حرية – (16/4/2023)
وثق مركز النخيل للحقوق والحريات الصحفية، يوم الأحد، في تقرير أصدره بمناسبة مرور 20 عاما على التغيير والغزو الأمريكي للعراق، مسيرة الحريات الصحفية والإعلامية وعمليات الاستهدافات والانتهاكات التي طالت الصحفيين خلال عقدين، فيما أشار الى أن الصحافة في العراق شهدت خلال السنوات الماضية أحلك أيامها بفعل عوامل سياسية وامنية واقتصادية.
وقال المركز في بيان ، إن “التحول السياسي في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 زاد من التوقعات بشأن تحول المشهد الإعلامي في العراق، إلى محطات تتناغم مع تطلعات المواطنين ومشاكلهم وتلعب دورًا إيجابيًا في حياتهم اليومية بعد عقود من سيطرة نظام صدام على الإعلام، لكن هذه الآمال لم تدم طويلاً حتى كُممت الأصوات وهيمنت الأحزاب السياسية على المنافذ الإعلامية”، مبينا أن “الصحافة في العراق واجهت خلال السنوات الماضية أحلك أيامها، مع تزايد الاعتداءات على الصحفيين، لا سيما أثناء الاضطرابات السياسية والأمنية”.
واشار المركز الى “مقتل 220 صحافيًا عراقيًا منذ الغزو الأمريكي للعراق حتى العام 2008، كما قتل 22 صحافيًا عربيًا وأجنبيًا”، موضحا أن “سنوات الاحتلال الأمريكي شهدت أيضًا اختطاف 64 صحفيًا ومساعدًا اعلاميًا قتل أغلبهم ومايزال 14 منهم في أعداد المغيبين”.
وتابع، أن “تكتيكات استهداف الصحافيين لم تنته عند هذا الحد فقد شهدت فترة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على عدد من المحافظات العراقية، مقتل أكثر من 37 صحافيًا وإعلاميًا عراقيًا وأجنبيًا، و اختطف ما يقارب 50 صحافيًا 10 منهم ما يزال مصيرهم مجهول حتى اللحظة”.
وبشأن الأزمة الاقتصادية، أوضح المركز أن “الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم ومنها العراق في عام 2015 وصولًا لعام 2019، بسبب تدني أسعار النفط العالمية، لم تكن بعيدة عن مأساة الصحافيين، إذ أوصدت قرابة 20 محطة تلفزيونية وإذاعة ووكالة أنباء وصحف أبوابها أمام الصحافيين دون سابق أنذار أو تعويضهم ماديًا ما تسبب بتسريح 720 صحافيًا وإعلاميًا، مع استمرار عمل بعض المحطات والوكالات المدعومة حكوميًا وسياسيًا”.
كما تطرق التقرير الموسع إلى احداث تظاهرات تشرين، فقد كشف عن “مقتل 3 صحافيين وتعرض 41 صحافيًا إلى جملة اعتداءات توزعت بين هجمات مسلحة وتهديد بالتصفية وإصابة بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، واعتداء بالضرب ومنع تغطية”.
ووثق المركز الأحداث التي رافقت الصحفيين خلال فترة تظاهرات تشرين، حيث “تعرضت 14 محطة إذاعية وتلفزيونية محلية وعربية إلى الاعتداء والتخريب والغلق ومصادرة المعدات، فضلًا عن اعتقال 8 صحافيين، فيما اضطر 27 صحافيًا من مدن جنوب ووسط البلاد الى الهروب باتجاه إقليم كوردستان الذي يمارس هو الأخر تضييقا كبيرا على الإعلاميين والصحافيين وهو ما دفع البعض للذهاب خارج العراق، كما عمدت السلطة خلال تظاهرات تشرين على حجب خدمات الانترنت في عموم مدن البلاد باستثناء إقليم كوردستان، وما تزال الدولة تحتفظ بالقدرة على إغلاق الاتصالات عبر الإنترنت في جميع أنحاء البلاد”.
وخلص التقرير الى أنه “في غضون 20 عامًا قتل نحو 500 صحفي في عموم مدن البلاد، كما احتل العراق في مؤشر حرية الصحافة لمنظمة مراسلون بلا حدود لسنة 2022، المرتبة 172 من أصل 180 دولة، متراجعًا من 163 دولة في إصدار 2021”.
وبين التقرير أنه “فيما يتعلق بحماية الصحافيين وتنظيم عمل (صاحبة الجلالة) شرع مجلس النواب قانون حقوق الصحفيين لسنة 2011 فقط، فيما عطلت الخلافات السياسية داخل البرلمان مشروع قانون حق الحصول على المعلومة”.