حرية – (22/3/2023)
ترتفع حالات الانتحار في العراق بشكل مستمر سنويا، ولا فرق بين الذكور وفي الاناث في هذا الامر لكن الطرق مختلفة.
“حاولتُ الانتحار بعد إجباري على الزواج من ابن عمي الذي أكرهه”، هكذا تروي فرح (اسم مستعار) محاولتها إنهاء حياتها عبر تناولها كميات كبيرة من حبوب معينة عندما كانت في ربيعها العشرين، إلا أن ما حصل لم يتجاوز رقودها بضعة أيام في المستشفى لتعود بعدها إلى البيت وما تزال مشكلتها قائمة.
وتعزو فرح بحديثها شريطة عدم الإفصاح عن هويتها، محاولة الانتحار إلى الضغوط النفسية التي تعرضت لها من عائلتها، وبينما تؤكد أن المشاكل والضغوطات العائلية تُجرّ الفتيات بشكل خاص إلى الانتحار، تُقرّ أن ردة فعلها كانت خاطئة.
وتوضح ناصحة الفتيات “الانتحار لا يحل المشكلة، بل كان الحل في حالتي هو لجوئي إلى كبير العائلة الذي كان كلامه مسموع ومؤثر، وهو ما انصح به الفتيات لإنهاء النزاع بطرق سلمية دون إنهاء حياة أحد”.
70 حالة انتحار شهرياً
وترتفع حالات الانتحار بشكل مستمر في كل عام، وخاصة في السنوات الأخيرة، حيث يُسجل في الشهر الواحد ما بين 55 إلى 65 حالة انتحار، وأحياناً تصل إلى 70 حالة، بحسب مدير الشرطة المجتمعية، العميد غالب العطية.
مبيناً أن “أعداد المنتحرين تتساوى بين الذكور والإناث تقريباً، لكن طرق الانتحار تختلف فيما بينهما”.
ويشرح العطية أن “الذكور عادة ما يلجأون إلى السلاح الناري للانتحار، أو القفز من مكان عالي، أما النساء فيلجأن عادة إلى الحرق أو تناول كميات كبيرة من المواد المخدرة أو الأدوية أو غيرها”.
لافتا إلى أن “أعمار المنتحرين تختلف فبعضهم شباب وآخرون كبار في السن”.
حالات الانتحار في العراق الأسباب الرئيسية
تعود أكثر أسباب الانتحار عند المراهقين والشباب إلى “قلّة الاهتمام بهم، وعدم وجود من يتحدثون معه من العائلة أو من يقدم النصح لهم، فضلا عن مشاكل عاطفية تتعرض لها بعض الفتيات في وقت لا تجد الحنان من عائلتها ما يسبب لهن ضغوطاً نفسية قد تنتهي بهم إلى الانتحار”، وفق الباحثة الاجتماعية، وردة الخطيب.
وتضيف الخطيب أنه “خلال عام 2022 فقط انتحر أكثر من 772 شخصاً، وهو ما يستدعي من الأهل مُصادقة الشباب ومراقبتهم، والاستماع لهم، حتى في المواضيع التي قد تبدو تافهة بنظرهم، لكي يشعر الشباب بأنهم ليسوا وحيدين، بالإضافة إلى محاولة حل مشاكلهم قبل أن تتفاقم وتؤدي بهم إلى الانتحار”.
المادة 480
تشير الخبيرة القانونية، حنين الطائي، إلى أن “القانون العراقي في الفقرة الثالثة من المادة 480 لا يعاقب على من شرع في الانتحار لعدم وجود جريمة، أي أن الشخص الذي أراد الانتحار ولم ينتحر أو فشل في المحاولة فلا عقاب عليه، لكن قانون العقوبات العراقي جرّم المُحرض على الانتحار وفق أحكام الفقرة الأولى من المادة أعلاه”.
وتوضح الطائي أن “الفقرة الأولى تنص على أن: يعاقب بالسجن بمدة لا تزيد عن 7 سنوات، كل من حرّض شخصاً أو ساعده بأي وسيلة على الانتحار، وكان الانتحار بناءً على ذلك، لكن تكون العقوبة الحبس أي أقل من 5 سنوات إذا لم يتم الانتحار ولكن شرع فيه، اي حرّضه ولم يتم الانتحار”.
وتبين الخبيرة القانونية، أن “الفقرة الثانية من المادة 480 نفسها تنص على، اذا كان المنتحر لم يُكمل سن الثامنة عشر من عمره، أو اذا كان ناقص الإدراك أو الإرادة، عُدّ ذلك ظرفاً مُشدداً ويُعاقب الجاني (المُحرّض) بعقوبة القتل العمد أو الشروع فيه”.