حرية – (12/4/2023)
🔷 أُعزي نفسي أولاً، وأعزيكم بذكرى فاجعة استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام). تلك الفاجعة التي ضربت قلب الإسلام والمسلمين، ومازالت حاضرةً في الوجدان.
🔷 كانت سيرة أمير المؤمنين (ع) حافلةً بالمُثُل والقيم التي كانت تشعُّ من تلك السيرة العطرة.
🔷 كان عليه السلام نعم الناصح لمن قبله من الخلفاء، حتى قال فيه الخليفة عمر بن الخطاب ( رض) (( يا أبا الحسن، لا أبقاني اللهُ لشدةٍ لستَ لها، ولا لبلدٍ لست فيه)).
🔷 كانت بين يديه خزائنُ المسلمين، وحين يوزعُ الأموال بين مستحقيها يصلي لله شكراً على أداء الأمانة، فهو الذي قال حين تولى أمر الأمة: ((أتيتكم بجلبابي هذا وثوبي. فإن خرجتُ بغيرهنَّ فأنا خائن))، ليضرب مثلاً عظيماً عن النزاهة والأمانة.
🔷كان عليه السلام شديد المراقبة للولاة الذين كانوا يعملون تحت إمرته. فلا تفضيل لبشرٍ على آخر بسبب الانتماء أو العرق أو القومية أو الدين، لأنهم إما اخوةٌ لنا في الدين، أو نظراءُ لنا في الخلق.
🔷 جعل عليه السلام، في عهده المشهور للأشتر معيار المقبولية والمشروعية للحاكم في أنْ ترضى عنه العامة من الناس التي تمثل الأغلبية، حتى وإن كلفهُ ذلك سخطَ الخاصة، لأن رضا العامة معيارُ نجاح أي حاكم وحكومة، وسخطُهم يؤدي إلى الإخفاق.
🔷 أصبحت حادثته المعروفة مع واليه على البصرة عثمانَ بن حنيف، درساً في عدم استغلال السلطة، والانتفاع منها. فكان عتابهُ له شديداً، وموجعاً لأنَّه استغل مكانته وسلطته.
🔷 عاش الجميع في دولته مطمئناً آمناً، حتى أنَّه لما أُصيب في ليلة جرحه جاؤوهُ بطبيب مسيحي ليعالجه.
🔷 جلس الإمام علي (ع) للتقاضي في حادثة الدرع المشهورة، احتراماً منه لقيمة القضاء. وهذا يدلُّ على فكرة فصل السلطات التي كان أول مؤسسٍ لها.
🔷 نسترشد اليوم من القيم والمواقف التي تركها لنا أميرُ المؤمنين (ع)، ونحن نتكلفُ بحمل أمانة إدارة الدولة وشؤون الناسِ فيها. لأنَّه وضع أساساً ومنهاجاً لإدارة الدولة، جعل في مقدمتها مكافحةَ الفساد والمحسوبية.
🔷 كان الفقراء واليتامى والأراملُ يعيشون في ضميرِ ووجدان وروح أمير المؤمنين (ع)، لهذا اختصهم بالرعاية؛ شعوراً بالمسؤولية تجاههم.
🔷 استند الإمام علي عليه السلام في الحكم، إلى الإصلاح والحكم الرشيد وتحقيق العدالة، وتلك نظرية في الإدارة علينا الاقتداءُ بها.
🔷 هذا كله كان حاضراً في منهاجنا الوزاري، فقد وضعنا أولوياتٍ لمحاربة الفساد والمحسوبية، ومحاربة الفقر، إلى جانب الإصلاحات لتحسين الإدارة، وبناء الدولة.
🔷 تعمل حكومتنا بجدٍّ لتمثيل تطلعات جميع العراقيين بلا تمييز أو تفرقة أو تفضيل.
🔷نسألُ اللهَ أن يجعلَنا من المقتدين بسيرة أمير المؤمنين (ع) في سلوكه الشخصي والإداري، حتى نكون فعلاً منتمين له بالقول والفعل والسلوك.