حرية – (3/4/2023)
ارتفعت أسعار النفط، الاثنين، مسجلة أكبر زيادة يومية منذ نحو عام، بينما تراجعت أسعار الذهب، بعد أن تسبب إعلان تحالف “أوبك+” المفاجئ بخفض الإنتاج بقدر أكبر في إرباك الأسواق.
وقفز خام برنت أربعة دولارات أو خمسة بالمئة إلى 83.89 دولار للبرميل بحلول الساعة 0627 بتوقيت جرينتش، بعد أن لامس أعلى مستوى في شهر عند 86.44 دولارا في وقت سابق من الجلسة.
كما قفز خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أربعة دولارات أو خمسة بالمئة إلى 79.39 دولارا للبرميل، بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى منذ أواخر يناير.
وقفزت أسعار النفط قرابة 6 بالمئة في التعاملات الآسيوية بعد الإعلان المفاجئ.
وأحدث تحالف “أوبك+” الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا هزة في الأسواق بإعلانه خفض أكبر للإنتاج بنحو 1.16 مليون برميل يوميا، الأحد، وفقا لـ”رويترز”.
ويتألف تحالف “أوبك +” من 13 دولة عضوا في منظمة البلدان المصدّرة للنفط (اوبك) و11 دولة من خارجها.
والأحد، قادت السعودية خفضا منسقا للإنتاج اليومي لدى عدد من كبرى الدول النفطية رغم ضغوط الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج، في خطوة اعتبرت “إجراءً احترازيا” لتحقيق “الاستقرار والتوازن” في أسواق الخام، وفقا لـ”فرانس برس”.
وقررت السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والجزائر بشكل منسق خفض إنتاجها اليومي بإجمالي أكثر من مليون برميل يوميا، بدءا من مايو المقبل حتى نهاية العام الجاري، في أكبر خفض للإنتاج منذ قرار منظمة الدول المصدّرة للنفط وشركائها “تحالف أوبك +” في أكتوبر 2022 بخفض مليوني برميل يومياً
وستخفض السعودية 500 ألف برميل يوميا والعراق 211 ألف برميل، والإمارات 144 ألف برميل، والكويت 128 ألف برميل والجزائر 48 ألف برميل وسلطنة عمان 48 ألف برميل، على ما أعلنت كل دولة.
وكان من المتوقع أن يبقي “تحالف أوبك+” على قراره السابق بخفض الإنتاج مليوني برميل يوميا حتى ديسمبر في اجتماعه الشهري، الاثنين.
ويرفع الإعلان الجديد إجمالي تخفيضات “أوبك+” للإنتاج إلى 3.66 مليون برميل يوميا، بما يعادل 3.7 بالمئة من الطلب العالمي، وفقا لحسابات “رويترز”.
أسعار الذهب تتراجع
على جانب آخر، تراجعت أسعار الذهب، الاثنين، بعد إعلان مفاجئ من “أوبك+” بخفض إنتاج النفط أثار مخاوف بشأن التضخم وزاد من الرهانات على رفع أسعار الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) المقبل في مايو.
وتراجعت “أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.8 بالمئة إلى 1951.37 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0401 بتوقيت جرينتش، وهو أدنى مستوى في أسبوع تقريبا.
كما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.9 بالمئة إلى 1968.20 دولار.
ومن شأن رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم زيادة تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائدا، وفقا لـ”رويترز”.
وتعليقا على ذلك، قال كبير محللي السوق لدى سيتي إندكس، مات سيمبسون، إن التراجع يأتي “مع تقييم المستثمرين لجاذبية الذهب باعتباره من أصول الملاذ الآمن مقابل احتمالية استمرار زيادة أسعار الفائدة لفترة أطول”، مضيفا “من الواضح أن كفة المخاوف من التضخم وارتفاع أسعار الفائدة رجحت”.
وارتفعت أسعار الذهب ثمانية بالمئة تقريبا في الربع الأخير بعد أن عززت الاضطرابات المصرفية العالمية في الآونة الأخيرة الرهانات على إبطاء الاحتياطي الاتحادي لوتيرة رفع أسعار الفائدة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 2.1 إلى 23.56 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين واحدا بالمئة إلى 981.89 دولار، والبلاديوم 0.7 بالمئة إلى 1449.94 دولار.
العرض يقابل الطلب؟
جاء الإعلان المفاجئ عن الخفض في إنتاج النفط، رغم دعوات الولايات المتحدة المتكررة لزيادة الإنتاج، خصوصا مع زيادة الاستهلاك وإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل في الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم، بعد الإغلاقات المرتبطة بجائحة كوفيد.
وأشار الخبير في مجال الطاقة المقيم في أبوظبي، إبراهيم الغيطاني، إلى أنّ التخفيضات الطوعية “تأتي بعدما وصلت أسعار خام برنت إلى أدنى مستوياتها في عامين في مارس الماضي، بسبب أزمة بعض المصارف الأميركية”.
وأفاد أنّ “انخفاض أسعار برنت عند أقل من 80 دولاراً هو مستوى غير مقبول لدى أعضاء أوبك بلاس”، لافتا الى أن “الدول المنتجة تتمسك بمستوى توازني يدعم موازناتها المالية الكبيرة في هذا العام، وخططها الاقتصادية المقبلة”، حسب “فرانس برس”.
وقال المحلل المتخصص بشؤون الخليج في نشرة “ميدل إيست إيكونوميك سيرفي”، يسار المالكي، إنّ “القرار لم يكن غير متوقع تماما بعد الانخفاض الأخير في أسعار (النفط)، ولكن كان له أيضًا وقع المفاجأة فيما يتعلق بحجم” الخفض المعلن.
مخاوف من تداعيات القرار
يأتي خفض إنتاج النفط، وهو الأكبر منذ ذروة جائحة كوفيد في عام 2020، رغم مخاوف من أنّه قد يؤدي إلى زيادة التضخم ودفع المصارف المركزية إلى رفع أسعار الفائدة أكثر، وفقا لـ”فرانس برس”.
ويعد تخفيض إنتاج النفط، “نذير سوء” محتمل للتضخم العالمي بعد أيام فقط من تباطؤ بيانات الأسعار الأميركية الذي عزز تفاؤل السوق، وفقا لـ”رويترز”.
وزاد إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة بشكل معتدل في فبراير شباط وأبدى علامات على التباطؤ على الرغم من بقائه مرتفعا.
وتتوقع الأسواق الآن بنسبة 57.9 بالمئة أن يرفع الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة ربع نقطة في مايو، مما أدى إلى ارتفاع الدولار وزاد من تكلفة الذهب المقوم بالعملة الأميركية على المشترين حاملي العملات الأخرى.
وأشارت إيه.إن.زد في مذكرة إلى أن “الطلب على الذهب كملاذ آمن تراجع مع انحسار الاضطرابات المصرفية الأميركية”.