حرية – (13/4/2023)
يعتبر التصويت من الوسائل المتبعة من قبل العموم لاتخاذ قرار معين أو التعبير عن رأيهم، والذي يحدث عادة بعد نقاشات وحملات انتخابية، خلال التصويت يقوم الشخص باختيار مرشحه ووضع اسمه في صندوق الاقتراع.
هذا الصندوق لم يكن موجوداً منذ البداية، إذ لم يلقَ النور إلا خلال أواخر القرن الـ19 بمدينة بونتفراكت بانجلترا، بل كان التصويت علنياً، الشيء الذي كان يتسبب في عدة مشاكل وحزازات بين المرشح والمصوت على حد سواء.
صنع للحد من الرشوة والتزوير
يعتبر صندوق الاقتراع هو الصندوق الذي تجمع فيه أوراق الناخبين لفرزها فيما بعد، من أهم الشروط في هذا الصندوق أن يكون شفافاً لكي يرى ما بداخله ثم يوضع أمام الجميع، لا يفتح الصندوق إلا بعد انتهاء التصويت.
في يومنا الحالي أصبحت وسائل التصويت أكثر تطوراً، فإلى جوار الصناديق توجد إمكانية التصويت الإلكترونية، والتي تعتبر أكثر موثوقية وأمناً من سابقتها، لكن كيف كان التصويت قبل اختراع هذا الصندوق؟
قبل سنة 1872 كان يتعين على الرجال البالغين والمحظوظين الذي يتم اختيارهم من قبل الكنيسة فقط التصويت، لكن يشترط عليهم القيام بذلك علناً، إذ يقومون برفع أيديهم واختيار مرشحهم بصوت عالٍ أمام الجميع، أو وضع علامة على أوراقهم أمام الناس، فيما كان يتعين وجود متفرجين ووكلاء المرشحين.
ترك نظام التصويت العام هذا الناخبين عرضة للرشوة والترهيب، على سبيل المثال قد يتم إحضار الغوغاء إلى صناديق الاقتراع للتنمر على الناخبين. في المقابل، يمكن أن تكون الانتخابات بمثابة حزب، حيث “يكافئ” المرشحون ناخبيهم بكميات كبيرة من الأموال.
صندوق الاقتراع والمعارضة الأولية
حسب موقع “bbc” البريطاني قدم قانون الاقتراع سنة 1872 في إنجلترا صندوق الاقتراع باعتباره وسيلة آمنة للحد من الرشاوى والتزوير في الانتخابات، رغم معارضة العديد من الأشخاص، فيما اعتبروه أمراً “غير رجولي”؛ إذ اعتبروا أن التصويت العلني يبين الشجاعة.
كانت مدينة “بونتفراكت” أول مدينة تصوت على انفراد عندما تم تعيين النائب الليبرالي “هيو تشايلدرز” وزيراً جديداً، وكانت القواعد في ذلك الوقت تعني أنه يجب عليه الفوز بالانتخابات من أجل الخدمة كوزير.
كما هو الحال اليوم إلى حد كبير، تم تزويد الناخبين في انتخابات مدينة “بونتفراكت” الفرعية بأكشاك منفصلة، حيث يمكنهم وضع علامة على أوراقهم الخاصة ووضعها في صندوق الاقتراع، فيما تم صنع الصناديق خصيصاً لهذه المناسبة، وتم تمييزها بختم شمعي للتأكد من عدم تلاعب أحد بالأصوات.
لقيت الانتخابات سنة 1872 إقبالاً كبيراً من قبل المصوتين، لأنهم أصبحوا قادرين على اتخاذ قرارهم دون التعرض لمضايقات أو الخوف من التهديد في حال كان التصويت مضاداً لأحد الناخبين.
كان دعم الأحزاب مختلفاً بشكل كبير، ومع ذلك، عندما تم فرز الأصوات، وأعلنت النتائج في مجلس المدينة، تم انتخاب “هيو تشايلدرز” كما كان متوقعاً حينها.
مما لا يثير الدهشة، كان “تشايلدرز” من بين العديد من الأشخاص الذين أعجبوا بصناديق الاقتراع الجديدة، وكان محقاً في ذلك، فللمرة الأولى لم تكن هناك مزاعم بالرشوة أو الفساد ولا حتى هذا السلوك الجامح.
انتشرت صناديق الاقتراع في البداية بالمستعمرات البريطانية أواخر القرن الـ19، ثم أصبحت من أهم وسائل الاقتراع في الانتخابات الأمريكية، والدول الأوروبية التي بدورها نشرت صناديق الاقتراع في جميع مستعمراتها.
ومنذ ذلك الحين انتشرت صناديق الاقتراع في جميع أنحاء العالم، وأصبحت الوسيلة الآمنة لتحديد المرشح الأفضل دون معرفة أحد بالصوت الذي تقدم به الناخب.
أنواع الأنظمة الانتخابية
توجد العديد من الأنواع في الأنظمة الانتخابية، والتي تختلف فيما بينها في تحديد المرشح الفائز في الانتخابات:
- النظام التعددي: يسمح هذا النظام بفوز المرشحين الحاصلين على أكبر عدد من الأصوات، في حال كان التصويت لشغل مقعد واحد، فيطلق على هذا النظام اسم الفوز للأكثر أصواتاً، وهو ثاني أكثر النظم استخداماً في الانتخابات العامة للمجالس التشريعية الوطنية، حيث يطبق في 58 دولة حول العالم.
- نظام الأغلبية: يتطلب هذا النظام حصول المرشح على أغلبية الأصوات ليتم انتخابه، هناك شكلان رئيسيان لأنظمة الأغلبية، الأول يستخدم جولة واحدة من التصويت التراتبي، والآخر يتم بجولتين أو أكثر. كلا هذين الشكلين يُستخدم في الدوائر الانتخابية ذات المقعد الواحد.
- النظام النسبي: يعتبر هذا النظام هو الأكثر استخداماً في العالم؛ إذ يطبق في 80 دولة، يقوم الناخبون بالتصويت في اللوائح المقدمة من قبل الأحزاب، في هذا النظام لا يمكن للناخب اختيار المرشحين، لكن يصوت للحزب، الأمر الذي يؤثر على ترتيب المرشحين في تولي المقاعد.
النظام المختلط: هذا النظام يعتمد في 20 دولة، ويوجد به طريقتان لانتخاب أعضاء الهيئة التشريعية، الجزء الأول ينتخب بالأغلبية بمقعد واحد، فيما الجزء الآخر يتم انتخابه من خلال التمثيل النسبي.