حرية – (29/3/2023)
أكد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن طهران تلقت مساء الأحد الماضي عبر وسطاء رسالة أميركية تطالب بالتوصل إلى تفاهم لوقف الاعتداء بين البلدين، خصوصاً في سورية، بعد الهجوم الذي تم بطائرة مسيرة وأدى إلى مقتل متعاقد أميركي في قاعدة شرق سورية، وما استتبعه من رد أميركي عنيف أسفر عن مقتل نحو 20 مقاتلاً متحالفين مع طهران ودمشق.
وأفاد المصدر لـ«الجريدة» الكويتية (29 آذار 2023)، بأن طهران وافقت فقط على وقف التصعيد، وأبلغت الوسطاء أنه لا يمكنها الالتزام باتفاق وقف الاعتداء، الذي يعني عملياً، بحسب الإيرانيين، أن تقوم طهران بضمان أمن القوات الأميركية سواء في سورية أو بالعراق، في وقت ترى إيران أنه لا يمكنها الوقوف بوجه الفصائل العراقية أو السورية التي «تقاوم الاحتلال الأميركي».
واتهم المصدر واشنطن بتدبير الاعتداء الذي جرى في وقت متأخر من ليل الخميس ـ الجمعة الماضي على قاعدة أميركية، مؤكداً أن إيران أو أياً من حلفائها لم يكونوا مسؤولين عن الهجوم. وعزا الخطوة الأميركية إلى سببين، الأول، أن واشنطن منزعجة من المصالحة بين سورية وتركيا من جهة، وبين إيران والسعودية من جهة أخرى، خصوصاً في ظل توجه عربي لإعادة مقعد سورية في الجامعة العربية إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
والسبب الثاني، وفق المصدر، صدور حكم دولي لمصلحة الحكومة العراقية يمنع تركيا من السماح لخط نفط كركوك – جيهان الذي ينقل نفط كردستان العراق، من العمل خارج إطار سلطة بغداد، وأن دمشق تنوي بتشجيع من طهران رفع دعاوى قضائية دولية مشابهة ضد الأميركيين واتهامهم بسرقة النفط السوري.