حرية – (3/4/2023)
جبار المشهداني
اذا كانت السياسة في احد تعريفاتها هي فن الممكن فهل من الممكن أن يبادر المهندس محمد شياع السوداني بزيارة الى الحنانة ولقاء سماحة السيد مقتدى الصدر هي الممكن ؟ .
والإجابة عن هذا الحدث الافتراضي والذي يمكن أن يتحول إلى حدث حقيقي تستوجب استحضار عدد من الوقائع منها .
اولا أن تبادل الزيارات ودعوات الإفطار في شهر رمضان تقليد عراقي راسخ بين كل طبقات المجتمع العراقي .
ثانيا شهر رمضان الكريم هو فسحة زمنية لتقريب وجهات النظر والتصالح بين اي طرفين تشوب علاقتهما نوع من سوء الفهم او هي بحاجة إلى إعادة تصويب .
ثالثا وهذا هو الأهم في تقديري الوضع السياسي العراقي والأقليمي والدولي يفرض على جميع الأطراف الحريصة فعلا على سلامة وأمن الشعب العراقي ومستقبله وسط السيناريوهات المخيفة التي يتم الحديث عنها وما يتم التخطيط له يستوجب حوارا عميقا وصريحا بين اكبر قوتين رسميا وشعبيا هما الحكومة والتيار الصدري.
رابعا تتحاور كل الأطراف العراقية مع كل الضيوف العرب والاجانب ومع سفراء الدول ومع ممثلي الأمم المتحدة في العراق فما الذي يمنع لقاء الرئيس السوداني مع الزعيم الصدر وهما يحملان نفس الهم والحرص العراقي ؟ .
خامسا هل يمكن أن يسبب هذا اللقاء حرجا او استفزازا للأطراف المشتركة في الحكومة او لجمهور التيار الصدري؟.
نعم ربما ينزعج البعض وقد يعلن عن ذلك او قد يسكت مع غصة وامتقاع لأنه لا يريد اي تقارب او تفاهم او حتى مجرد لقاء على مائدة إفطار رمضاني بين السوداني والصدر لحسابات سياسية مستقبلية لكن مصلحة العراق ومستقبله اهم من حسابات البيوتات السياسية ومستقبلها.
سادسا هل يمكن أن تنزعج بعض الأطراف الإقليمية والدولية من هذا اللقاء؟.
اقول وبضرس قاطع أن اي ضعف في المشهد العراقي يعود بالنفع على كل من أعتاش على العراق واستثمر وحقق مكاسب على حسابنا ولذلك فإن مثل هذا اللقاء سيزعج حتما أطرافا ودولا عديدة ولست أعني هنا دولة واحدة بل أعني الكثير والكثير جدا بمختلف توجهاتهم.
ختاما ونحن نراقب ما يجري من حولنا من إعادة تموضع وإعادة النظر في قواعد الاشتباك علينا أن نفكر جديا في تقوية المشهد السياسي العراقي الداخلي وقد يفضي هذا اللقاء إلى خطوات لاحقة تحقق ما لا يتوقعه احد من دعوة إفطار قد تقتصر على تمر ولبن عراقيين دون الحاجة إلى مكملات غذائية مستوردة .
وأخيرا قد يسأل أحدكم هل هناك تسريبات او تحضيرات او معلومات عن مثل هكذا لقاء؟ .
الجواب هو لا .
إنما هي خاطرة جالت في نفسي وسؤال عجزت عن الاجابة عليه .
والسؤال كان لماذا لا يفطر السوداني في الحنانة؟