حرية – (25/4/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
نيران وقذائف ودمار وأجواء مشتعلة وانتظار للمجهول، هكذا كانت الحال في أوكرانيا العام الماضي، كما هي في جميع البلاد التي شهدت حروباً على مر السنوات، ففي النهاية تنتهي الحروب، يفوز من يفوز ويخسر من يخسر، وتمضي السنوات لتتحول إلى جزء من التاريخ، لكن يبقى التراث الإنساني الذي تتركه، ومن بينه الفنون المختلفة التي يبدعها الناس من وحي الحرب، شاهداً باقياً موثقاً لأوجاع البشر والبلاد.
معارك شتى شهدها العالم على مر التاريخ وثقت الفنون أحداثها بأشكال مختلفة، وفي العصر الحديث يمكن القول إن الحربين العالميتين خلال القرن العشرين، مثلما كان لهما أكبر الأثر في شكل وطبيعة الأوضاع السياسية في العالم، فإنهما تركا بصمة كبرى على الفنون التشكيلية بظهور عديد من المدارس الفنية خلال هذه الحقبة.
عند متابعة المشهد التشكيلي خلال عام الحرب في أوكرانيا فإن أعمال الفنانين تنوعت واختلفت وحمل بعضها رموزاً متعارفاً عليها مثل الدب الروسي الذي ظهر صريعاً في كثير من الأعمال كدلالة على الأمل في النصر المرتقب، وكذلك ظهر رئيسا الدولتين في بعض الأعمال، زيلينسكي مقاتلاً ومنتصراً، وبوتين وحشاً مغتصباً.
فن تحت القصف
كيف يمكن للفنان أن يبدع وينتج أعمالاً على وقع الحرب والقذائف والدمار؟ تقول الفنانة كسنيا دايتسوك “أثناء الحرب عملت على مجموعات عدة من اللوحات، أبرزها سلسلة أطلقت عليها (اليوميات)، وفي بداية الحرب عندما كان البقاء في كييف أمراً خطيراً، ذهبت أنا وأصدقائي إلى لفيف غرب أوكرانيا، كنت أحزم أمتعتنا بسرعة كبيرة، ولم يكن هناك مكان تقريباً للأشياء في السيارة، لذلك أخذت فقط دفتر رسم وعدداً قليلاً من أقلام الرصاص وألوان الغواش، في البداية لم أرسم على الإطلاق وقد بدا أن كل ما فعلته من قبل فقد معناه، لكن بمرور الوقت بدأت ببساطة في رسم مشاعري، والتجارب التي تسببها أحداث معينة كل يوم، في بعض الأحيان كانت صوراً ذاتية اهتممت فيها بمراقبة التغيير في حالتي الداخلية، وأحياناً كانت تكوينات رمزية”.
وتضيف “كثيراً ما اعتمدت في سلسلة اليوميات على أسلوب عصر النهضة، لكن مع استخدام البيئة المحيطة وأوضاع الأشخاص من الصور المأخوذة للأحداث في أوكرانيا، وهكذا فإنني أعطي للحظة المأسوية بعض الجدية والقيمة، فالحرب تخلق أشكالاً جديدة للعالم، فتصبح صور المدينة مختلفة، ومشاعر الناس أعمق، وسيمضي الوقت وتبقى هذه الحرب سطراً في كتب التاريخ، لكنني وقتها أريد أن يكون الناس قادرين على أن يجدوا في لوحاتي، ليس فقط حقيقة الحدث، بل والتجارب الحية للأشخاص الذين شهدوه”.
وتتابع دايتسوك “كان العام الماضي نقطة تحول لجميع الأوكرانيين وربما للعالم بأسره، والفنانون مرآة للأحداث فلا يمكنهم بقاؤهم بمعزل عنها، لأن الحرب ظاهرة قوية إذا وجدت فإنها لا بد أن تؤثر في إبداع الفنانين، الموت والدم والدمار ليسوا مصادر إلهام بل الحقيقة الموجودة حولنا، والفنان لا بد أن يكون صادقاً مع نفسه، وإذا حدث هذا فسينعكس على فنه، وعلمتني الحرب أن أفكر في شكل مختلف، وأن أكون ممتنة للحظات العادية كل يوم، الفنون الجميلة لا تتعلق دائماً بالجمال البصري وإنما بالحصول على حال يمكن تصويرها، لكن قيم الجمال بصفتها من المبادئ الأساسية للفن لا تزال تأخذ مكانها في إبداع الحرب، فعندما ندرك مدى هشاشة العالم الذي نعيش فيه نبدأ في فهم أن الجمال موجود في كل مكان وفي كل شيء”.
أساطير وقذائف
جاءت أغلب لوحات الأيام الأولى من الحرب بخطوط بسيطة بعضها مرتبك مثل الحال التي كانت البلاد عليها، فظهرت في شكل أقرب للاسكتشات السريعة التي تنقل المشاعر أكثر من مراعاتها للقواعد الفنية الدقيقة، ثم توالى ظهور الأعمال على مر الأيام، وأصبح بعضها أيقونات ستبقى رمزاً للمقاومة والدفاع عن الحرية بعد انتهاء المعارك.
اعتمدت بعض اللوحات ألواناً قاتمة من وحي الحدث، فيما جاءت أخرى بألوان براقة مشرقة تدفع للأمل على رغم مضمونها الذي يعبر عن وضع صعب، وشاع في كثير من الأعمال استخدام اللونين الأصفر والأزرق وهما لونا العلم الأوكراني.
لوحة للفنانة الأوكرانية كسنيا دايتسوك من مجموعة أعمالها خلال الحرب
في السياق ذاته، ظهر كثير من رموز الثقافة الشعبية الثرية فحملت بعض اللوحات نقوش الملابس والتطريز الذي تشتهر به أوكرانيا، وحملت أخرى بعض الكائنات الأسطورية من التراث الشعبي.
يقول الفنان ميتيلين دينيز “تصور آخر لوحاتي التي رسمت من وحي الحرب Snake Gorynych، وهو شخصية من الفولكلور الأوكراني تمثل تنيناً كبيراً مخيفاً بثلاثة رؤوس وثلاثة أعناق، وهو يطلق الصواريخ على عاصمة روسيا، فمنذ قصفت روسيا لكييف أرى أنها يجب معاقبتها على هذه الكارثة، وهذا التنين يجسد الانتقام، والفن يجب أن يكون له دور، ويمكن للفنانين من جميع أنحاء العالم أن يخبروا وينقلوا معلومات حول حقيقة أن روسيا تهاجم أوكرانيا وتقتل المدنيين من دون أي سبب، يمكن أيضاً للفنانين القيام بنشاطات لدعم أوكرانيا ومساعدة لاجئيها وتقديم الدعم لإمدادها بالأسلحة لتتمكن من إنهاء هذه الحرب الرهيبة سريعاً”.
ويضيف “في حالات الحرب يكون للفنان أهداف مختلفة من بينها دعم الروح القتالية، والتفكير في المشكلات، وتكوين الأفكار والرغبات، وفي الوقت ذاته هي قصة نتلوها لجمهور أجنبي عن كفاح الشعب الأوكراني ضد المعتدين الروس، لتخبر عن حقيقة أننا ننتصر، وأننا بحاجة إلى المساعدة لهزيمة روسيا في النهاية وتحرير جميع أراضينا، وفي هذه الحال فإن الفنان ليس ملزماً تصوير الجمال أو الأشياء الجيدة والإيجابية، وما أفعله هو أنني أعيد التفكير في الأحداث التي أراها وأرد عليها، وأقول رأيي حول ما أراه من خلال أعمالي الفنية، أحياناً يصور الفنانون الأشياء في خط مستقيم بشكل مباشر للغاية، وهذا ليس فناً لكنه وسيلة مباشرة تحكي عن أحداث حرب روسيا وأوكرانيا”.
تشير الفنانة جوليا بيليافا إلى أن “للفن دوراً مهماً في المواقف الصعبة، ولا يمكن أبداً أن ينفصل عن السياسة بخاصة خلال حرب الإبادة التي تشهدها أوكرانيا حالياً، وعلى رغم ذلك فإننا دائماً ما نجد الجمال حتى في أحلك الأوقات، فالعالم كله شاهد مدى جمال الأوكرانيين الذين يختارون الحرية كل يوم، وشاهدوا جمال من يدافع عن بلاده من المقاتلين الموجودين في الصفوف الأولى، فالجمال يوجد أينما وجدت الحقيقة، وأكبر دور يقدمه الفنانون في أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم هو أن ينشروا الحقيقة، ويخبروا العالم كله عما يحدث في أوكرانيا”.
وتضيف “لمدة عام عملت على مشروع واحد هو عبارة عن مدفأة من السيراميك تظهر بشكل مشابه للمباني الشاهقة التي يسكنها الناس في أوكرانيا وغيرها، ويجمع العمل نقيضين هما الرفاهية المتجسدة في فكرة المدفأة وفي الوقت ذاته الخراب والحزن الذي عم بلدي، حيث أضفت إلى العمل نقوشاً بارزة من لقطات الفيديو والصور التي تصور الأحداث”.
فعاليات عالمية
تزامناً مع حال الحرب وانعكاساتها على جميع المجالات ومن بينها الفن، أقيمت فعاليات عديدة في دول العالم المختلفة تضامناً مع الشعب الأوكراني، من بينها كثير من العروض الفنية التي قدمت إبداع الفنانين التشكيليين الأوكرانيين للعالم كشكل من أشكال عرض النتاج الفني للتجربة وخلق التضامن معها من قبل عموم الجمهور.
واحد من أبرز الفعاليات التي أقيمت في هذا الشأن هو معرض (The captured house) أو “الييت المأسور” في برلين بألمانيا، وشارك فيه 50 فناناً من أوكرانيا قدموا أكثر من 200 عمل فني من وحي الحرب.
من بين المشاركين في المعرض الفنانة ألفتينا كهيتزا، التي تقول “شاركت بلوحاتي التي رسمت ربيع عام 2022، في الوقت الذي احتلت فيه القرى المحيطة بي من قبل الجيش الروسي، وشهدت قريتي قتالاً بين الروس والقوات المسلحة الأوكرانية، واتجهت لوحاتي لتعكس واقع مدن أخرى تحت القصف وكيف دمرت قذائف القوات الروسية حياتنا منذ ذلك الوقت، وهذا المعرض ضم كثيراً من الفنانين من أوكرانيا الذين حاولوا التعبير عن الشيء نفسه كل من منظوره ووجهة نظره”.
لوحة للفنان الأوكراني ميتيلين دينيز تصور الرئيس الأوكراني منتصراً على بوتين
وتضيف “على أرض الواقع أوكرانيا في حال حرب مع روسيا منذ أبريل (نيسان) 2014 بعد الثورة الناجحة المسماة (الميدان الأوروبي)، وأثار لدي هذا سؤال وقتها في ظل كثير من أحداث العنف وهو، كيف يمكن للفنان أن يرسم الثورة والحرب؟ قبلها كانت تشغلني ثقافة الاستهلاك السائدة، وكنت انتقد واجهات المتاجر المغرية، لكن عندما بدأت الحرب نظرت إلى الأمر بشكل مختلف، فأصبحت أرى هذه الواجهات اللامعة وبضائعها الرائعة علامة على استمرار الحياة في المكان، بالنسبة إلي يرتبط الفن بالسياسة دائماً، وإن جاءت الحرب فلا بد أن تنعكس في الأعمال الفنية، وبالفعل أقدم ذلك في لوحاتي بشكل يعكس الجمال، وربما الدعابة والسخرية في بعض الأوقات”.
وعن دور الفنان وقت الحرب توضح كهيتزا “يتنقل الفنان بين أدوار عدة في أوقات الحرب، فأنا أتأمل وأفسر شعور الوجود في حرب، وأحاول توضيح ما هو شكلها في القرن الحادي والعشرين، وفي أحيان أخرى أكون ناشطة حينما أقوم ببيع لوحاتي والتبرع بالمال لدعم القوات المسلحة الأوكرانية، وفي الأساس فأنا فنانة أقدم أعمالاً فنية تدفع للحلم، أو تلهم الأشخاص وربما تدفعهم للتفكير في حلول، لا يمكن للفنان في أوقات الحرب أن يكتفي بكونه فناناً بينما هناك آخرون يقدمون ما هو أكثر من ذلك ويوجدون في المواجهة”.
معارك على الشاشات
يمكن اعتبار حرب أوكرانيا هي الأولى التي يكون للتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي فيها هذا التأثير الكبير في جميع الجوانب، فالنتاج الفني الأوكراني تم تداوله على مواقع التواصل وحقق انتشاراً كبيراً في جميع أنحاء العالم، وهذا واحد من الأدوار المنوطة بالفن أثناء الأزمات الكبرى، كما لاقت المبادرات التي أطلقها فنانون حول العالم لدعم أوكرانيا صدى كبيراً.
تقول الفنانة داريا كولتسوفا “أشعر أن الفن هو سلاحي للقتال والاحتجاج والمقاومة، فهو يمنحني القوة للحديث بصوت عال عن الأشياء التي لا يتم الحديث عنها، ويتيح لي نشر الرسائل بلغة مرئية لا تتطلب ترجمة ويفهمها العالم كله، فهو وسيلة للتعبير عن القيم التي أؤمن بها، وعند الحديث عن دور الفنانين في دعم أوكرانيا ففي داخل البلاد شارك بعض المتطوعين بالفعل في القتال وآخرون في إسعاف الجرحى، بينما انخرط آخرون في مشروعات تطوعية، وكثير منهم في أوكرانيا وخارجها تبرعوا بجزء من قيمة بيع أعمالهم لدعم الأوكرانيين، سواء بشراء الأدوية، أو إعادة بناء المدارس والمنازل في القرى، أو دعم اللاجئين، إلى جانب مساعدة الموجودين على خطوط المواجهة في الصمود، وهناك فنانون يعملون الآن مع أطفال من المناطق المحتلة لتنظيم جلسات العلاج بالفن، وجميعنا يبذل قصارى جهده للمساعدة ولإيصال الحقيقة، سواء من خلال فننا أو كلماتنا”.
لوحة من فن الشارع رسمها الفنان الفرنسي كريستيان جيمي لدعم الشعب الأوكراني
وتضيف “عملي المستوحى من الحرب جاء بعنوان (التهويدة)، وهي وسيلتي لتكريم الأطفال الذين قتلوا خلال الحرب، ولإحياء الذكرى واحترام هؤلاء الراحلين، وما زلت أفعل ذلك فأصنع تمثالاً لكل رقم تعلنه الإحصاءات الرسمية للأطفال المقتولين، وأهدف من خلال عملي إظهار قيم الاحترام والحب والتعاطف، فمنذ بدأت ثورة الكرامة في بلدي عام 2013 وفني هو دائماً الطريقة التي تمكنني من بناء حوار حول المشكلات الاجتماعية والسياسية، بعض الناس يروقه هذا الأسلوب وآخرون لا، ولكنها طريقتي”.
الفن في المواجهة
بعض الفنانين في أوكرانيا لم يقتصر دورهم فقط على إنتاج الأعمال الفنية والتعبير عن القضية من خلال الفنون، وإنما انضموا بالفعل إلى صفوف المقاومة وحملوا السلاح ليضيف ذلك تجربة إضافية إلى تجربتهم الإبداعية خلال عام الحرب.
يقول الفنان أنطون تاراسوك “إضافة إلى الاستمرار في الإبداع الفني، انضممت إلى كتيبة (الثأر) في الصيف، الآن أتبع أوامر القادة وأرسم في أوقات فراغي، وأستطيع أن أقول بثقة إن أحد الجانبين لا يتداخل مع الآخر، وهذه التجربة جعلتني أكتشف كثيراً عن أسلوب حياة الجيش، ما يحدث حالياً هو تاريخ يكتب في المكان الذي أوجد فيه، لهذا يجب أن أكون صادقاً مع نفسي في التعبير عن فني، ومع ذلك يجب أن يبقى الفن خارج الدوائر السياسية والعسكرية، فالفنان يجب أن يحافظ على فرديته، وهنا يطرح السؤال نفسه، هل الحرب مصدر إلهام أم مجرد اتجاه سائد؟ في الوضع الحالي هناك جناحان يرفعان أوكرانيا هما الجيش والفن”.
ويضيف “على الفنانين السعي لتحقيق السلام والتوقف عن الخوف من الموت، في الشهر الأول من الحرب لم أستطع ابتكار شيء جديد، وكان هناك فراغ بسبب نقص الأفكار حول ماذا نرسم ولماذا، الألم والموت موجودان في كل مكان، لكن من بين هذا ما زلت أستطيع أن أجد الجمال والناس والأحداث التي تحمل الفرح، يمكن أن يكون الجمال أيضاً في الموت، والسؤال هو كيف تصوره كفنان، وهنا نحتاج إلى التفكير كثيراً والبحث عن رؤية جديدة”.
غرافيتي الحرب
مع تصاعد الأحداث السياسية في أي مكان بالعالم مثل الثورات أو الحروب، يظهر بشكل كبير ما يطلق عليه فن الشارع أو الغرافيتي، فهو وسيلة سريعة الانتشار للتعبير عن الأحداث وإظهار وجهات النظر باستخدام الفن، وينشط الفنانون المبدعون في هذا المجال ويقدمون أعمالاً تبقى رموزاً معبرة عن واقع الحال السائدة، والأمثلة كثيرة في الاحتجاجات والثورات والحروب بجميع أنحاء العالم، حيث كان الغرافيتي حاضراً فيها بقوة، وكان يمثل واحداً من أشهر الفنون التي ارتبطت بالأحداث السياسية.
لم يقتصر دعم الفنانين لأوكرانيا فقط على من يحملون جنسيتها أو يعانون ويلات الحرب داخل حدودها، بل امتد الأمر إلى جميع أنحاء العالم، لأنه بالأساس يمثل قضية إنسانية، ومن بين المواقف الداعمة التي يمكن الإشارة إليها تجربة الفنان الفرنسي كريستيان جيمي، الذي دفعته أحداث الحرب في أوكرانيا إلى التضامن بسلاحه الخاص وهو الفن، وتحديداً فن الشارع، حين رسم في باريس جدارية ضخمة باللونين الأصفر والأزرق لفتاة أوكرانية، لتلفت الجدارية أنظار مسؤولي سفارة أوكرانيا في باريس، الذين رتبوا له رحلة إلى بلادهم، ليتوجه بالفعل إلى المدن الأوكرانية الشهيرة لدعم أهلها وتزيين جدرانها بفنه، وتظهر أعماله الفنية على خلفيات من الدمار بعد قصف القوات الروسية مواقع بالقرب منها.
أحد أشهر أعمال جيمي لوحة رسمها لشرفة السفارة الفرنسية في كييف مستوحاة من أيقونة الفنان الفرنسي يوجين ديلاكروا “الحرية تقود الشعب”، التي تعد من أشهر الأعمال التشكيلية التي عبرت عن الثورة الفرنسية.
يقول جيمي “للفنان أكثر من دور في المواقف الصعبة مثل الوضع الحالي في أوكرانيا، فبداية عليه استخدام الفن لرفع الوعي بين الناس بأهمية الحدث ومن ثم خلق التضامن معه، وفي الوقت ذاته يمكن أن يعمل على المساعدة على جمع المال من خلال بيع أعماله، أو الدعوة للتبرع لهؤلاء الذين يعانون وطأة الحرب أو يحتاجون للمساعدات الإنسانية ليستطيعوا الاستمرار في المقاومة والصمود”.
ويضيف “رسمت الجدارية الأولى في باريس مع بداية اندلاع الحرب، وأحدثت صدى كبيراً، وقمت بذلك كوسيلة للترحيب باللاجئين ولإلقاء الضوء على أهمية القضية، وتوالت الأعمال بعد ذلك، سواء في فرنسا أو في أوكرانيا، ففن الشارع يشاهده الناس، ويحدث تأثيراً مباشراً على قطاع كبير من الجماهير، وهذا واحد من أهم أدوار الفنون في مثل هذه المواقف الصعبة”.