حرية – (1/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
في بلدة “دمّون” اليمنية يحرص الأهالي منذ أكثر من عقد على تنظيم حفل زفاف جماعي بيوم محدد بعد جمع المال اللازم لذلك.
ويقام الزفاف الجماعي في البلدة التي تقع بالجزء الشمالي الشرقي من مديرية تريم التاريخية بمحافظة حضرموت، في العاشر من شهر شوال كل عام، في مهرجان جماهيري حاشد يحضره معظم أهالي البلدة وآلاف المدعوين.
واختتمت مساء الأحد، فعاليات “مهرجان الحياة” في نسخته الحادية عشرة، التي انطلقت السبت الماضي، بزفاف 154 عريسًا وعروسًا، من أبناء بلدة “دمّون”، عبر حفلين مستقلّين للذكور والإناث، بفعاليات فنية وثقافية وشعبية، تخللتها الولائم والعزائم في ساحة عامة، بحضور 15 ألف مدعو ونحو 10 آلاف مدعوّة، وسط أجواء من الفرح والتلاحم المجتمعي.
وعلى مدى قرابة 15 عاما، تشهد مناطق مختلفة من محافظة حضرموت، أعراسًا جماعية على نحو غير معتاد.
وتهدف حفلات الزفاف الجماعية إلى إعانة المتقدمين للزواج عبر تقديم مساعدات مالية وإقامة حفل جماعي للمئات منهم، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في بلد يشهد أزمة إنسانية.
تظاهرة كبرى
يقول رئيس لجنة العلاقات العامة في “مهرجان الحياة”، علي بكر إن هذه الفكرة انطلقت من بعض شباب البلدة بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، وتلقفتها بعض الوجاهات الاجتماعية في “دمّون”، وباتت الآن حدثًا سنويًا لا يقتصر على الزواج واختصار تكاليفه وتبعاته المالية على الأهالي فحسب، بل يشمل إشراك المجتمع في تظاهرة اجتماعية كبرى.
وأضاف أن ذلك يهدف إلى “المبادرة والتعاون بين الناس في عمليات الإعداد والتحضير، على نحو يكرّس التآخي والترابط، فضلًا عن دور المهرجان في اكتشاف المواهب والإبداعات في مختلف المجالات، وذلك من خلال الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة”.
وذكر بكر، أن المهرجان يقدم دورات تدريبية تُعقد في الأيام التي تسبق انطلاق فعالياته، بهدف تأهيل العرسان والعرائس للحياة الزوجية المقبلة، إضافة إلى دورات أخرى تستهدف أولياء أمورهم، ببرامج أسرية وتساعدهم على التعامل مع الوضع الجديد لأبنائهم وحلّ أي مشكلات بصورة عاجلة.
ولفت إلى أن البرامج التدريبية، “شملت ما يقارب 1150 عريسًا وعروسًا خلال 11 عاما، وبالتالي فإن الهدف الأهم هو أن نضع حدًا لحالات الطلاق، وهذا ما يتحقق الآن، إذ إن نسبة الطلاق بين هؤلاء العرسان تقترب من الصفر، وهذا ما نهدف إليه في تجسيد تماسك حقيقي وترابط داخل المجتمع”.
وفيما يتعلق بالتكاليف المادية، قال بكر إنها “تعتمد على جانبين، إذ يدفع أولياء أمور العرسان والعرائس اشتراكات مالية تصل إلى 50% من إجمالي التكاليف، بشكل يوفر الكثير من التكلفة التي تتطلبها إقامة مراسم زواج بشكل فردي، بينما يوفّر جانب التطوع المجتمعي، نصف الكلفة الآخر لميزانية الزواج، إضافة إلى وجود مساهمات مقدمة من جهات مختلفة”.
تماسك وتقارب
من جهته، يشير الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية تريم، نائب رئيس لجنة الزواج الجماعي في “مهرجان الحياة”، علي خميس، إلى أن بلدة “دمّون” التي يقطنها ما يزيد عن 10 آلاف نسمة، “تمتاز بتماسك وتقارب مجتمعها الداخلي”، وهو ما سهّل عملية إقامة هذا المهرجان السنوي بسلاسة وساعد في نجاحه واستمراره منذ العام 2012.
وقال خميس ، إن “مهرجان الحياة”، لم يكن الاحتفال الجماعي الأول في المنطقة، لكنه كان الأكثر نجاحًا في الأعوام الماضية، على صعيد الفعاليات وتنظيمها.
اعتماد كبير
ويؤكد مسؤول الإعلام في “مهرجان الحياة”، عارف بامؤمن أن “الأهالي متمسّكون بشدّة بهذه الفكرة نظرًا لما توفره من جهد ومال، ودورها الكبير على صعيد تعزيز روابط المجتمع”.
وكشف راضي صبيح، وهو شقيق اثنين من العرسان في مهرجان العام، أن “ما تصل نسبته إلى 90% من أبناء دمّون، باتوا يعتمدون على نمط الزواج الجماعي المخصص لأبناء المنطقة بسبب الميزات التي يقدمها، في وقت لم تعد هناك زواجات فردية تقام إلا بشكل محدود للغاية”.
وذكر أنه و4 من أشقائه وشقيقاته تزوجوا على هذا النحو في الأعوام القليلة التي مضت.