حرية – (5/4/2023)
وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن محافظة البصرة، جنوبي العراق، هي واحدة من أكثر مدن العالم تلوثا بالألغام، وفق أرقام جديدة أعلنها فرع المنظمة في البلاد.
وبحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية، فإن “معدل التلوث في البصرة يصل إلى 1200 كيلومتر مربع”، وتشمل الذخائر الخطرة الموجودة في المحافظة “الألغام الأرضية والذخائر العنقودية وغيرها من مخلفات الحرب”.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة في العراق، هبة عدنان، إن تاريخ معظم حقول الألغام المعروفة في البصرة يعود إلى حرب 1980-1988 مع إيران”.
لكن وفقا لعدنان فإن العراق تمكن من تطهير “أكثر من خمسين في المئة”، من الأراضي التي كانت ملوثة بالألغام، لكنها عادت وأكدت أن “معالجة مشكلة تلوث الأسلحة في العراق تتطلب موارد هائلة وجهوداً منسقة لجمع المعلومات عن التلوث وآثار الأسلحة المتفجرة وتعزيز إزالة الألغام وزيادة التوعية بالمخاطر، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للضحايا”.
مبينة، أن “المساحة المتبقية الملوثة بلغت 2600 كيلومتر مربع وهي قريبة من حجم 364 ألف ملعب كرة قدم”.
وأضافت أن “المحافظات التي شهدت دخول الإرهاب وحرب القضاء عليه ما بين أعوام 2014-2017 تعتبر من المناطق الملوثة بالأسلحة والمخلفات الحربية” مثل المدينة القديمة في الموصل وصلاح الدين وكركوك”.
وكشفت اللجنة عن هذه الأرقام بمناسبة حملة أطلقتها بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام الذي يوافق الرابع من أبريل في كل عام.
مشكلة الألغام معقدة في العراق
وتقول مجلة فورين بوليسي إن تطهير ما مساحته ملعب كرة قدم واحد تقريبا قد تستغرق أشهرا في العراق، خاصة في ظل الميزانيات الضعيفة المرصودة لرفع الألغام.
وتضيف أن القذائف غير المنفجرة وحقول الألغام من الحروب السابقة، جعلت العراق واحدا من أكثر بلدان العالم تناثرا في المتفجرات.
وتشبه انتشار حقول المتفجرات بأنها “مثل الرماد الناتج عن ثوران بركاني”، حيث “تتناثر المتفجرات في مساحات شاسعة من البلاد”.
ولا تكمن مشكلة استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان في قدرتها على قتل السكان وإصابتهم وتهجيرهم فحسب، بل إن تصميمها المرتجل واستخدامها غير الدقيق يعني فشل العديد منها في الانفجار عند الاصطدام. ويمكن أن يهدد هذا المدنيين بعد سنوات من انتهاء الصراع، وفقا للمجلة.
كما يعيق وجود المتفجرات التنمية الاقتصادية وعودة اللاجئين والوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الأساسية.
ويوجد أكثر من ربع التلوث بالذخائر المتفجرة في المناطق الزراعية، مما يمنع المزارعين من استخدام الأرض أو كسب لقمة العيش.
ويوجد 20 بالمئة منها قرب أو في البنية التحتية، مما يعبق جهود إعادة الإعمار ومحاولات تحريك الاقتصاد.
وتقول المجلة إن هذا يترك البلد معطلا، والناس غاضبة، “مما يخلق نقاط اشتعال لمزيد من القتال وربما زرع المزيد من الألغام مستقبلا”.
وتقول المجلة إن العدد الإجمالي لضحايا الألغام ليس واضحا، على الرغم من أن الباحثين قدروا عدد القتلى بأكثر من 10,000 حالة وفاة وحوالي 24,000 شخص أصيبوا على مدى العقدين الماضيين.