حرية – (6/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
خلصت دراسة علمية إلى أن قضاء الساعات الطويلة في التحدث على الهواتف المحمولة يسبب الإصابة بارتفاع ضغط الدم، حيث يرتبط الارتفاع بالأشخاص الذين يضعون الهواتف على آذانهم، وليس الذين يجرون المكالمات باستخدام السماعات أو مكبرات الصوت، بحسب صحيفة The Times البريطانية .
الدراسة نُشرت في دورية Digital Health الطبية الأوروبية المعنية بأمراض القلب، وتعقَّبت الحالة الطبية لنحو 212 ألف بالغ بريطاني (يبلغ متوسط أعمارهم 54 عاماً) سُئلوا عن عدد المرات التي أجروا فيها مكالمات أسبوعية. وخلصت بعد متابعةٍ استغرقت 12 عاماً أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الشخص في إجراء مكالمات الهاتف المحمول، ازداد خطر إصابته بارتفاع ضغط الدم.
وذكرت الدراسة أن الأشخاص الذين أجروا مكالمات مدتها 30 دقيقة على الأقل في الأسبوع كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم (بنسبة 12%) من الأشخاص الذين يقضون وقتاً أقل في استخدام هواتفهم.
ووفقاً للدراسة، فإن الأشخاص الذين تستغرق مكالماتهم الهاتفية أكثر من 4 ساعات في الأسبوع، فقد وُجد أن خطر إصابتهم بارتفاع ضغط الدم يزيد بنسبة 16%، والأشخاص الذين يقضون 6 ساعات في الأسبوع أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 25%.
طاقة الترددات
وعلى الرغم من أن الدراسة قائمة على الملاحظة، ولا يمكنها إثبات الارتباط بين ما تورده من أسباب ونتائج، فإن الباحثين أشاروا إلى أن التعرض لمستويات منخفضة من طاقة الترددات الراديوية المنبعثة من الهواتف المحمولة قد يرفع ضغط الدم، وأن المكالمات الهاتفية الطويلة ترتبط بمشكلات النوم وزيادة الإجهاد، ما قد يضر بصحة القلب والأوعية الدموية.
ولاحظت الدراسة أن ارتفاع ضغط الدم إنما يرتبط بالأشخاص الذين يضعون الهواتف على آذانهم، وليس الذين يجرون المكالمات باستخدام السماعات أو مكبرات الصوت.
صحة القلب
من جهته، قال شيانهوي كين، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة Southern Medical University في الصين: “إن عدد الدقائق التي يقضيها الأشخاص في التحدث على الهاتف المحمول أمر يؤثر في صحة القلب، إذ كلما زادت الدقائق، تفاقمت المخاطر”،
وتابع كين: “التحدث على الهاتف المحمول قد لا يؤثر في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ما دامت مدة المكالمات الأسبوعية تقل عن نصف ساعة، الحكمة تقتضي منا تقليل المكالمات الهاتفية إلى الحد الأدنى للحفاظ على صحة القلب”.
كما لفتت الدراسة إلى أن أكثر من ربع البالغين في إنجلترا مصابون بارتفاع ضغط الدم، ويُعرف هذا المرض باسم “القاتل الصامت”، لأن أعراضه قلما تظهر على المصابين به، غير أنه أحد أبرز أسباب الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية في نصف المرضى التي يتعرضون لهذه العوارض الطبية، ويزيد كذلك أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب وأمراض الكلى والخرف.
من جهة أخرى، استشهدت هذه الدراسة بأخرى سابقة أشارت إلى أن التعرض طويل المدى للمجالات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الهواتف المحمولة قد يسبب التهابات مرضية وإجهاداً في الجسم، ما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
لم يكن أي من المشاركين، من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، مصاباً بارتفاع ضغط الدم في بداية الدراسة، غير أن تقارير الطبيب العام وسجلات المستشفى كشفت أن نسبة 7% منهم أصيبوا بارتفاع ضغط الدم على مدى 12 سنة. ورجحت الدراسة الارتباط بين استخدام الهاتف المحمول وارتفاع ضغط الدم، حتى عند الاعتداد بالعوامل الأخرى، مثل وزن المريض وأسلوب حياته ونمط نومه.