حرية – (3/4/2023)
يفصل المملكة المتحدة نحو شهر وبضعة أيام على حفل تتويج الملك تشارلز الثالث. ففي 6 أيار (مايو) المقبل، يتربع الملك على العرش الذي يتم ترميمه اليوم تحضيراً لليوم الكبير.
ذكر رئيس تحرير الموقع الخاص بأخبار العائلات الملكية نيكولاس فونتين، أن الكرسي – العرش المهيب مغطى بالعلامات والكتابة على أقسامه، والتي تركها بعض الزوار ممن تمكنوا من الاقتراب من العرش عندما عُرض للجمهور في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مع العلم أنه يُعرض من دون أي وجهة استعمال كما الحال الآن في كنيسة القديس جورج في وستمنستر مع توفير الحماية المطلوبة له.
ذكر فونتين أن هذا الكرسي يحتاج إلى ترميم بعد مرور 700 عام على وجوده كإحدى المحطات الرئيسية في تتويج ملوك إنكلترا منذ القرن الرابع عشر، مشيراً إلى أن “كرسي الملك إدوارد أو كرسي التتويج هو عرش من شجر البلوط، الذي استُخدم منذ عام 1399 لتتويج الملك هنري الرابع”.
وشدد على أن “معظم المؤرخين يتفقون على أنه استُخدم منذ عام 1308 لتتويج إدوارد الأول، ثم استُخدم لتتويج جميع ملوك إنكلترا، فملوك المملكة المتحدة، حتى تتويج الملكة إليزابيث الثانية، في عام 1953″، مشيراً إلى أن “الملكة فيكتوريا استخدمته خلال الخدمة الدينية، التي تم الاحتفال بها إحياءً لمناسبة اليوبيل الذهبي لتشلمها مهامها، وذلك في عام 1887”.
اللافت وفقاً للمصدر عينه أنه لطالما أحاط الكرسي حجر، وتم تكليف الكرسي بإحاطة حجر سكون، أو حجر القدر (Lia Fàil باللغة الغيلية)، والذي استُخدم منذ القرن التاسع لتتويج الملوك الإسكتلنديين.
عرض الدكتور جورج غروس من كلية كينغز كوليدج في لندن لأهمية العرش، الذي ليس له مجرد أثر تاريخي مهم، بل هناك هالة “روحية” حول الكرسي، موضحاً أنه يحمل “بقايا صوفية عميقة ينبعث منها شكل من أشكال النشاط الروحي”.
في الواقع، ارتبط الكرسي بهذا الحجر في أوقات عديدة، وتحديداً في القرن الرابع عشر، إلى أن تقرر فصلهما وإعادة هذا الحجر إلى اسكتلندا وتحديداً في عام 1996 ليعرض الآن للعامة في قلعة إدنبرة، على أن يتم “دمجه” مع الكرسي في حفل تتويج تشارلز الثالث في لندن.
ذكر موقع وستمنستر أبي، أن أبناء يعقوب، هم الذين نقلوا هذا الحجر إلى مصر. في وقت لاحق، تزوج جاثيلوس، سلف الإسكتلنديين، في مصر من سكوتا، ابنة الفرعون. عاش الملوك الإسكتلنديون في ذلك الوقت في مملكة دال ريادا ويفصل بينها البحر، والتي غطت غرب اسكتلندا وشمال شرق أيرلندا الشمالية، قبل غزو كاليدونيا بأكملها المعروفة اليوم باسكتلندا الحالية.
مهما تكن أصوله، فقد استُخدم الحجر لتتويج ملوك اسكتلندا منذ القرن التاسع، حيث وقفوا على الحجر خلال الحفل. ويُعتقد أيضاً أن الملك كينيث الأول كان أول من استخدم الحجر لتتويجه عام 847، وكان جون باليول ملك اسكتلندا آخر من وقف عليه مؤدياً اليمين في عام 1292.
جذب الحجر المذكور العديد من الطامعين، لا سيما الملك الإنكليزي إدوارد الأول في اسكتلندا، والذي استولى على الحجر الذي أعاده إلى إنكلترا وعهد به إلى رئيس دير وستمنستر.
بعد إحاطته بعرش خشبي، حاول الإسكتلنديون مراراً وتكراراً استعادته، كما كانت الحال مرة أخرى عندما سرقه القوميون الإسكتلنديون في كانون الأول (ديسمبر) 1950.
تميز الكرسي الخشبي بأنه مغطى بالذهب ومزين بزخارف الطيور وأوراق الشجر والحيوانات. تم رسم شخصية الملك التي قد تعود لإدوارد المعترف أو إدوارد الأول، الذي يريح قدميه على أسد، وهذا واضح على ظهر الكرسي.
غادر الكرسي الدير فقط خلال فترات محددة منها خلال الحرب العالمية الثانية، عندما حُفظ في كاتدرائية غلوستر.
سيتم تتويج الملك تشارلز الثالث بدوره على هذا الكرسي في 6 أيار (مايو) 2023 في حفل لن يفتقر إلى الأبهة، مدته هي أقصر من مراسيم والدته في عام 1953.
طلب الملك تشارلز الثالث تأليف 12 قطعة موسيقية جديدة أُعدت خصوصاً لهذه المناسبة، مع نشيد لأندرو لويد ويبر ومشاركة ضيوف عديدين كما هو معتاد مع وجود الملكة كاميلا أيضاً في اليوم نفسه إلى جانبه.