حرية – (2/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
شارك رجل تجربته الشخصية و”الدوامة النفسية” التي مر بها، بعدما اكتشف أنه جاء إلى الدنيا عن طريق أحد المتبرعين بالحيوانات المنوية، وذلك عندما حصل أفراد عائلته على مجموعات اختبار الحمض النووي في المنزل لتحديد النسب، كهدية عيد الميلاد.
جون تشامبرز، البالغ من العمر 37 سنة، هو مؤلف موسيقي يعيش في لندن. تشامبرز ذكر في مقابلة مع “اندبندنت”، أنه بعد اكتشافه الأمر، في أوائل الثلاثينيات من عمره، أخذ على عاتقه مهمة التقصي عن المتبرع ليدخل بعدها في رحلة غريبة مستكشفاً ما أمكن له من مواقع تحديد الأسلاف لسنوات، ليجد بعدها أن لديه سبعة إخوة غير أشقاء من خلال المتبرع نفسه.
وكان قد تم في عام 2005 إجراء تعديل تاريخي على القانون الذي يقضي بعدم الكشف عن هوية المتبرع، الذي سيعني أنه بدءاً من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل سيتاح لآلاف الأشخاص المولودين من خلال التبرع ببويضات أو حيوانات منوية، أن يتبعوا أصولهم البيولوجية للمرة الأولى.
ودعت الهيئة المنظمة للخصوبة في المملكة المتحدة الأفراد الذين تبرعوا ببويضات أو بحيوانات منوية أو بأجنة، بعد الأول من أبريل (نيسان) عام 2005، إلى التأكد من تحديث بيانات الاتصال الخاصة بهم، قبل أن يتمكن أفراد المجموعة الأولى المؤهلة (المخولون معرفة آبائهم البيولوجيين) – أي الأشخاص الذين يبلغون 18 سنة هذا العام – من المطالبة بها، من أجل “تجنب أي خيبة أمل في أوساط ذريتهم”.
وفي وقت لاحق من هذه السنة، سيحظى نحو 30 شاباً ولدوا بمساهمة من أحد أولئك المتبرعين، بالحق في طلب الاسم الكامل لآبائهم البيولوجيين وتاريخ ميلادهم وآخر عنوان سكن معروف لهم، حيث تتوقع الهيئة المنظمة للخصوبة تدفق مئات الطلبات عليها في السنوات المقبلة.
وتظهر البيانات الجديدة الصادرة عن “هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة” Human Fertilization and Embryology Authority أن نحو 766 شاباً سيتمكنون من طلب بيانات الجهات المتبرعة بحلول نهاية عام 2024، في حين أن نحو 11,427 شخصاً سيتمكنون من القيام بذلك بحلول عام 2030.
وقال تشامبرز: “لقد اكتشفت قبل أربعة أعوام عندما كنت في الـ33 من عمري، أنني ولدت من متبرع، وذلك بعدما تلقيت مجموعات تحليل الحمض النووي الخاصة بالأسلاف هدية عيد الميلاد. وقد قدمها أخي أيضاً لأمي وأبي، فيما قامت صديقته بتقديمها إليه أيضاً”.
وأردف قائلاً: “لقد ظل أبي متردداً لمدة طويلة قبل إرسال رزمته. فساورني القلق حيال ذلك، وقلت له: “دعنا نكتشف مدى نسبة انتمائك لسلالة الفايكينغ”. وأوضح أن “نتيجة أخيه جاءت مطابقة لحمض أمه لكن ليس مع حمض والده”.
ولدى قراءته النتائج، قال متسائلاً: “يا إلهي، هل كانت أمي على علاقة غرامية مع أحد؟ لكن عندما جلست معها ومع والدي أخبراني بالحقيقة، وقد اختلطت الأمور علي بعض الشيء، وعانيت من دوامة نفسية عصيبة لأسابيع وأشهر”.
وأعرب تشامبرز عن “مدى حزنه” لعدم تمكنه من “قطع الشك باليقين” في شأن احتمال التقائه بإخوة غير أشقاء، له من دون علمه. وأوضح أنه “يقسم” حياته إلى جزءين – الجزء الذي علم فيه أنه قد تم إنجابه من خلال متبرع، والآخر الذي سبق اكتشافه للحقيقة”.
وأوضح أن ذلك “يجعلك تفقد الإحساس بالهوية”، مشيراً إلى أن “الأشخاص الآخرين الذين اكتشفوا أمر إنجابهم بواسطة متبرعين بعد البلوغ، عاشوا تجارب مماثلة، وطرحوا علامات استفهام حول هويتهم متسائلين: “من عساي أكون الآن يا ترى؟”.
وقال تشامبرز إن إخوته غير الأشقاء السبعة جميعهم تم إنجابهم من خلال المتبرع نفسه بالحيوانات المنوية، لكن لديهم أمهات مختلفات. وقال إنه لا يكف عن التفكير في الأمر “طوال الوقت”.
وأضاف: ” لقد مرت أربعة أعوام على تلك المسألة، لكن الأمور استقرت الآن. إلا أنني لا أدري متى يمكن أن يظهر أخ آخر لي. أنا على دراية بأننا في المجموع ثمانية إخوة. وكنت أقوم بجمع القطع المفقودة من اللغز المتعلق بهويتي”.
يواظب تشامبرز على الالتقاء بانتظام مع جميع إخوته غير الأشقاء الذين عثر عليهم حديثاً، لتناول المشروبات أو الطعام خلال “حفلات شواء عائلية”، اكتشفوا خلالها “جميع تلك النقاط التي تجمع بينهم”. وقال إن علاقاته الجديدة معهم كانت “الجانب المشرق” من هذا الموضوع الذي شكل له صدمة في البداية لدى معرفته الحقيقة.
وأكد أنه وإخوته غير الأشقاء التقوا في إحدى الحانات بالمتبرع الذي قدم حيواناته المنوية، وطغت على اللقاء أجواء “مشحونة بالتوتر”، لكنه أشار إلى أن “كل شخص حصل على جانب إيجابي من تلك التجربة”.
وعن الشخص المانح، قال تشامبرز: “في البداية، بدا فاتراً بعض الشيء، وهذا أمر بديهي تماماً. من الواضح أنه كان مضطرباً للغاية لأنه تم الكشف عن هويته. وقد تعين عليه بذل كثير من الجهد للإفصاح عن نفسه، بعد طمأنته إلى أنه سيتم التكتم على اسمه”.
تشامبرز أعرب عن الثناء على وضع القانون حيز التنفيذ، قائلاً إن زيادة “الانفتاح” و”الشفافية” بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتم إنجابهم من خلال مانحين، إنما يشكل خطوة إيجابية.
وقال إنه “لمن المثير حقاً أن تتاح لهم الآن فرصة تجنب أعوام من البحث في سلالة العائلة وإجراء اختبارات الحمض النووي المكلفة”. ومع ذلك، فقد أقر أيضاً بأن “الأمور لن تكون سلسة دائماً بالنسبة إلى الجميع. فقد لا يكون بعض منهم على استعداد للتواصل والانفتاح على آخرين. فيما قد تكون لدى بعضهم الآخر توقعات مختلفة في شأن علاقاتهم”.
لكنه دعا إلى اتخاذ تدابير “أوسع نطاقاً” في هذا المجال، وإلى تمكين الأشخاص الذين يتم إنجابهم بواسطة متبرعين، من الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالجهات المانحة، منذ لحظة ولادتهم.