حرية – (21/3/2023)
اختتمت المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ، أمس الإثنين، بعد أن استمرت نحو أربع ساعات ونصف الساعة، وستستأنف بشكل كامل، اليوم الثلاثاء، وفق ما ذكرت وكالات أنباء روسية.
وقالت وكالة “تاس” للأنباء إن “الزعيم الصيني غادر الكرملين”، ووصفت اجتماعهما بأنه كان غير رسمي.
وأفادت بأن بوتين رافق شي لتوديعه، مضيفة أنهما تجاذبا أطراف الحديث لفترة وجيزة في سيارة شي، ثم تصافحا. وقالت “تاس”، “اليوم الثلاثاء، سيجتمع الزعيمان مرة أخرى”.
مطاردة فوق البلطيق
في موازاة ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أطلقت مقاتلة روسية من طراز “سوخوي-35” فوق بحر البلطيق بعد رصد طائرتين استراتيجيتين أميركيتين تحلقان باتجاه الحدود الروسية، لكنهما غادرتا بعد ذلك.
وقالت الوزارة على “تيليغرام”، “في 20 مارس، رصدت أجهزة الرادار التابعة لقوات الدفاع الجوي للمنطقة العسكرية الغربية العاملة فوق بحر البلطيق هدفين جويين يحلقان باتجاه حدود دولة روسيا الاتحادية”.
وأضافت أن الهدفين هما طائرتان مقاتلتان استراتيجيتان تابعتان للقوات الجوية الأمريكية من طراز “بي 52 أتش”.
وذكرت أن طائرة مقاتلة من طراز “سوخوي-35” أقلعت بعد صدور أوامر لها لمنع أي اختراق للحدود. وزادت أنه “بعدما ابتعدت الطائرات العسكرية الأجنبية عن حدود دولة الاتحاد الروسي، عادت المقاتلة الروسية إلى قاعدتها الجوية”.
أوكرانيا: انفجار يدمر صواريخ “كروز” روسية
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن انفجاراً وقع في جانكوي بشمال شبه جزيرة القرم أدى لتدمير صواريخ “كروز” روسية يعتزم الأسطول الروسي في البحر الأسود استخدامها.
وقالت إدارة الاستخبارات الرئيسة بالوزارة في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الاثنين، “انفجار في مدينة جانكوي الواقعة شمال شبه جزيرة القرم المحتلة موقتاً دمر صواريخ (كروز) الروسية من طراز (كاليبر كي إن) أثناء نقلها عبر السكك الحديدية”.
وأضافت أن الصواريخ المصممة للإطلاق من سفن سطحية تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود، يبلغ مداها التشغيلي أكثر من 2500 كيلومتر على الأرض و375 كيلومتراً في البحر. ونقل عن إيهور إيفين حاكم جانكوي الذي عينته روسيا قوله إن المدينة تعرضت لهجوم بواسطة طائرات مسيرة، وإن رجلاً يبلغ من العمر 33 سنة أصيب بشظايا من مسيرة جرى إسقاطها، ونقل إلى المستشفى ومن المتوقع أن يبقى على قيد الحياة.
ونقلت وكالة “تاس” عن إيفين قوله في تصريحات لقناة “القرم-24” التلفزيونية إن النيران اشتعلت في منزل ومدرسة ومتجر للبقالة، كما تعرضت شبكة الكهرباء لأضرار.
مقترحات الصين للسلام
وكان بوتين قال لشي جينبينغ في اجتماع بثه التلفزيون في وقت سابق إنه نظر في مقترحات الصين في شأن كيفية حل الصراع في أوكرانيا، مضيفاً أنه ستتاح لهما الفرصة لمناقشة أفكار بكين.
وكان الرئيس الصيني قد أشاد بـ”العلاقات الوثيقة” بين موسكو وبكين، خلال اجتماع في وقت سابق الإثنين في موسكو مع نظيره الروسي.
وقال شي في مستهل الاجتماع “نحن شركاء في تعاون استراتيجي شامل، هذا الوضع يفرض وجود علاقات وثيقة بين بلدينا”، بحسب ترجمة لتصريحاته التي نقلها التلفزيون الروسي في بث مباشر.
الشعب سيدعمك
وقال جينبينغ لبوتين إنه مقتنع بأن الشعب الروسي سيدعمه في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في عام 2024.
وأضاف “أعلم أنه ستكون هناك انتخابات رئاسية أخرى في بلدكم العام المقبل، بفضل قيادتكم القوية، أحرزت روسيا تقدماً كبيراً في تحقيق ازدهار البلاد خلال السنوات الماضية، أنا واثق من أن الشعب الروسي سيدعمك بقوة في مساعيك الحميدة”.
ووصف الرئيس الصيني، الذي ترجمت كلماته إلى الروسية، بوتين بأنه “صديقه العزيز”، واستخدم بوتين المصطلح نفسه لضيفه.
لم يفصح بوتين، الذي وصل إلى السلطة في اليوم الأخير من عام 1999 عندما استقال بوريس يلتسن، عما إذا كان سيرشح نفسه في عام 2024.
خطة السلام الصينية
من جانبه أبدى بوتين انفتاح روسيا على مناقشة خطة السلام التي اقترحتها بكين لحل النزاع في أوكرانيا. وقال “نحن منفتحون دائماً على عملية تفاوض، سنناقش بلا شك كل هذه القضايا بما في ذلك مبادراتكم التي نتعامل معها باحترام”.
أكد بوتين لنظيره الصيني أن موسكو وبكين لديهما “عديد من المهمات والأهداف المشتركة”، بإيلاء بكين “اهتماماً كبيراً لتنمية العلاقات بين روسيا والصين”.
تأتي زيارة الدولة التي بدأها شي إلى روسيا الإثنين وتستمر ثلاثة أيام، بعد أكثر من عام بقليل من إطلاق الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي تسبب باضطرابات جيوسياسية واقتصادية.
على رغم علاقاتها المميزة مع موسكو في خضم التوتر مع الغرب، عرضت بكين التي تعتبر أن نفوذها الدبلوماسي يضاهي ثقلها الاقتصادي، وساطة واقترحت الشهر الماضي مبادرة لتسوية النزاع.
بالنسبة إلى بوتين، تمثل زيارة شي دعماً في ظل عزلته المتزايدة عن الغرب وإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه الأسبوع الماضي بتهمة ارتكاب “جرائم حرب”.
وقال الكرملين إن الاجتماع “غير الرسمي” سيعقبه عشاء قبل إجراء محادثات أكثر رسمية غداً الثلاثاء وتوقيع اتفاقات منتظرة لتعميق التعاون الروسي – الصيني.
تتحصن الصين بدورها في تسهيل استئناف العلاقات الدبلوماسية أخيراً بين السعودية وإيران، لتطرح نفسها في موقع الوسيط في النزاع في أوكرانيا داعية إلى مفاوضات سلام بين موسكو وكييف، لكن الغربيين يشكون في قدرتها على وقف الحرب.
أمل أميركي وترحيب أوكراني
ومع ذلك قالت لندن إنها “تأمل” أن يضغط شي على بوتين “لوضع حد للفظائع” في أوكرانيا.
وتتهم الولايات المتحدة الصين بالتفكير في إمداد روسيا بالأسلحة، وهو ما تنفيه بكين بشدة.
أما كييف التي رحبت بخطة السلام الصينية، فحضت شي على “استخدام نفوذه على موسكو لإنهاء حرب العدوان”.
وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن شي جينبينغ قد يجري كذلك محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد عودته للصين.
وتهدف القمة أيضاً إلى إظهار التفاهم بين روسيا والصين في وقت تشهد الدولتان توترات قوية مع الغرب، على رغم أن ميزان العلاقات يميل إلى بكين.
وفي مقالة نشرتها صحيفة “روسيسكايا غازيتا” الروسية، وصف الرئيس الصيني الزيارة بأنها “زيارة صداقة وتعاون وسلام”.
وفي مقالة نشرها في صحيفة صينية، أثنى بوتين على “عزم الصين على لعب دور بناء في تسوية” النزاع، معتبراً أن “العلاقات الروسية – الصينية بلغت ذروتها التاريخية”.
يمكن لبوتين الاعتماد مرة أخرى على الصين في ظل عزلته في أوروبا وصدور مذكرة توقيفه بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.
“تجنب التسييس”
في هذا السياق دعت وزارة الخارجية الصينية المحكمة الجنائية الدولية التي يقع مقرها الرئيس في لاهاي بهولندا، إلى تجنب أي “تسييس” واحترام حصانة رؤساء الدول.
وردت موسكو من جانبها بإعلانها فتح تحقيق جنائي بحق عدد من قضاة المحكمة الجنائية الدولية.
وتحدى بوتين الغرب في نهاية الأسبوع بزيارة مدينة ماريوبول الأوكرانية التي دمرها القصف الروسي.
توجه اقتصادي
إلى جانب الدعم الدبلوماسي أعادت روسيا توجيه اقتصادها بشكل كبير نحو الصين في مواجهة العقوبات الغربية المرتبطة بالنزاع في أوكرانيا، لذلك تكتسي زيارة شي أهمية اقتصادية أيضاً.
وزادت روسيا بشكل ملحوظ من صادرات المحروقات إلى آسيا وخصوصاً الصين للتعويض عن الحظر الأوروبي، ويجعلها ذلك تعتمد بشكل متزايد على بكين، وفق محللين.
ووفق الكرملين، سيوقع بوتين وشي اتفاقات عدة خصوصاً بشأن التعاون الاقتصادي الروسي – الصيني في أفق عام 2030.
ذخائر أوروبية لأوكرانيا
من ناحية أخرى وافق الاتحاد الأوروبي على تخصيص ملياري يورو لشراء وإرسال ذخائر لأوكرانيا، بحسب ما قالت مصادر دبلوماسية أوروبية عدة لوكالة الصحافة الفرنسية.
وخلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وافق التكتل على خطة عمل من ثلاث مراحل لتزويد القوات الأوكرانية بما لا يقل عن مليون قذيفة من عيار 155 ملم وتجديد المخزونات الاستراتيجية لدول الاتحاد الأوروبي، التي اقترب بعضها من النفاد، بحسب ممثلي خمسة وفود.
ورحب وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا، الذي شارك في الاجتماع عبر الفيديو، بالموافقة على الخطة، وكتب على “تويتر”، “مزيد من ذخائر المدفعية لأوكرانيا في أسرع وقت ممكن، كان ذلك الهدف الرئيس لمجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي “. ولفت إلى أن هذا الاتفاق “سيعزز قدرات أوكرانيا في ساحة المعركة”.
ويستجيب الاتحاد الأوروبي بذلك إلى نداء عاجل أطلقه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في التاسع من مارس (آذار) على ضوء نقص في الذخيرة يحد من قدرة عسكرييه على إطلاق النار.
وقال مسؤول أوروبي كبير “دخلنا مرحلة خطرة من الحرب، الروس لديهم أكثر من 300 ألف مقاتل يحتشدون لشن هجوم وعلينا مساعدة القوات الأوكرانية على المقاومة”.
مساعدة أميركية جديدة
وأعلنت الولايات المتحدة استعدادها لتقديم مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 350 مليون دولار تشمل ذخائر لراجمات صواريخ دقيقة من طراز “هايمارس”.
وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في بيان، إن “روسيا وحدها تستطيع إنهاء حربها اليوم، إلى حين قيامها بذلك، سنقف إلى جانب أوكرانيا طالما كان ذلك ضرورياً”.
“الوقت ينفد”
وسبق أن شدد مسؤول الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أن “الوقت ينفد”، مشيراً إلى ضرورة “تقديم مزيد من ذخيرة المدفعية ويجب أن نقوم بذلك بشكل أسرع”.
وطلب من الدول الأعضاء تخصيص ملياري يورو رصدت في ديسمبر (كانون الأول) لتجديد الصندوق الأوروبي للسلام، وهي هيئة مشتركة بين الحكومات تستخدم منذ بدء الحرب لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، لشراء الذخائر.
وأوضح أنه سيتم استخدام مليار يورو لتعويض الدول الأعضاء عن الذخائر التي اقتطعتها من مخزونها، بسعر يتراوح بين ألف و1300 يورو للقذيفة، علماً بأن سعر القذيفة حالياً يبلغ أربعة آلاف يورو والأسعار ترتفع.
وقال ممثل دولة عضو إن “الأوكرانيين يريدون ذخائر لمدفعيتهم وصواريخ للمضادات الجوية وسيقدمها لهم الاتحاد الأوروبي، موضحاً أن الاتفاق ينص على تقديم هذه الذخائر في 31 مايو.
وأضاف المسؤول الأوروبي الكبير أن وضع المخزونات هو سر عسكري “لكننا نعتقد أنه لا يزال هناك ذخيرة ونسعى إلى تشجيع تسليمها”.
سيتم استخدام مليار ثان في عمليات الشراء المشتركة للذخائر من عيار 155 ملم المخصصة لأوكرانيا. والعقود مرتقبة في سبتمبر (أيلول) بهدف خفض مدة التزويد والتسليم إلى ما بين ستة وثمانية أشهر.
الشق الثالث من خطة بوريل يهدف إلى زيادة قدرات إنتاج شركات التسليح الـ12 لدى الاتحاد الأوروبي “من أجل تجديد مخزونات دول الاتحاد الأوروبي ومواصلة إمداد القوات الأوكرانية”.
أوضح دبلوماسي أن “هذه الحرب ستستمر وأن احتياجات القوات الأوكرانية كبيرة جداً”، قائلاً إن “الاتحاد الأوروبي يجب أن يعيد التسلح”.
وأكد دبلوماسي أن “تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة من عيار 155 ملم، على الأقل هدف يتم تقاسمه بشكل واسع”.
وقال ممثل دولة عضو في الاتحاد إن “عمليات التزويد من المخزون والإمدادات تجري بشكل مستمر”. وأقر مكتب بوريل “لا نعرف كل ما تفعله جميع الدول ولا يطلب جميعها استرداد الأموال”.
تقدر المساعدة العسكرية الأوروبية لأوكرانيا بنحو 12 مليار يورو بينها 3.6 مليار عبر الصندوق الأوروبي للسلام الذي يمول ما نسبته 63 في المئة من المساهمات الآتية من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
وأوضح مسؤول في هذا البرنامج أن الأوروبيين سيكونون قد دربوا 15 ألف عسكري أوكراني “بحلول نهاية أبريل (نيسان)”.
ومن المحسوم التوصل إلى اتفاق مبدئي لرصد تمويل جديد بقيمة 3.5 مليار يورو للصندوق، “والمحادثات يمكن أن تطلق اعتباراً من هذا الأسبوع” كما قال دبلوماسي أوروبي.
إصرار أوكراني
في السياق، أكد مسؤول أوكراني كبير، أن أوكرانيا تصر على “انسحاب” القوات الروسية من أراضيها، وذلك قبيل وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو، وكتب الأمين العام لمجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف على “تويتر”، “صيغة لنجاح تطبيق خطة السلام الصينية، البند الأول والأساسي هو استسلام أو انسحاب قوات الاحتلال الروسية من الأراضي الأوكرانية”.
وتترقب أوكرانيا بقلق زيارة الرئيس الصيني إلى الكرملين هذا الأسبوع خشية أن تقرر بكين، الحليفة الاستراتيجية لروسيا، في نهاية المطاف تسليم أسلحة لموسكو، بالتالي التأثير في نتيجة الحرب.
دور محايد
وتلعب بكين دوراً محايداً، إذ لم تدن الهجوم الروسي ولم تدعمه علناً، وإذا كانت الصين تصر على احترام مبدأ وحدة أراضي أوكرانيا فهي قدمت أيضاً دعماً دبلوماسياً فعلياً لموسكو منذ بدء هجومها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ويأمل الأوكرانيون أن يسهم ضغط حلفائهم الغربيين على السلطات الصينية، في الحفاظ على هذا التوازن الهش.
وقال سيرغي سولودكي نائب مدير مركز التحليل الأوكراني “نيو يوروب” إن “توقعات أوكرانيا هي بالحد الأدنى: ألا تتدهور الأمور”. والموضوع حساس لدرجة أن السلطات الأوكرانية لا ترغب في التعليق علناً على هذه الزيارة المرتقبة من الإثنين إلى الأربعاء والتي سيلتقي فيها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ مرتين في الأقل.
وقال مسؤول أوكراني كبير رافضاً الكشف عن اسمه إن “أوكرانيا ستتابع عن كثب هذه الزيارة”. وأضاف “بالنسبة إلينا، من المهم أن تحافظ الصين على سياستها القائمة على الاحترام الثابت لوحدة أراضي دول أخرى”، بعد أن أعلنت موسكو ضم خمس مناطق أوكرانية.
في موازاة ذلك، اتهمت الولايات المتحدة بكين، في فبراير، بأنها تدرس مسألة تسليم أسلحة لروسيا في وقت يواجه فيه هجومها على أوكرانيا مأزقاً. وقال وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لتلفزيون “سي بي أس”، “نحن مقتنعون بأن القيادة الصينية تعتزم أن تقدم معدات فتاكة” لروسيا، وبحسب معلومات صحافية، فإن هذه المعدات تشمل ذخائر وطائرات من دون طيار.
وقال مسؤول أوكراني كبير آخر رافضاً الكشف عن اسمه في مطلع مارس (آذار) “إذا بدأوا بتقديم الأسلحة، فستكون هذه مشكلة خطرة بالنسبة لنا”.
من جهته، قلل الأمين العام لمجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف من احتمال إرسال مثل هذه الشحنات. وقال في مقابلة نشرت الجمعة “الصين لن تكون متواطئة مع روسيا”.
ساحة القتال
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الولايات المتحدة هي من يورد الأسلحة إلى ساحة القتال في أوكرانيا، وليست الصين، وأدلى وانغ وين بين المتحدث باسم الوزارة بهذه التصريحات في إفادة صحافية رداً على سؤال في شأن حديث مصادر أميركية عن إطلاق روسيا ذخيرة صينية في أوكرانيا.
“ازدواجية المعايير”
كما دعت الصين المحكمة الجنائية الدولية إلى تفادي “ازدواجية المعايير” بعد إصدارها مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية جرائم حرب. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية للصحافيين قبل ساعات من بدء الرئيس شي جينبينغ زيارة دولة لروسيا “على المحكمة الجنائية الدولية اعتماد موقف موضوعي وغير منحاز واحترام حصانة رؤساء الدول أمام القضاء، وتفادي التسييس وازدواجية المعايير”.
عواقب وخيمة
وفي سياق متصل، قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف إن قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي ستكون له عواقب وخيمة على القانون الدولي. وكتب ميدفيديف في منشور على “تيليغرام” “قرروا محاكمة رئيس… قوة نووية لا تشارك في المحكمة الجنائية الدولية مثل الولايات المتحدة ودول أخرى”. أضاف “ستكون العواقب على القانون الدولي وخيمة”.
وسط هذه الأجواء، أشاد شي جينبينغ وفلاديمير بوتين بمتانة شراكتهما قبل ساعات من وصول الرئيس الصيني إلى موسكو لعقد قمة مع نظيره الروسي، والزيارة هي أول زيارة دولة يقوم بها شي لروسيا التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية واقتصادية مهمة مع الصين، منذ نحو أربع سنوات.