حرية – (25/3/2023)
تعمل شركات النفط والغاز العملاقة على تعزيز تواجدها بشمال أفريقيا عقب سنوات من ضعف الاستثمارات بالبنية التحتية الخاصة بالطاقة في المنطقة، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ومع نمو الطلب على منتجات الطاقة في أوروبا بعد التخلي عن روسيا التي كانت موردا رئيسيا للطاقة لدول القارة بسبب غزو أوكرانيا، يراهن المسؤولون التنفيذيون في صناعة النفط والغاز على العمليات التجارية أصعب الأماكن لممارسة الأعمال التجارية في العالم
وفي الأشهر الأخيرة، زار مسؤولون أوروبيون المنطقة للمساعدة في دفع المحادثات بشأن صفقات التوريد المحتملة.
وقال جيف بورتر، رئيس شركة “نورث أفريكا ريسك كونسولتينغ”، المتخصصة في تقديم استشارات للمخاطر السياسية والأمنية والمعلومات التجارية في شمال أفريقيا، “كانت شمال أفريقيا بطيئة في تطوير إمكاناتها بسبب المخاطر السياسية، سواء المتعلقة بانعدام الأمن أو البيروقراطية”.
وتخطط شركة “إيني” الإيطالية لاستثمارات تهدف إلى استبدال ما يقرب من نصف الغاز الذي كانت تستورده من روسيا بإمدادات من الجزائر، طبقا للصحيفة الأميركية.
وأبرمت شركة “هاليبرتون وهانيويل إنترناشونال” صفقات بقيمة 1.4 مليار دولار لتطوير حقل نفط ومصفاة مع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية معروفة بأفريقيا، وفقا لرئيس المؤسسة الليبية، فرحات بن غداره.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” ذكرت الشهر الماضي، أن شركة “شيفرون” تتطلع أيضا لإبرام صفقة للتنقيب عن الطاقة في الجزائر. وفي يناير، أعلنت شركة النفط الأميركية الكبرى عن اكتشاف كبير للغاز الطبيعي في مصر.
ويقول المسؤولون التنفيذيون في قطاع النفط الغربي إنهم يرون مناخا سياسيا أكثر استقرارا في شمال أفريقيا، لا سيما في دول مثل ليبيا حيث هدأ القتال بين الميليشيات المحلية المسلحة خلال العامين الماضيين بعد ما يقرب من عقد من الحرب الأهلية.
وانسحبت عدد من الشركات الأميركية من المنطقة نظرا للمخاطر السياسية الكبيرة هناك، حيث حولت تلك الشركات تركيزها إلى إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة.
وتقول شركات الطاقة إن قرب المنطقة من أوروبا واحتياطياتها الهائلة، تجعل ممارسة الأعمال التجارية هناك تستحق المخاطرة.
في الوقت نفسه، كانت الشركات المملوكة للدول بمنطقة شمال أفريقيا حريصة على إبرام الصفقات؛ لأنها ترى فرصة لسد الفجوة التي خلفتها روسيا والاستفادة من ارتفاع أسعار منتجات الطاقة العالمية.
وقال بن غداره، رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، “أعتقد أننا يمكن أن نكون بديلا جيدا للغاز الروسي لأوروبا”.
وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، أصبح أوروبا تكافح لإيجاد إمدادات بديلة من منتجات الطاقة لدول القارة التي كانت تعتمد بشكل كبير على موسكو، خاصة فيما يتعلق بالغاز الطبيعي.
ومن المزمع أن توقع المؤسسة الليبية المملوكة للدولة قريبا اتفاقية بقيمة مليار دولار مع “هاليبرتون” تسمح للشركة الأمريكية بإعادة بناء حقل الظهرة النفطي، وفقا لبن غداره.
وقال بن غداره إن حقل النفط في وسط ليبيا دمره مسلحو تنظيم داعش في عام 2015 وتديره الآن “كونوكو فيليبس” و”توتال إينرجي”، ستكون واحدة من أكبر الصفقات لشركة خدمات النفط الأميركية العملاقة التي أبرمت بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات الأخيرة.
ولم تستجب شركات “هاليبرتون” و”توتال” لطلبات صحيفة “وول ستريت جورنال” للتعليق، فيما امتنعت “كونوكو فيليبس” عن التعليق.
ومن المقرر أن تكشف المؤسسة الوطنية للنفط الليبية وشركة “هانيويل” عن عقد يتعلق ببناء مصفاة في جنوب ليبيا، حسبما قال بن غداره ومتحدث باسم الشركة الأميركية.
وقال المتحدث إن الصفقة الأولية، التي من المتوقع الإعلان عنها نهاية هذا الأسبوع، تتعلق بتصميم المصفاة على أن يتبعها اتفاقا بقيمة 400 مليون دولار لبناء المنشأة بأكملها.