حرية – (25/3/2023)
تحت عنوان “1923 – 2023: إليزابيث ملكة بلچيكا في مصر”، يستضيف قصر البارون بالقاهرة معرضاً لصور فوتوغرافية خاصة برحلات الملكة خلال زيارتها المتعددة لمصر مطلع القرن الـ20، حيث عرفت بكونها مغرمة بالمصريات.
افتتحت المعرض الملكة ماتيلدا ملكة بلجيكا، والأميرة إليزابيث دوقة مقاطعة برابانت “Brabant” ببلجيكا خلال زيارتهما لمصر، أخيراً، بمناسبة مئوية زيارة الملكة إليزابيث وابنها ولي العهد الأمير ليوبولد إلى مصر لحضور الافتتاح الرسمي لمقبرة الملك الذهبي توت عنخ آمون في فبراير (شباط) 1923.
الملكة إليزابيث وابنها ولي العهد الأمير ليوبولد عند مقبرة توت عنخ أمون عام 1923
يقام المعرض تحت رعاية القصر الملكي البلجيكي، وسفارة بلجيكا في القاهرة، وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية، كتأكيد على عمق العلاقات المصرية- البلجيكية الممتدة، واحتفاء بالصداقة بين البلدين.
ولع بمصر
يضم المعرض مجموعة من الصور النادرة للملكة إليزابيث، من بينها مجموعة صور تجمع بينها وهوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون التي جاءت الملكة خصيصاً لزيارتها بعد اكتشافها، ومجموعات متنوعة من الصور للملكة في مواقع أثرية مختلفة تظهر شغفها الكبير بالحضارة المصرية القديمة.
عن المعرض تقول بسمة سليم مديرة قصر البارون لـ”اندبندنت عربية”، إن المعرض يحتوي على مجموعة كبيرة من الصور النادرة التي توثق زيارات الملكة إليزابيث المتكررة للبلاد، فقد كانت مغرمة بمصر وآثارها، شديدة الحرص على زيارة المواقع الأثرية المختلفة في جميع المحافظات، كما يضم المعرض صوراً تجمع بين الملكة إليزابيث والملك فؤاد الأول أثناء زيارته لبلجيكا في إطار العلاقات بين البلدين.
الملكة إليزابيث على سقالة تتأمل النقوش الفرعونية على معبد هابو
وتضيف “الملكة إليزابيث قامت بزيارات متعددة لمصر، وكانت رحلتها الأولي وهي في عمر 15 سنة قبل أن تصبح ملكة، ثم عاودت الزيارة عام 1911، وجاءت زيارتها الأشهر عام 1923 عندما حرصت على القدوم للاطلاع على كنوز توت عنخ آمون أو الكشف الأثري الذي أبهر العالم كله آنذاك، وهي الزيارة التي أقيم هذا المعرض لتوثيقها بمناسبة مرور 100 سنة على ذلك الحدث”.
البارون يستضيف الملكة
قصر البارون بالقاهرة يعد نموذجاً على متانة العلاقات المصرية – البلجيكية الممتدة، فمع مطلع القرن الـ20 جاء إدوارد إمبان البلجيكي الأصل إلى مصر وقرر أن يشيد فيها قصراً لا مثيل له في منطقة خالية تقع على أطراف القاهرة آنذاك، وتميز هذا القصر عن جميع قصور القاهرة بطراز معماري لم تشهده البلاد من قبل، وقد بدأ البارون في مشروع بناء القصر عام 1907، وما زال حتى يومنا هذا مثاراً لإعجاب زائريه وكل من يمر من أمامه.
الملكة إليزابيث على شاطئ النيل في مصر
خضع القصر لعملية ترميم متكاملة بالتعاون بين مصر والجانب البلجيكي، وتمت إعادة افتتاحه رسمياً للجمهور في يونيو (حزيران) عام 2020، ليتحول إلى واحد من أجمل مزارات القاهرة ومنطقة هليوبوليس التي يقع بها، إضافة إلى استضافته كثيراً من الفعاليات الفنية والثقافية.
تشير مديرة القصر إلى أنه “أحد أشهر قصور القاهرة، ويعود إلى البارون البلجيكي الجنسية في الأساس، وهو اختيار ممتاز لإقامة المعرض، باعتباره يمثل شكلاً من أشكال العلاقة القوية بين البلدين، وهناك سبب آخر لاختيار القصر هو أن البارون إمبان نفسه اصطحب الملكة إليزابيث في أثناء إحدى زياراتها لمصر في جولة بمدينته الجديدة (هليوبوليس)، للتعرف عليها ومشاهدة الإنشاءات العظيمة التي قام بها في المنطقة التي كانت نائية إبان هذه الفترة، ويعود إليه فضل إنشائها لتتحول إلى جزء من مدينة القاهرة”.
وتضيف بسمة سليم “لاقت المنطقة الجديدة التي أنشأها البارون إعجاب الملكة إليزابيث، حتى إنها أقامت مرتين خلال رحلاتها المتعددة لمصر في فندق (هليوبوليس بالاس) الذي كان قد تم إنشاؤه حديثاً بالمدينة الجديدة ليصير من أجمل فنادق القاهرة”.
على خطى الملكة
خلال زيارتها لمصر، حرصت الملكة ماتيلدا على السير على خطى الملكة إليزابيث نفسها خلال زيارة الأخيرة لمصر عام 1923، حيث تضمن برنامج الزيارة والجديدة الأماكن التي زارتها الملكة إليزابيث عام 1923، إذ توجهت الملكة ماتيلدا إلى الأقصر وأسوان، وقامت بزيارة مقبرة توت عنخ أمون، وحرصت على التقاط بعض الصور التذكارية في ذات المواقع التي التقطت فيها بعض صور المعرض للملكة إليزابيث منذ 100 عام.
الملكة إليزابيث والملك إدوارد مع هوارد كارتر في الأقصر
تشير سليم إلى أن “الملكة إليزابيث كانت عاشقة للمصريات، ولم يقتصر اهتمامها على مجرد الزيارات والتوجه إلى المناطق الأثرية كل فترة، لكنها أسست في بلجيكا مؤسسة الملكة إليزابيث المعنية بدراسة المصريات والبرديات، وكان أحد ممولي هذه المؤسسة لدى إنشائها في بدايات القرن الـ20 الملك فؤاد ومن بعده خلفه الملك فاروق، مما يعكس اهتمامها الحقيقي بالحضارة المصرية وبعلم المصريات، ورغبتها في أن تكون هناك مؤسسة بلجيكية معنية بهذا الأمر بشكل علمي”.