حرية – (26/3/2023)
أعرب مسؤول في حركة طالبان التي تسيطر على مقاليد الحكم في أفغانستان عن “تفاؤله” بإمكانية إعادة فتح أبواب المدارس والجامعات أمام الفتيات، لافتا إلى أن ذلك سوف يحدث بمجرد الانتهاء من إعداد المناهج الدراسية الجديدة، وفقا لما ذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
وقال عزيز الله عمر، وهو أحد قادة حركة طالبان بولاية بارفان شمالي العاصمة كابل، في تصريحات لموقع محلي: “لا توجد مشكلة في عودتهن إلى الدراسة، ولكن هناك مشاكل في المناهج”.
وأضاف: “جرى تشكيل لجنة لإصلاح المناهج، وبعد مصادقة علماء الدين سوف تعود الفتيات إلى المدارس”.
ورغم ذلك، يُنظر إلى تصريحات ذلك القيادي بشيء من التشكك لأن حركة طالبان، وعقب استيلائها على السلطة في منتصف أغسطس من العام 2021 كانت قد تعهدت بتوفير التعليم للجميع، بما في ذلك الفتيات والنساء، ولكنها أخلفت وعودها لاحقا لتترك مئات آلاف التلاميذات والطالبات بدون أي وسيلة لتلقي العلم.
وفي وقت سابق من هذا العام، زعمت حركة طالبان أيضًا أن النساء والفتيات الأفغانيات لم يُمنعن بشكل دائم من الالتحاق بالمدارس والجامعات، إذ قال المتحدث باسم الحكومة المؤقتة، سهيل شاهين: “أود أن أوضح أنه ليس حظرًا دائم على تعليم المرأة، لقد جرى تأجيل الأمر إلى حين تهيئة بيئة مناسبة لتعليمهن”.
وكانت طالبان قد اتخذت العديد من القرارات التمييزية بحق النساء كعدم السماح لهن بالالتحاق بالجامعات الخاصة والعامة، ومنع الفتيات من الذهاب إلى المدارس الإعدادية والثانوية.
كما جرى إقصاء المرأة من معظم مجالات العمل وفرض عليها ارتداء ملابس بمواصفات معينة.
و مُنعت النساء أيضا من ارتياد المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية في كافة أنحاء البلاد.
وفي غضون ذلك، ذكرت تقارير خلال الأسبوع الماضي أن المدارس أعيد فتحها للعام الدراسي الجديد في البلاد، لكن مئات الآلاف من الفتيات المراهقات ما زلن ممنوعات من حضور الفصول الدراسية.
وأكد وزير التربية والتعليم حبيب الله آغا في بيان أن المدارس حتى الصف السادس الابتدائي “ستفتح حاليًا للفتيات”، مما يُبقي فعليًا على حظر المدارس الإعدادية والثانوية أمام الطالبات.
وفي السابق، ادعى قادة طالبان مرارًا وتكرارًا أنهم سيعيدون فتح المدارس الثانوية للفتيات بمجرد استيفاء “الشروط”، بما في ذلك إعادة صياغة المنهج “بما يتناسب مع الشريعة الإسلامية” من وجهة نظرهم.
وبرر مسؤولو طالبان الحظر المفروض على تعليم الفتيات بالقول إن هنالك افتقارًا إلى وجود “بيئة آمنة”.
وكانت الكثير من الطالبات قد طالبن حكومة طالبان بإعادة فتح أبواب المؤسسات التعليمية أمامهن.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن إحدى الطالبات دون ذكر اسمها قولها: “كنا نأمل في إعادة فتح المدارس في العام الدراسي الجديد.. لم يعد لدي أي أمل في الحياة”.
وقالت طالبة أخرى: “نطالب الإمارة الإسلامية بفتح أبواب المدارس لنا”.
تجدر الإشارة إلى أنه في العام الماضي، وصفت الأمم المتحدة استبعاد الفتيات من المؤسسات التعليمية بأنه “أمر مخز”.