تركيا بنحو 103.6 مليار دولار، وقال إن ذلك يعادل ما يصل إلى تسعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع للبلاد في 2023.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة عبر الفيديو أمام المؤتمر المنعقد في بروكسل، إن خسائر الزلزال بلغت 104 مليارات دولار، مضيفاً أن تركيا ستعيد بناء 319 ألف منزل في العام الأول.
وأضاف أردوغان “ليس من الممكن لدولة واحدة أن تتصدى لأزمة بهذا الحجم بمفردها، لن ننسى أبداً التضامن الذي أظهره جميع أصدقائنا في هذه الأيام الصعبة”.
ولطالما اتهم الاتحاد الأوروبي أردوغان بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، كما أن العلاقات متوترة بسبب قمع أنقرة للمعارضة في أعقاب محاولة الانقلاب عام 2016، وأخيراً عرقلت تركيا محاولة السويد، العضو في الاتحاد الأوروبي، للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
لكن الاتحاد الأوروبي قال إنه حشد مساعدات فورية تقدر قيمتها بالملايين، وأرسل أكثر من 1500 من رجال الإنقاذ بعد الزلزال إلى تركيا التي تستضيف أيضاً ملايين من اللاجئين السوريين.
وقال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إن المؤتمر شارك به نحو 400 من الجهات الدولية الفاعلة ومن بينها دول ومنظمات إقليمية وجماعات غير حكومية، ولم يوجه الاتحاد دعوة للسلطات السورية أو السلطات الروسية المتحالفة معها.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات واسعة على دمشق، وقال إنه سيمول فقط المساعدات الإنسانية وجهود التعافي المبكر، لكن ليس جهود إعادة الإعمار الشاملة طالما لا يوجد حوار سياسي بين الأسد ومعارضيه.