حرية – (28/3/2023)
تمكن الشاب علاء دلي من ذي قار من تحويل هوايته الى مشروع ناجح يرفد المحافظات العراقية والمحيط العربي ايضا بالنسخ المصغرة عن الآثار العراقية التي تعرض البعض منها الى التخريب والدمار كما حدث مع منارة الحدباء والثيران الاشورية المجنحة خلال حرب الموصل.
هواية ومشروع وفكرة
يروي الشاب العشريني علاء دلي كيف بدأت معه فكرة استثمار هوايته وتحويلها الى مشروع ناجح يوفر له العائد المادي المناسب حين اغلقت بوجهه فرص التوظيف الحكومية، وقال ” بداية المشروع الحقيقية كانت عام سنة 2020 لكن قبلها كنت استغلها كهواية فقط والتي بدأت معي في الأصل حين كنت بزيارة لاهوار الجبايش عام 2014 وجربت صناعة نسخ مصغرة من بيوت القصب والزوارق بإستخدام اعواد الخشب، بإحدى الزيارات تعرفت على عبد الأمير الحمداني (وزير الثقافة السابق) حينها راقه ما افعل واشترى بيتا مصغرا من القصب وزورق ومنها اتتني فكرة استثمار المهارة بمشروع، وأيضا كان التدمير الذي لحق بالاثار ومنها جامع النوري والمنارة الحدباء والثيران المجنحة في محافظة نينوى دافعا لتخليد هذه الأعمال ولو بنسخ مصغرة ولكي لاتنسى بمرور الزمن ولكي يستذكرها العراقيون والعالم وتبقى مخلّدة بين أيدينا”.
ويتسلسل عمل دلي من اعواد الخشب إلى منحوتات من الطين حتى عام 2019 ليبدأ العمل بمادة البورك بعد تطوعه داخل متحف الناصرية الحضاري والتي صنع في ورشات عمل داخله اكثر من 10 آلاف نسخة مصغرة.
ورشة بمواد مستوردة
لذلك في السنوات السابقة عملت متطوعاً لدى متحف الناصرية الحضاري وصنعت آلاف النسخ المصغرة وعشرات القوالب لتوزع مجاناً على زوار المتحف. بعدها طوّرت عملي وفتحت ورشة عمل سميتها ورشة الرافدين لصنع النسخ المصغرة من مواد المرامر الصناعية الكيميائية (الريزن والبولستر) وحتى المواد الإنشائية (البورگ والجبس). صنعت أكثر من ٨ آلاف نسخة لحد الآن وأطمح لصناعة نسخ مصغرة لكل معالم العراق التراثية والآثارية”.
ويكمل علاء “بدأت فكرة الورشة الخاصة يستهويني عام 2020 لذا تمكنت بمساعدة من ابي وخالي المحقق علي ستار دلي من انشاءها بمبلغ 800 الف دينار عراقي بـ6 قوالب فقط ومن مادة البورك والجبس، تمكنت بعدها من تطوير العمل لمواد مختلفة كالمرمر الصناعي ( الريزن – والبولستر) لأن جودتها أعلى بكثير من مادتي البورك والجبس إلا ان الكلفة اصبحت اعلى خاصة وان المرمر الصناعي لايتم تصنيعه داخل العراق على الرغم من أنها من المشتقات النفطية لذلك بدأت بإستيرادها من الصين او تركيا او السعودية وإيران”.
وتستغرق صناعة المجسمات من ساعة الى 21 ساعة اعتمادا على المواد المستخدمة وتمر صناعة النموذج الواحد بعدة مراحل بدءا بدمج المواد – الصب – التصلب – التنشيف – السنفرة والتعديل – ثم الصبغ.
الأكثر مبيعا
ويستخدم علاء دلي مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع المهتمين بمعروضاته فيما يوفر ايضا التوصيل للمحافظات العراقية والدول حيث أرسلت نسخه المصغرة الى امستردام وبرلين أيضا فيما تعد نسخة زقورة أور الأثرية ومسلة حمورابي والثور المجنح من المصنوعات الأكثر طلبا بين أوساط المهتمين.
القطاع الخاص أم العام
علاء دلي تابع ” اتجهت للقطاع الخاص ونفذت مشروعي لدعم مسيرة حياتي خاصة وأنا أرى الاعداد الهائلة للعاطلين عن العمل والذين ينتظرون فرص التوظيف على ملاكات الحكومة بالاضافة الا انني لم استطع وعائلتي الحصول على أية مخصصات مالية او قطعة أرض من الحكومة العراقية تكريما لمشاركة والدي بالقطاع العسكري منذ عام 2004 وحتى الان ومشاركته بمعارك التحرير في الموصل أيضا الامر الذي جعلني اتجه نحو بناء مستقبلي بيدي “.
وأضاف: “صراحة القطاع الخاص جيد لكن يحتاج الى اهتمام من الحكومة أيضاً يعني مثلا انا لا استطيع عرض مصنوعاتي في الاهوار او الزقورة الا بموافقات رسمية من الحكومة المحلية والتي لم اتمكن حتى الان من الحصول عليها لذا يجب على الجهات المعنية تسهيل الامور هذه دعما للمشاريع الصغيرة”.
ويحتاج القطاع الخاص الى تعديلات تنظم بقانون.. يقول الخبير في الشأن الاقتصادي دريد العنزي.