حرية – (28/3/2023)
قال موقع Business Insider الأمريكي إن “ثقباً” ضخماً ظهر على سطح الشمس، وقد يرسل رياحاً شمسية بسرعة 1.8 مليون ميل في الساعة نحو الأرض، بحلول يوم الجمعة 31 مارس/آذار 2023.
يأتي هذا الثقب بعد اكتشاف ثقب إكليلي في الشمس، يعادل حجمه 30 ضعفاً لحجم الكرة الأرضية. وبينما بدأ “الثقب” الأول في الدوران بعيداً عنا، فقد ظهر ثقب إكيليلي ضخم جديد، يعادل حوالي 18 إلى 20 ضعفاً لمحيط الأرض.
وتبعث الثقوب التاجية رياحاً شمسية في الفضاء، يمكنها تدمير الأقمار الصناعية والتسبب في ظاهرة الشفق المذهلة إذا وصلت الأرض، فيما يقول الموقع الأمريكي إن العلماء لا يبدو أنهم قلقون بشأن الدمار الذي قد يلحقه هذا الثقب على وجه التحديد بالبنية التحتية، مع أنهم يقولون إنه قد يتسبب في حدوث ظواهر الشفق في بعض مناطق العالم.
ظاهرة الثقوب الإكليلية
وتعد الثقوب الإكليلية (التاجية) شائعة نسبياً، لكنها تظهر عادة بالقرب من أقطاب الشمس، حيث تُقذف رياحها في الفضاء، ولكن مع اقتراب الشمس من ذروة نشاط، وهو ما يحدث كل 11 سنة تقريباً، تزيد احتمالية ظهور هذه الثقوب بالقرب من خط الاستواء الشمسي، وذلك حسبما قال ماثيو أوينز، أستاذ علوم فيزياء الفضاء لدى جامعة ريدنغ.
وأوضح في حديثه مع موقع Business Insider: “كون هذا (الثقب) عند خط الاستواء يعني أننا نضمن بدرجة كبيرة أن نرى بعضاً من الرياح السريعة (القادمة) نحو الأرض، بعد يومين من دورانها بعد تجاوز خط الزوال المركزي”.
وقال دانيال فيرشارين، الأستاذ المساعد في علوم فيزياء المناخ والفضاء لدى كلية لندن الجامعية، إن الرياح الشمسية تهب بسرعة كبيرة جداً، قد تصل إلى أكثر من 800 كيلومتر في الثانية. يعادل هذا حوالي 1.8 مليون ميل في الساعة.
كما أضاف فيرشارين في حديثه مع موقع Business Insider: “إن شكل هذا الثقب الإكليلي ليس خاصاً، لكن موقعه يجعله مثيراً للاهتمام” وتابع قائلاً: “أتوقع أن تصل بعض من هذه الرياح السريعة من الثقب الإكليلي إلى الأرض، تقريباً بين مساء الجمعة 31 مارس/آذار والساعات الأولى من السبت القادم 1 أبريل/نيسان”.
ومن المعروف أن الشمس هي كرة من البلازما، تنتقل تلك البلازما من داخل الشمس إلى سطحها، وبينما يحدث هذا الانتقال تخلق الشمس مجالات مغناطيسية تمتد وتنحسر، وتتصادم وتندمج.
لكن الثقب الإكليلي يظهر حينما تنطلق هذه المجالات المغناطيسية إلى خارج الفضاء، وذلك وفقاً لوكالة ناسا. إذ يمهد ذلك الأمر الطريق أمام الرياح الشمسية– وهي عبارة عن قطع من البلازما مصدرها الشمس- للفرار في الفضاء بسرعات عالية.
هذه البقع تكون في العموم أبرد وأقل كثافة من البلازما الساخنة المتماوجة، وهو ما يشرح سبب ظهورها داكنة في صور الشمس.
إذا كانت هذه الخطوط المغناطيسية في مواجهة الأرض، فإن الرياح الشمسية سوف تصطدم بالغلاف الجوي لكوكبنا.
قال فيرشارين: “إذا كانت موجهة نحو الجنوب مباشرة، فهناك احتمالية أكبر بأن نشهد حدث طقس فضائي، لكننا لا نعرف ذلك بعد”.
عندما تتفاعل هذه الرياح مع غلافنا الجوي المشحون، يمكنها أن تتسبب في ظاهرة شفق أشد إشراقاً، ولكن لا تتوقعوا أن نشهدها في مناطق جنوبية مثل فلوريدا.
عندما أضاءت السماء في الأسبوع الماضي بسبب الشفق الباهر، الذي رُصد وصولاً إلى ولاية أريزونا في جنوب الولايات المتحدة، لم يكن هذا بسبب الثقب الإكليلي فحسب.
فقد صادف أن عديداً من الانبعاث الكتلية الإكليلية- وهي عبارة عن انفجارات هائلة من البلازما التي تنطلق في الفضاء- حدثت في نفس الوقت الذي يواجه فيه هذا الثقب كوكب الأرض، ما خلق عاصفة جيومغناطيسية، وهو السبب في أن الأثر كان قوياً جداً.
ويقول الخبراء إنه من غير المرجح أن نشهد هذا الوهج الشديد مرة أخرى في حالة هذا الثقب الإكليلي. صحيحٌ أنها أنباء ليست سارة بالنسبة لعشاق متابعة ظاهرة الشفق، لكنها سارة على الأرجح للدفاعات الكوكبية، لأن الرياح الجيومغناطيسية القوية تستطيع أن تدمر الأقمار الصناعية والبنية التحتية وإشارات الراديو.
قال أوينز: “أشك أن يسفر هذا عن إثارة كبيرة، إلا إذا صادفنا في نفس الوقت تقريباً انبعاثات كتلية إكليلية”، ومع ذلك يصعب دائماً التنبؤ بالطقس الفضائي تنبؤاً دقيقاً.