حرية – (28/3/2023)
سلط مقال تحليلي، الضوء على تداعیات قرار تحكیم باریس بشأن تصدير نفط إقليم كردستان إلى تركيا.
وقال رى مايكل نايتس، وهو متخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج، في مقاله الذي نقله “بي بي سي”، (28 آذار 2023)، إن “حكم المحكمة لصالح العراق سيوجّه ضربة قاسية إلى حلفاء الولايات المتحدة ومقتضيات السياسة على حدٍ سواء”.
ويمضي قائلاً إن “الحكم بالنسبة لتركيا من شأنه أن يمس بكبرياء الرئيس رجب طيب أردوغان في وقتٍ تنهار فيه الثقة الاقتصادية في بلاده”.
أما في إقليم كردستان العراق، فيتوقع نايتس أن “يفقد الأكراد وشركاؤهم التجاريون في قطاع النفط أي حافز إضافي يدفعهم إلى تصدير النفط الخام وسيكون أي تهديد يصدر عنهم بإيقاف الإنتاج مبرراً، وإذا أغلق كلا الطرفين خط أنابيب العراق-تركيا، سيخسر سوق النفط العالمي ما يقرب من نصف مليون برميل في غضون أسابيع”.
وبات إنتاج النفط في إقليم كردستان العراق، المتمتع بحكم شبه ذاتي، مهددا بعد أن أجبر توقف الصادرات من المنطقة الواقعة بشمال العراق الشركات العاملة هناك على ضخ الخام إلى منشآت التخزين ذات السعة المحدودة.
واضطر العراق لوقف نحو 450 ألف برميل يوميا من صادرات الخام من إقليم كردستان العراق يوم السبت عبر خط أنابيب تصدير يمتد من حقول النفط في كركوك بشمال البلاد إلى ميناء جيهان التركي.
وتُركت شركات النفط العاملة في المنطقة في حالة من عدم اليقين انتظارا لنتيجة المناقشات الجارية بين أنقرة وبغداد وحكومة إقليم كردستان لإيجاد طريقة لاستئناف الصادرات.
وأوقفت تركيا ضخ النفط الخام العراقي من خط الأنابيب (TADAWUL:2360) بعد فوز العراق بقضية تحكيم قال فيها إن تركيا انتهكت اتفاقا مشتركا بعد سماحها لحكومة إقليم كردستان بتصدير النفط إلى ميناء جيهان دون موافقة بغداد.
ودعمت تلك الأنباء أسعار الخام، إذ ارتفع برنت أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل يوم الاثنين.
وقالت فورزا بتروليوم (أوريكس بتروليوم سابقا) ومقرها كندا يوم الاثنين، إنها ستوقف الإنتاج من امتياز هولير البالغة طاقته 14500 برميل يوميا في إقليم كردستان، إذ اقتربت سعة التخزين من الامتلاء.
وقالت إتش.كيه.إن إنرجي التي مقرها دالاس، والتي تُشغل مجمع سرسنك، إنها ستغلق عملياتها “في غضون أسبوع إذا لم يتم التوصل إلى حل” مع اقتراب مرافق التخزين لديها من الامتلاء.
وأنتجت منطقة الامتياز 43038 برميلا في اليوم في الربع الأخير من العام الماضي.
وكتبت إتش.كيه.إن إلى ممثلين للولايات المتحدة العام الماضي للتحذير من أن وقف الصادرات عبر خط الأنابيب من شأنه أن يؤدي إلى انهيار اقتصاد إقليم كردستان.
وقالت شركة جلف كيستون بتروليوم، التي تشغل حقل شيخان بطاقة إنتاجية تبلغ 55 ألف برميل يوميا في إقليم كردستان العراق، في بيان يوم الاثنين إن “منشآتها لديها سعة تخزين تسمح بمواصلة الإنتاج بمعدل مخفض خلال الأيام المقبلة، وبعد ذلك ستوقف الشركة الإنتاج”.
كما قالت شركتا دي.إن.أو وجينيل إنرجي، اللتان تعملان أيضا في المنطقة، إنهما تقومان حاليا بتخزين النفط في مستودعات يمكنها أن تستوعب إنتاج عدة أيام.
وتملك الشركتان حصصا في حقلي طاوكي وبيشكابير، اللذين أنتجا 107 آلاف برميل يوميا من النفط العام الماضي.
وتمتلك جينيل أيضا حصصا في حقلي طق طق وسارتا، اللذين أنتجا 4500 برميل يوميا و4710 براميل يوميا على الترتيب العام الماضي، وفقا للنتائج السنوية للشركة.
فيما لم يتأثر الإنتاج في حقل خورمالة النفطي، الذي تديره مجموعة كار الكردية، ويبلغ حاليا حوالي 135 ألف برميل يوميا ويجري تخزينه، حسبما قال مصدر مطلع على عمليات الحقل لرويترز.
وقالت شاماران بتروليوم، وهي شركة أخرى عاملة في المنطقة، في بيان “ستبقى الشركة على اتصال وثيق مع منتجي النفط الآخرين في إقليم كردستان ومع المسؤولين الحكوميين المعنيين، وستواصل مراقبة هذا الوضع عن كثب”.