حرية – 27/4/2023
جبار المشهداني
في كل عام يهدر السياسيون العراقيون بشقيهم(التنفيذي والتشريعي) ما لا يقل عن ستة أشهر اي نصف العام في تأليف وتوزيع وعزف اوركسترا الموازنة المالية وهي الخطة المالية التشغيلية والاستثمارية لعام كامل .
تنطلق ربابة الموازنة في الشهر العاشر من مجلس الوزراء الى مجلس النواب لتدخل في قراءات وتعديلات ومفاوضات ليتم التصويت عليها في الشهر الثالث او الرابع من العام القادم ونكون قد خسرنا نصف سنة وهكذا تتواصل هذه السيمفونية كل عام .
ما يجري الآن من إعتراضات وتخويف للناس وتهويل بخصوص الموازنة( الثلاثية ) ماهو الا إصرارا على الضغط على حكومة السوداني لأستحصال فوائد سياسية لهذه الجهة السياسية او تلك .
ودعونا نحسبها حساب عرب سيتم التصويت على الموازنة( الثلاثية )منتصف شهر الخامس القادم كما هو متوقع وبعدها نحتاج إلى مصادقة رئيس الجمهوية ثم تعليمات تنفيذ الموازنة وبعد اسبوعين من المصادقة يتم نشر قانون الموازنة المالية في جريدة الوقائع العراقية وبحساب بسيط ستتمكن الحكومة من بدء تنفيذ مشاريعها منتصف الشهر السادس او بداية شهر السابع من هذا العام وبعد هذا التاريخ بسنتين وثلاثة أشهر اي في شهر العاشر عام ٢٠٢٥ ستضطر الحكومة الى تقديم موازنة ٢٠٢٦ اي ان مدة تنفيذ الموازنة( الثلاثية ) في حقيقة الأمر هي سنتين وأشهر معدودة وليست( ثلاثية ) .
دعوة حقيقية لدعم هذه الموازنة وتوفير ما لايقل عن سنة من (الوقت الضايع ) والذي سبق أن اهدرناه طوال ثمانية عشر عاما ماضية اي إننا وبحساب العرب اهدرنا ما يقرب من تسع سنوات بين الإعداد والتنفيذ للموازنات السابقة .