حرية – (21/3/2023)
دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من تصريحات وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش مفادها أنه “لا يوجد تاريخ أو ثقافة فلسطينية ولا شيء اسمه الشعب الفلسطيني”.
وقال بوريل للصحافيين في بروكسل إن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي “لا يمكن التغاضي عنها بالتأكيد”. وأضاف “أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من هذه التعليقات والبدء في العمل مع جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر”.
وتابع “يجب أن أستنكر هذه التعليقات غير المقبولة للوزير سموطريتش. إنه لمن الخطأ، إنه عدم احترام، إنه أمر خطير، وإنه غير مجد قول مثل هذه الأشياء في وضع متوتر بالفعل”.
الأردن يستدعي السفير
في سياق متصل، استدعت وزارة الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي لدى عمّان، مساء الإثنين، إثر استخدام وزير المالية الإسرائيلي خريطة لإسرائيل تضم حدود الأردن و”الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأبلغته بأن ذلك يمثل تصرفاً عنصرياً متطرفاً وخرقاً للأعراف الدولية ومعاهدة السلام”.د
في المقابل، سارعت الخارجية الإسرائيلية إلى التأكيد على التزامها “باتفاقية السلام مع الأردن منذ عام 1994”. وأضافت “لم يطرأ أي تغيير على موقف دولة إسرائيل الذي يعترف بوحدة أراضي المملكة الهاشمية”.
تصريحات تحريضية
كما استنكر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الإثنين تصريحات سموطريتش حول عدم وجود شعب فلسطيني، ووصفها بأنها “تحريضية” ودليل “قاطع على الفكر الصهيوني العنصري المتطرف”.
وقال اشتية “هذه التصريحات التحريضية منسجمة مع المقولات الصهيونية الأولى: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وأن الأراضي الفلسطينية متنازع عليها، وأنها أرض الميعاد… ادعاءات واهية ووهمية”.
وكان سموطريتش صرح في باريس أمس الأحد خلال إحياء ذكرى وفاة الناشط الفرنسي الإسرائيلي المقرب من اليمين الإسرائيلي جاك كوبفر، “لا يوجد فلسطينيون لأنه لا يوجد شعب فلسطيني”، وفق ما جاء في مقطع مصور جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف سموطريتش الذي أثار قبل نحو ثلاثة أسابيع ضجة وإدانة دولية إثر تصريح له بضرورة “محو” بلدة حوارة الفلسطينية، “بعد 2000 عام في المنفى يعود شعب إسرائيل إلى ديارهم”.
وتابع “هناك عرب حولهم لا يحبون ذلك… اخترعوا شعباً وهمياً ويدعون حقوقاً وهمية في أرض إسرائيل فقط لمحاربة الحركة الصهيونية”. وأضاف “هذه هي الحقيقة التاريخية، هذه هي الحقيقة التوراتية… التي يجب أن يسمعها العرب في إسرائيل وكذلك بعض اليهود المشككين في إسرائيل، هذه الحقيقة يجب أن تسمع هنا في قصر الإليزيه، وفي البيت الأبيض في واشنطن، والجميع بحاجة إلى سماع هذه الحقيقة، لأنها الحقيقة”.
وأدلى سموطريتش بتصريحاته في وقت تجري في منتجع شرم الشيخ المصري محادثات لإعادة الهدوء بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
دولة استعمارية
ورأى اشتية أن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي التي تنم “عن عنجهية القوة والغطرسة، لا تهز انتماءنا لأرضنا ولتاريخنا”.
وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني أن إسرائيل “دولة استعمارية أنشأها المستعمرون والمستوطنون وتوسعت مثل أي استعمار استيطاني عبر التاريخ”.
وكان سموطريتش دعا الشهر الماضي، عبر حسابه على “تويتر”، إلى “محو” بلدة حوارة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، قبل أن يتراجع عن ذلك بعد تعرض منشوره لإدانة دولية واسعة.
وكانت البلدة مسرحاً لهجوم بإطلاق النار نفذه فلسطيني وأدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين.
وعلى الإثر هاجم عشرات المستوطنين بلدة حوارة، وأحرقوا عدداً من المنازل وعشرات المركبات.
نسخة “مختلفة” من العلم
ووقف سموطريتش أثناء إلقائه الكلمة إلى منصة مغطاة بما يبدو أنه نسخة مختلفة من العلم الإسرائيلي تظهر دولة إسرائيلية بحدود موسعة تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة والأردن.
وقال متحدث باسم سموطريتش، وهو رئيس أحد الأحزاب الدينية القومية في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليميني المتشدد، إن العلم وضع كزينة من قبل منظمي المؤتمر وإن الوزير كان ضيفاً.
وشهدت الضفة الغربية تصاعداً في المواجهات خلال العام الماضي، مع مداهمات عسكرية إسرائيلية شبه يومية وتصاعداً للعنف من قبل المستوطنين اليهود، وسلسلة هجمات شنها فلسطينيون.
وعلى مدار العام الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 250 فلسطينياً، من بينهم مسلحون ومدنيون، بينما قتل أكثر من 40 إسرائيلياً وأجنبياً في هجمات فلسطينية.
ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، وهي المناطق التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وتعثرت محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة منذ عام 2014، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل قوضت أملهم في إقامة دولة قابلة للحياة من خلال توسيع المستوطنات اليهودية على الأراضي المحتلة.