حرية – (29/3/2023)
بعيد الإعلان عن الاتفاق على استعادة العلاقات، بوساطة صينية، تحدث وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، مؤخرا، عن لقاء قريب يجمعه بنظيره السعودي فيصل بن فرحان، مضيفا أن طهران “اقترحت 3 أماكن لهذا الاجتماع المرتقب”.
ورغم أن الوزير الإيراني لم يحدد، آنذاك، هذه الأماكن المقترحة، إلا أن ثمة توقعات تتزايد حول الأمر، في ضوء وجود رغبة متداولة في البلدين بأن يتم عقد ذلك الاجتماع بالمنطقة وليس خارجها، مع عدم استبعاد إمكانية عقده بالسعودية، وهي أنباء تظل غير مؤكدة.
ووفقا لهذا الإطار، هناك خمس عواصم بالمنطقة مرشحة لاستضافة هذا الاجتماع في المقام الأول، نوردها فيما يلي:
أولا: العاصمة العراقية بغداد
فرص بغداد لاستضافة ذلك الاجتماع تظل قوية، قياسا إلى جهود العراق في رعاية مباحثات بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية، وهي المباحثات التي كانت تتم بتنسيق شخصي من رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، والذي كان يرتبط بعلاقات متميزة مع السعودية ومقبولة مع إيران وجيدة جدا مع الغرب، وهو ما أهله للعب دور الوساطة بفاعلية.
ويرى مراقبون أن منح بغداد فرصة هذا الاجتماع المهم قد يكون من باب التكريم لمساعيها في هذا الإطار.
ثانيا: العاصمة العمانية مسقط
لعبت سلطنة عمان أيضا دورا مهما في محاولة صناعة تقارب بين البلدين، منذ انقطاع العلاقات في 2016، وكانت محاولات السلطنة سابقة لمحاولات العراق، مستغلة أيضا علاقاتها المتميزة مع إيران والسعودية، وكونها أحد أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي.
ولمسقط أيضا دور مهم لعبته مؤخرا في الملف اليمني، وهو أحد الملفات الأكثر حساسية المرتبطة بالمحادثات السعودية الإيرانية، حيث تريد الرياض تهدئة هذه الجبهة.
وكانت أنباء غير رسمية أشارت إلى أن إيران تعهدت بوقف تسليح الحوثيين في اليمن، بعد الاتفاق مع السعودية برعاية صينية.
ثالثا: العاصمة القطرية الدوحة
لم تتوقف عجلة الدبلوماسية القطرية عن الدوران خلال السنوات الماضية، محاولة حلحلة الأزمة بين الرياض وطهران، وإن كانت تلك الجهود قد تأثرت سلبا إبان الأزمة الخليجية التي اندلعت في 2017 إثر حصار قطر ومقاطعتها من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
لكن بعد انتهاء الأزمة في شتاء 2021، استأنفت الدوحة مساعيها بقوة أكبر بين السعودية وإيران، وهي أيضا تتمتع بعلاقات متميزة معهما الآن.
رابعا: العاصمة الصينية بكين
ولا يستبعد مراقبون إمكانية وجود سيناريو رابع يتمثل في استضافة العاصمة الصينية بكين الاجتماع المرتقب، استكمالا لدور الصين في الصفقة، التي وصفت بالتاريخية، لكن هذا الاحتمال قد يكون مستبعدا، نظرا لوجود رغبة في إيران والسعودية إلى إعطاء دول أخرى بالمنطقة حقها في الظهور بتلك الصفقة بعد مشاركتها في مراحلها المختلفة.
الرياض قد تكون مفاجأة
ثمة وجهة نظر أخرى تشير إلى إمكانية أن يتم عقد الاجتماع المرتقب في السعودية، حيث يمكن لإيران تليين موقفها السابق الرافض للأمر، كبادرة حسن نية من طهران تجاه الرياض، على أن يرد وزير الخارجية السعودي الزيارة إلى طهران بعدها بفترة قليلة.